رمضان.. شهر يقبل فيه الأوكرانيون على الإسلام (صور)

رمضان.. شهر يقبل فيه الأوكرانيون على الإسلام (صور)
شاب يشهر إسلامه في مسجد المركز الإسلامي بالعاصمة كييف
نسخة للطباعة2015.07.05

صفوان جولاقرئيس التحرير

"أكثر ما ترك أثرا في نفسي هو حقيقة أن رمضان شهر صيام لجميع الأعضاء عن الحرام قبل الطعام، وشهر يحارب فيها المسلم نفسه ليهذبها"، بهذه الكلمات فسر الشاب أرتور اعتناقه للإسلام قبل أيام في مسجد المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة كييف.

لنا قال إنه قرأ  كثيرا حول مختلف الأديان، وحاول تحليل المنطق فيها ليختار من بينها ما يقنعه، وعندما استمع قبل مدة إلى أحد القساوسة يقول: "صوم المسيحيين واليهود كان كصوم المسلمين اليوم"، تعمد مخالطة المسلمين لسؤالهم، ثم أقبل على المركز ليسلم.

وما أرتور إلا واحد من بين نحو 30 أسلموا منذ بداية شهر رمضان المبارك الجاري، 9 منهم في العاصمة كييف، الأمر الذي يدفع بعض القائمين على العمل الإسلامي هاهنا للقول: "رمضان شهر القرآن، وشهر اعتناق الإسلام في أوكرانيا".

وتابعت: "في رمضان شعرت أن المسلمين أمة عالمية، تضم بقوة جميع الجنسيات والقوميات واللغات، وشعرت بأنهم يفهمون بعضا، حتى وإن كانوا لا يملكون لغة مشتركة".

ظاهرة لا حدث

تعاظم الإقبال على اعتناق الإسلام والتعرف عليه هو ظاهرة سنوية في أوكرانيا، من أبرز أسبابها الأجواء الرمضانية على اختلافها، كما يقول بعض القائمين على المراكز والمساجد.

في كييف أسلمت الشابة تتيانا أيضا (19 عاما)، وقالت: "سألت أحد أصدقائي عن الإسلام عندما عرفت أنه صائم، فحدثني، ثم أخذت ترجمة معاني القرآن، وقرأت بعض سوره، فأحسست أنه حقيقة تتناسب مع واقعنا، ولهذا قررت التعرف أكثر، ثم أسلمت، ولكن أهلي لا يعرفون".

الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" يقول: "أعتقد أن أعداد معتنقي الإسلام أكبر، ولا تقل عن 50، لأننا نتحدث عن الذين اعتنقوا الإسلام أمام المصلين في المساجد وأشهروا إسلامهم، ولكن غيرهم كثر".

وفسر إسماعيلوف هذا الإقبال بالقول: "رمضان شهر البركة بطبيعة الحال، فيه أجواء إيمان وتكافل وتراحم خاصة، بالإضافة إلى أن فيه كثيرا من المواد الإعلامية التي تهدف إلى تعريف غير المسلمين به، وبالإسلام والمسلمين عموما، عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي".

وتابع قائلا حول الأسباب: "في هذا العام كثرت أعداد المسلمين في كييف وغيرها من المدن بعد نزوح آلاف التتار عن القرم وشرق أوكرانيا، ولاشك أن هذا يدفع غير المسلمين للاحتكاك مع المسلمين أكثر، والاستفسار عن تعاليم دينهم وطرق عباداتهم".

الصيام مشترك

ولكن ثمة أسبابا أكثر موضوعية وتشويقا بحسب آخرين، فهو عبادة سنوية تتميز بزخم المتعبدين، واهتمام غير المسلمين، في مجتمع تمارس فيه تعاليم الدين بحرية.

يقول الأستاذ سيران عريفوف الكاتب والمفكر القرمي التتري: " الصيام قاسم مشترك بين الأديان على اختلافها، وهذا يدفع غير المسلمين للبحث في الفروقات، ثم التعرف على الإسلام، ناهيك عن الاهتمام بالأسباب التي تكون أجواء رمضان، فتدفع الآلاف منهم للصيام أكثر من 18 ساعة، والإفطار معا، والصلاة إلى ما بعد منتصف الليل".

ويضيف: "من أبرز أسباب الإقبال على الإسلام في أوكرانيا باعتقادي هو أن أوكرانيا لم تعادي دولة مسلمة أو تدخل معها في خلاف، ولا تنتشر فيها مظاهر كراهية الإسلام كما تنتشر في دول أخرى، وهذا ما يجعل التعرف والحوار أسهل، الأمر الذي كثيرا ما ينتهي بنطق الشهادتين".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022