خمسة إنجازات حققتها احتجاجات "الميدان" في أوكرانيا بعد عامين، تعرف عليها...

من احتجاجات سابقة في ميدان الاستقلال بالعاصمة كييف
نسخة للطباعة2015.11.22

يحتفي الأوكرانيون هذه الأيام بالذكرى الثانية لما يعرف بثورة الكرامة، وسط تساؤلات عن ماذا تحقق من مطالب المحتجين آنذاك، وهل هناك توقعات بقيام "ميدان ثالث" في أوكرانيا؟.

قبل عامين من الآن، خرج الآلاف من الأوكرانيين إلى ساحة الاستقلال وسط كييف احتجاجا على رفض يانوكوفيتش التوقيع على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

أحد الخبراء الأوكرانيين آنذاك وصف الحراك القائم قائلا: "كان الميدان الأوروبي شكل من أشكال مشاركة المواطنين في الحياة السياسية وبناء الدولة الأوكرانية الجديدة".

المواطنون الأوكرانيون طالبوا وقتها بإصلاحات سريعة وجذرية، لكن الدراسات تشير إلى أن هذا المطلب لم يتحقق لحد الآن، فوفقا للمعهد الأوكراني للبحوث الاجتماعية، فإن عدد  المواطنين غير الراضين عن توجه البلاد بلغ نسبة 72٪، بينما فقدت نسبة 45٪ الثقة في حدوث شيء يمكن أن يحدث الفارق.

مديرة المعهد أولغا بالاكرييفا  تقول "يشعر الناس بخيبة أمل من القوى السياسية الجديدة التي بدلا من التوحد للعمل من أجل تحقيق الأهداف التي حددها الميدان، يستمرون  في الدفاع عن المصالح الشخصية، والكفاح من أجل السلطة ومواردالدولة".

ووفقا للدراسة، فإن مستوى الثقة في الرئيس بترو بوروشينكو إنخفض في المجتمع مقارنة بفترة ديسمبر 2014، ولكن مصداقيتة لا تزال أعلى مما عليه بالنسبة للبرلمان و مجلس الوزراء.

بحلول الذكرى السنوية الثانية لثورة الميدان ، حدد العديد من الخبراء المتطلبات التي قدمها المحتجون والنظر فيما تحقق منها أو بعضها على الأقل، وهل هناك توقعات بخروج الشعب الى الساحات في حال لم يتم تحقيق جميع المطالب؟.

1- اسقاط نظام يانوكوفيتش: بعد ثلاثة أشهر فقط من بداية ثورة الميدان، وفي فبراير 2014 هرب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من أوكرانيا الى روسيا مع بعض الوزراء والمسؤولين، ليترأس البرلمان الأوكراني مجموعة من السياسيين ونشطاء الثورة.

"الفتح الأول للميدان، والأمر الراديكالي الأكثر أهمية هو العودة الى دستور 2004، بحيث أصبح النظام أكثر توازنا، دون أن تحتكر أي قوة سياسية السلطة لوحدها".

 بوروشينكو لايملك القوة لوحده. هناك ائتلاف، وهناك البرلمان والمجتمع المدني، وهناك صحفيون. وهذه هي القنوات القانونية التي وضع عليها يانوكوفيتش كل النفوذ، وبسببها قام الميدان". قال المحلل السياسي اليكسي غاران.

2- تحديث السلطة: والسؤال هل فعلا تم تحديث السلطة؟، "في الواقع، عندما جاء إلى السلطة قوى سياسية جديدة، تحدثوا عن ذلك. قالوا لابد من تغيير العلاقة بين السلطة والشعب، يجب أن تكون السلطة ذات شفافية والعمل لمصلحة الشعب، لتطوير الاقتصاد، وتحسين رفاهية الشعب. لكن لسوء الحظ، هذا الأمر يتم ببطء شديد, جدا جدا جدا.  بالطبع، هناك عامل الحرب، ولكن الحكومة لم يعد لها مبرر، فبعد أكثر من سنة يجب أن تكون هناك بعض التغييرات "- تضيف أولغا بالاكرييفا.

3- طريق التكامل الأوروبي: وقعت أوكرانيا على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في يوليو 2014، والجزء الاقتصادي من هذه الإتفاقية سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 1 يناير 2016. بالرغم من أن أوكرانيا أقرب سياسيا حاليا إلى المعايير والقيم الأوروبية، لكن الوضع الاقتصادي، على العكس من ذلك، تدهور بشكل كبير.

وبشكل عام، وفقا لأليكسي غاران، فإن "أوكرانيا أقرب إلى أوروبا، وعلى الرغم من أن ذلك ليس على قدم وساق. فالأهم ، أنه يعطي لنا شراكة مع الاتحاد الأوروبي ، المزيد من السلطة التي تقع تحت ضغط المجتمع المدني" مضيفا "توقيع اتفاقية الشراكة  يتم عبر تغييرات بطيئة، لكنها بدأت. من الملاحظ أن عدم استجابة السلطات  لضغوط  المجتمع المدني، أصبح أمرا مستحيلا. فحتى قانون واحد بخصوص الكشف عن سجل الدولة من الملكية سيحدث ثورة".

4- الإصلاحات: يشير الخبراء إلى أن الإصلاحات في  أوكرانيا خلال هذا الوقت في خطواتها الأولى. ولكن حقيقة أن هناك حركة في هذا الإتجاه شيء إيجابي بالفعل، كما يقول المحلل السياسي اليكسي غاران، ويضرب مثلا بإنشاء جهاز الشرطة ومكتب مكافحة الفساد. مضيفا "لكن هذه الإصلاحات بطيئة جدا، وتمشي بطريقة متعرجة".

"الناس لا يرون أن هذا النظام يتم تنظيفه. هناك اختلاف في النظرة بين السياسي والمواطن. أنا كسياسي أفهم أن تغيير النظام، وتصميم الدستوري، وإصلاح الشرطة، وإنشاء مكتب مكافحة الفساد وغيرها من الأمور التي تتم تدريجيا نعم، أنا أفهم .لكن  بعض الأشياء من الصعب جدا شرحها في هذا المستوى للمواطن " يقول اليكسي غاران.

"وهنا المشكلة لا تكمن في عدم الرغبة في التغيير، بل عدم القدرة على التواصل بشكل صحيح بين السلطة والشعب" يضيف غاران.

5- مكافحة الفساد: "تطهير البلاد من المسؤولين الفاسدين ومعاقبة المسؤولين عن أعمال قتل نشطاء ميدان الاستقلال كانت أحد المطالب الأساسية قبل عامين. لكن الخبراء لم يتمكنوا و لمدة عامين، من تنفيذ أداة منهجية وفعالة وشاملة لمكافحة الفساد. وتحديد المسؤولين عن مقتل المئات من الأوكرانيين" تقول اراينا بيكيشكينا مديرة صندوق "المبادرات الديمقراطية. مضيفة أنه حتى إنشاء مكتب مكافحة الفساد لم يؤثر على المزاج العام في المجتمع. "إن مستوى الفساد في الواقع لم ينمو، ولكن في تصور الناس قد ازداد بشكل ملحوظ، وذلك بفضل وسائل الإعلام، لأنهم يرون كل يوم، من سرق".

ماريا زولكينا المحلل بمركز المبادرات الديمقراطية تقول أن الحرب ضد الفساد في رأي معظم الخبراء لم تحدث بالشكل اللازم خلال العامين الماضيين.

"في الواقع، كان المطلب الأساسي للميدان هو تغيير النظام ولكن النظام في أوكرانيا يعتبر ممن بناه ستالين. نظام شمولي، والنظام الشمولي الستاليني ربما هو الأكثر مثالية في العالم. هو الذي خلق هذه الظاهرة كقاعدة للسلطة. في هذا النظام إذا كنت في السلطة، فإنها لن تسمح لك بأن تعاني، لأن هذا النظام ينتج قوانين لا تنطوي على مسؤولية" قال أوليغ ريباتشوك.

وبين خيبة أمل بعض الأوكرانيين فيما تحقق بعد عامين من ثورة أطاحت بنظام يانوكوفيتش وبين آمال البعض الآخر بأن الغد الأوكراني سيكون مشرقا، تواصل أوكرانيا طريقها نحو القاطرة الأوروبية بثبات معلنة الطلاق بالثلاث مع روسيا ومع عهود طويلة تحت سيطرة البيت العالي في موسكو. 

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022