ثورات العرب سلسلة ضربات لاقتصاد أوكرانيا

نسخة للطباعة2011.05.20

محمد صفوان جولاق - رئيس التحرير

تلقى الاقتصاد الأوكراني ولا يزال ضربات بعد اندلاع ثورات واضطرابات تونس ومصر وليبيا وسوريا، وهي أكثر الدول المرتبطة مع أوكرانيا بعلاقات اقتصادية.

فقد تلقى الاقتصاد الأوكراني ضربة قوية باندلاع ثورة 25 يناير في مصر، من خلال تعطيل جميع المشاريع والاتفاقيات الثنائية، ومنها عزم مصر استيراد كميات كبيرة من القمح الأوكراني، وفق ما أعلنه رئيس لوزراء المصري السابق أحمد نظيف في شهر نوفمبر 2010 أثناء زيارة نظيره الأوكراني ميكولا آزارف إلى القاهرة.

ومن بين المشاريع والاتفاقيات المعطلة شراء مصر لعدة طائرات "أنتونوف" الأوكرانية، وإنشاء فرع لصيانة هذه الطائرات في مصر وعموم دول القارة الأفريقية.

كما يهدد التعطيل دعوة كان قد وجهها نظيف إلى شركات الطاقة في أوكرانيا للتنقيب عن الغاز الطبيعي في صحراء سيناء.

ثم تلقت أوكرانيا ضربة ثانية باشتعال ثورة 17 فبراير في ليبيا، التي تعد واحدة من أكبر شركاء أوكرانيا في أفريقيا، حيث يقدر خبراء حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين بما يتجاوز المليار دولار.

وكانت ليبيا قد استوردت من أوكرانيا خلال العام 2010 حبوبا بقيمة تقارب 201 مليون دولار، وحجزت 4 طائرات نقل مدنية، إحداها خاصة بالقذافي، وفتحت لها أبواب التنقيب عن النفط على أراضيها، في حين استوردت أوكرانيا من ليبيا بضائع تصل قيمتها إلى 235 ألف دولار فقط.

ومع اندلاع الاحتجاجات والاضطرابات في سوريا لا يزال الاقتصاد الأوكراني مهددا، حيث أن سوريا تعتبر أكبر شريك اقتصادي لأوكرانيا بين الدول العربية بحجم تبادل تجاري يقدر بنحو 2 مليار دولار سنويا.

يقول أندري يرمولايف رئيس مركز "صوفيا" للدراسات الاقتصادية في كييف: "أعتقد أن الثورات في هذه الدول كانت منعطفا سلبيا غير متوقع لاقتصاد أوكرانيا، فقد توقفت آمال زيادة مصادر الطاقة والاستعاضة عن روسيا، ودفعت الحكومة لإعادة حساباتها في هذا الإطار".

ويضيف: "الحرب الجارية الآن في ليبيا رفعت أسعار الوقود في أوكرانيا بنسب تتراوح بين 20 – 30%، وأوكرانيا دولة مستوردة تتأثر سلبا بارتفاع الأسعار العالمية على الوقود، ما زاد أسعار جميع المواد الغذائية في البلاد، وهذا ما لا يطيقه الشعب الأوكراني ضعيف الدخل".

السياحة

ومن ناحية أخرى كانت ثورتا تونس ومصر قد ألحقت خسائر كبيرة بشركات السياحية والطيران في أوكرانيا، التي تعتبر تونس العاصمة ومنتجع شرم الشيخ المصري أبرز وجهات رحلات زبائنها على مدار العام، وقد توقفت هذه الرحلات بصورة شبه كاملة منذ اندلاع الثورات، وحتى يومنا هذا.

لكن وبالمقابل يتوقع أصحاب الشركات أن يزيد إقبال السياح الأوكرانيين والروس وغيرهم في دول أوروبا على سواحل إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا هذه الصيف.

وتوقعت السلطات في الإقليم زيادة أعداد السياح بنسبة 30% عما كانت عليه في العام الماضي، حيث تجاوزت المليون، معظمهم من أوكرانيا وروسيا.

مركز الرائد الإعلامي

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022