سفير العراق في حوار مع الرائد: نهج لتبديد مخاوف العراقيين من السفارة

نسخة للطباعة2010.12.17

أجرى الحوار: محمد صفوان جولاق - مدير المركز ورئيس التحرير

سعادة السفير شورش خالد سعيد، أشكركم بداية على إتاحة الفرصة للقائكم والحوار معكم.

أرحب بكم، وأبارك لكم خطوة انطلاقة موقع مركز "الرائد" الإعلامي على شبكة الإنترنت، متمنيا لكم مواصلة النجاح والإبداع، لأن العمل الصحفي الإعلامي في أوكرانيا مهم لمعرفة المزيد عنها وعن أخبارها والأحداث الدائرة فيها.

نحن متابعون لأخبار موقع المركز، ولأخبار ونشاطات مؤسستكم الأم (اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد")، في المجالات الخيرية والثقافية، وغيرها.

لهذه النشاطات دور كبير في الحفاظ على صورة الإسلام والمسلمين، في ظل وجود من يريد تشويه الصورة بالإرهاب والتطرف، التي علينا جميعا التصدي لها.

الإسلام، في الحقيقة، دين التسامح والمحبة والرحمة، لا يفرق بين الناس إلا بالتقوى والعمل الصالح، وأنا أتمنى لـ "الرائد" التوفيق في مساعدة المحتاجين، ونشر فكر الإسلام الصحيح.

شكرا سعادة السفير. سؤالي الأول يتعلق بالجالية، كم يبلغ تعداد الجالية العراقية في أوكرانيا؟، وإلى أي فئات ينتمي أبناؤها؟

يبلغ إجمالي تعداد الجالية العراقية في أوكرانيا حاليا نحو 2500 شخص، جزء منها قدم إلى أوكرانيا في زمن الاتحاد السوفييتي السابق، وجزء آخر لجأ إليها بعد أحداث "الانتفاضة الشعبية العراقية" في عام 1991.

كما هاجر إليها وعبرها بعد الحرب في عام 2003 نحو 1000 – 1500 شخص، لكن معظمهم عادوا إلى الوطن بعد تحسن الظروف الأمنية والاقتصادية فيه.

ولكن البعض من أبناء الجالية، الذين قدموا إلى أوكرانيا لأسباب الدراسة والتجارة والهجرة،  تزوجوا من مواطنات أوكرانيات واستقروا فيها، وهم يعملون الآن كأطباء وتجار وأساتذة وغير ذلك.

وفي الأعوام القليلة الماضية تزايد أعداد الطلاب العراقيين في أوكرانيا، فبلغ في هذا العام 2010 حوالي ألفي طالب بعد مجيء قرابـة 350 – 400 طالبا إليها خلال العام الدراسي الحالي.

كيف تتعامل السفارة مع أبناء الجالية، وما هي الخدمات التي تقدمها لهم؟

لدى وزارة الخارجية العراقية نهج جديد لتبديد مخاوف الرعايا العراقيين من السفارات، التي كانت كمراكز مخابراتية في ظل النظام السابق، وذلك بهدف الانفتاح على جميع العراقيين خارج الوطن، الذين يتراوح عددهم حسب بعض المعطيات غير الرسمية ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين، وكسب ثقتهم وتوفير الظروف الملائمة لعودتهم.

أما بالنسبة للخدمات التي تقدمها السفارة، فهي الخدمــات القنصلية التي تقدمها لأبناء الجالية العراقية، كإصدار الجوازات وتمديدها وتصديق الوثائق المختومة من قبل وزارة الخارجية العراقية والوثائق المصدقة من قبل وزارة الخارجية الأوكرانية وغير ذلك.

وتقوم الدائرة الثقافية في السفارة بتسهيل إجراءات فتح الملفات للطلبة العراقيين الدارسين في أوكرانيا والأمور الأخرى التي يحتاجها هؤلاء الطلبة.

كما تساهم السفارة قدر الإمكان بحلول أية مشاكل أخرى تعترض أبناء الجالية العراقية، سواء كانت شخصية مادية.

ونحن نرحب بكل المواطنين العراقيين، ونحثهم على زيارة السفارة للتواصل معهم والاطلاع على أحوالهم المعيشية وتذليل الصعوبات التي تواجههم، ونطلب منهم التوجه إلينا لطلب المساعدة وحل المشاكل، قبل التوجه إلى أية جهة أخرى.

هلا تحدثتم باختصار عن تاريخ العلاقات العراقية الأوكرانية؟

علاقاتنا تاريخية مع أوكرانيا وتعود لزمن الاتحاد السوفييتي، حيث كان العراق يستورد من أوكرانيا 65 – 70% من البضائع والسلع الغذائية والمعدات والتقنيات العسكرية.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال أوكرانيا عام 1991 أصبح للعراق تمثيل دبلوماسي غير مقيم يمثله سفير العراق لدى روسيا الاتحادية.

قامت أوكرانيا في عام 2000 بفتح سفارة لها في العراق يرأسها قائم بالأعمال، وفتح العراق من جانبه سفارة في العاصمة الأوكرانية كييف في بداية عام 2002 بمستوى قائم بالأعمال أيضا.

ثم قام العراق بتعيين سفير له في أوكرانيا في شهر آب من عام 2002، إلا أنه تم إغلاق السفرة بعد سقوط النظام السابق، وفي العام 2003 وبسبب ظروف الحرب في العراق أغلقت أوكرانيا سفارتها في بغداد، ثم أعادة فتحها في آذار من عام 2004 وبمستوى قائم بالأعمال، أما العراق فأعاد فتح سفارته في أوكرانيا في بداية 2007 وبمستوى قائم بالأعمال أيضا.

وفي 22/6/2009 جرت مراسيم الافتتاح الرسمي للسفارة العراقية في أوكرانيا، أثناء الزيارة التي قام بها وكيل وزارة الخارجية العراقية السيد لبيد عباوي إلى أوكرانيا، ثم قام العراق بإرسال سفير جديد له في أوكرانيا يتمثل بشخصي، حيث باشرت بمهام عملي رسميا في السفارة بتاريخ 15/6/2010.

هل أقيمت نشاطات أو فعاليات مشتركة بين الجانبين العراقي والأوكراني؟

توجد الآن لجنة حكومية مشتركة بين الجانبين، وسوف تعقد اجتماعها الرابع في الربع الأول من العام 2011 المقبل في العراق، لبحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها.

وفي هذا الإطار يمكننا أن نشير إلى زيارة عدد من المسؤولين العراقيين إلى أوكرانيا خلال السنوات القليلة الماضية، كوزير الهجرة والمهجرين ونائب وزير الخارجية، وآخرين، حيث أجروا مباحثات مع المسؤولين الأوكرانيين وشاركوا بمؤتمرات فيها.

كما زار العراق العديد من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين الأوكرانيين ومن بينهم فخامة الرئيس الأوكراني السيد فيكتور يانوكوفيتش في العام 2004 (وكان حينها رئيسا للوزراء) لإجراء المحادثات الرسمية مع المسؤولين العراقيين والاطلاع على أحوال قوات حفظ السلام الأوكرانية فيه والبالغ تعداد جنودها 1700.

ما هي مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، وكيف تنظرون إلى آفاقها؟

العلاقات بين العراق وأوكرانيا متشعبة في مجالات شتى، ففي المجال الاقتصادي يستورد العراق حاليا من أوكرانيا المواد الغذائية كاللحوم والقمح والزيت، ومواد البناء كالإسمنت والحديد، كما توجد اتفاقيات لتزويد العراق بـ 6 طائرات شحن مدنية، لسد النقص الحاد في أعداد الطائرات المدنية لديه.

يبلغ حجم التبادل التجاري الرسمي نحو 243 مليون دولار سنويا، ونطمح إلى رفعه ليبلغ أكثر من نصف مليار دولار، وذلك من خلال تفعيل الزيارات بين الجانبين، خاصة بين رجال الأعمال من التجار والمستثمرين والمصنعين.

ونحن نطمح إلى تطوير التعاون مع أوكرانيا في مجال الطاقة الكهربائية أيضا، ومن الممكن أن يكون في المستقبل ثمة تعاون في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية.

كما نطمح إلى تزويد أوكرانيا بالنفط والغاز، خاصة مع إعلانها إقامة خزانات نفطية احتياطية على البحر الأسود.

أما في المجال التعليمي نطمح إلى عقد اتفاق ثنائي بين وزارتي التعليم في كلا البلدين يتضمن الاعتراف بالشهادات وتبادل الخبرة.

تناقل العديد من وسائل الإعلام الأوكرانية مؤخراً، أنباء عن صفقة أمريكية ـ أوكرانية لتزويد العراق بأسلحة من أوكرانيا بقيمة 3 مليارات دولار تدفعها الولايات المتحدة، لماذا من أوكرانيا؟ ولماذا تمول أمريكا هذا التسليح؟

هذه الأنباء غير دقيقة، فالصفقة عراقية ـ أوكرانية وليست أمريكية ـ أوكرانية، والتمويل عراقي، لكن الرقم 3 مليارات دولار مبالغ به جدا، وهو أقل من ذلك.

والعراق – كما ذكرت آنفا – كان يستورد معظم آلياته ومعداته العسكرية من أوكرانيا في القرن الماضي، لهذا فإن لدى المصانع الأوكرانية خبرة فيها، ثم أن الأسلحة الأوكرانية قوية ومتطورة وتستند إلى خبرة طويلة، ولربما أسعارها أقل من أسعار غيرها.

ما هي طبيعة التعاون العسكري القائم بين العراق وأوكرانيا؟

ليست لدي معلومات دقيقة، لكن ثمة اتفاق موقع بين وزارتي الدفاع العراقية والأوكرانية، يشتري العراق بموجبه من أوكرانيا عددا من الناقلات المصفحة وطائرات الشحن والمعدات والتقنيات وقطع الغيار العسكرية الأخرى.

ما هي أبرز المجالات التي تتواصلون من خلالها مع المجتمع الأوكراني، وما هو الهدف منها؟ وما هي أبرز النشاطات التي قمتم بها في هذا الإطار؟

تجربتنا الديمقراطية في العراق حديثة، ونحن نسعى إلى الاستفادة من خبرة مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في أوكرانيا وبقية دول العالم، ولذلك نشجع المشاركة العراقية في ندوات ومؤتمرات هذه المؤسسات والمنظمات مثلما نشجع بالمقابل على المشاركة الأوكرانية في ندوات ومؤتمرات مماثلة في العراق.

نحن نتواصل ثقافيا مع المجتمع الأوكراني لتعريفه بالثقافة العراقية والعربية والإسلامية، وأقمنا في هذا الإطار عدة معارض للفن التشكيلي العراقي كان آخرها قبل شهرين، كما شاركنا في اليوم الثقافي العربي في كييف، وفي المهرجان السينمائي العالمي لأفلام الشباب، حيث شارك العراق بفلم طويل.

وإضافة إلى ذلك أقام فريق دهوك لكرة القدم، الذي فاز بالمرتبة الأولى في الدوري العراقي هذا العام، معسكرا رياضيا تدريبيا لمدة أسبوعين في أوكرانيا، كما شارك رياضيون عراقيون في عدة معسكرات رياضية تدريبية أخرى في أوكرانيا.

هل من كلمة أخيرة لكم في نهاية هذا الحوار؟

بودي التأكيد على أن العراق رغم أنه لا يزال يعاني من خطر الإرهاب والتطرف، لكنه تغير وأصبح دولة أكثر انفتاحا، حيث قام بخطوات واسعة في مجالات حماية حرية التعبير وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

كما أن العلاقات الخارجية بالنسبة لنا مهمة جدا، فقد عين العراق مؤخرا 60 سفيرا جديدا، ليقوم بعضهم بدوره في دول لم يكن العراق يرتبط معها بعلاقات دبلوماسية رسمية، وذلك مؤشر على إصرارنا على التواصل مع دول العالم، والمشاركة بفعالية في السياسة الدولية.

مركز الرائد الإعلامي

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022