توتر في أوكرانيا بعد قرار حجز زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو

نسخة للطباعة2011.08.08

فجر قرار حجز رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة وزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو بسبب "مخالفتها المتكررة لأوامر المحكمة" غضب أنصارها المعارضين لنظام حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.

واعتبر أنصار تيموشينكو أن دافع الحجز هو الاضطهاد السياسي، والسعي لحسم أمرها إسكاتا لها قبل حلول ذكرى الاستقلال بعد نحو أسبوعين.

وقال يفهيني سوسلوف النائب عن حزب الوطن بزعامة تيموشينكو إن قرار الحجز جاء بعد أن حضر رئيس الوزراء ميكولا آزاروف للشهادة، فوجهت له تيموشينكو أسئلة محرجة له ولمن معه في النظام، وعندها قرر القاضي مباشرة حجزها بحجة مخالفة الأوامر.

وكانت المحكمة التي تنظر بالتهم الموجهة إلى تيموشينكو، المتعلقة بسوء استخدامها للسلطة والإضرار بالاقتصاد من خلال عقد اتفاقية مجحفة بحق البلاد لتوريد الغاز في 2009 مع روسيا، قد قررت حجز تيموشينكو يوم الأمس، وهو قرار كانت تيموشينكو والمعارضة قد توقعوه مسبقا.

وما إن صدر القرار حتى وقع تدافع واشتباك بالأيدي أمام مقر المحكمة بين أنصارها وقوى الأمن، أدى إلى إصابة شرطيين اثنين بجروح.

كما وقع تدافع واشتباك بالأيدي أمام السجن الذي أودعت فيه تيموشينكو بعد أن أزالت قوة الأمن بالقوة خيمة نصبها عشرات المعتصمين الذين نددوا بحبس زعيمتهم وطالبوا بسرعة الإفراج عنها.

ردود فعل

وأثار احتجاز تيموشينكو ردود فعل متباينة في الأوساط المحلية والدولية، فاعتبرته المعارضة ومنظمات حقوقية ودول غربية اضطهادا وإجراءا سلبيا، بينما اعتبرته الحكومة تطبيقا للقانون.

فقد دعا السيناتور الأمريكي جون ماكين اليوم السلطات إلى إطلاق سراح تيموشينكو سريعا، معتبرا أن احتجازها وضع مستقبل الحرية والديمقراطية في أوكرانيا على المحك.

ورأت بولند التي تترأس دول الاتحاد الأوروبي أن احتجاز تيموشينكو خطوة متسرعة جدا وقمعية، وقالت كاثرين أشتون رئيسة مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد إن الاتحاد قلق إزاء أوضاع سيادة القانون في أوكرانيا.

ودعت منظمة بيت الحرية "فريدوم هاوس" الحقوقية الدولية إلى إطلاق سراح تيموشينكو، معتبرة أن قرار احتجازها افتقد إلى المصداقية بعين العالم وعيون الأوكرانيين.

وقال النائب سوسلوف إن حجز تيموشينكو يأتي في إطار ممارسة الاضطهاد السياسي ضد المعارضة، وهو اضطهاد من قبل أشخاص نافذة في النظام وحاقدة على تيموشينكو، على رأسهم الرئيس يانوكوفيتش ورئيس الوزراء آزاروف، الذين يتحكمون بالبلاد والشعب – على حد قوله.

لكن وبالمقابل رأى آزاروف أن حجز تيموشينكو كان قانونيا وعادلا، وأكد على استقلال القضاء في أوكرانيا وعدم تدخل الحكومة في قرارها.

وقال أندريه دوروشينكو القيادي في حزب الأقاليم الحاكم إن الأوكرانيين والعالم كله تابع جلسات محاكمات تيموشينكو، التي كانت تماطل وتتمادى وتهزأ بالقاضي خلالها، واعتقالها كان إجراء لابد منه في النهاية.

تصعيد

ومن المتوقع أن تتجه أوكرانيا خلال الأيام المقبلة نحو مزيد من التصعيد الساخن من قبل المعارضة التي نصبت خياما في ساحة الاستقلال الشهيرة وسط العاصمة كييف، ودعت أنصارها في جميع المدن إلى التوجه نحو كييف للتظاهر والاعتصام.

يقول النائب سوسلوف إنه لا يمكن لأحد أن يخمن ما ستؤول إلى الأمور في البلاد خلال الأيام المقبلة، لكن من المؤكد أننا لن نسمح لأوكرانيا بالعودة إلى الوراء، فوجهتنا معروفة وهي الاتحاد الأوروبي، حيث الحرية والديمقراطية والحياة اللائقة الكريمة للمواطنين.

يذكر أن تيموشينكو (51 عاما) كانت إحدى أبرز قادة الثورة البرتقالية في العام 2004 إلى جانب الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، وقد تولت منصب رئاسة الوزراء مرتين خلال فترة رئاسته قبل أن يقيلها الرئيس الجديد يانوكوفيتش من منصبها بعد أن خسرت أمامه سباق الانتخابات الرئاسية في العام 2010.

مركز الرائد الإعلامي + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022