بعد سنتين على اتفاقات مينسك.. الحرب لا زالت مستمرة في شرق أوكرانيا

نسخة للطباعة2017.02.12

بعد سنتين على اتفاقات مينسك للسلام التي وقعت إثر مفاوضات رعتها باريس وبرلين في شباط/فبراير 2015، لا تزال الحرب مستمرة في شرق أوكرانيا حيث أسفرت عن مقتل حوالي 5000 منذ ذلك الحين. ولدى توقيع هذه الاتفاقات في مينسك، عاصمة بيلاروسيا، اتفقت السلطات الانفصالية مع كييف وموسكو على وقف المعارك وعلى خارطة طريق سياسية معقدة يفترض أن تؤدي إلى السلام.

وإذا كان هذا الاتفاق قد أزال المخاوف من حرب مفتوحة تمتد إلى مختلف أنحاء شرق أوكرانيا، فإنه لم يوقف بالكامل أعمال العنف، أو يبدد الانعدام التام للثقة بين كييف والسلطات المتمردة. قتل حوالي 10 الاف شخص بالإجمال منذ اندلاع النزاع في نيسان/أبريل 2014، ولا يزال بعض الصناعات الاساسية للاقتصاد الأوكراني، ولاسيما مناجم الفحم ومجمعات الصلب العملاقة، في المناطق التي تسيطر عليها جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك المعلنتان من جانب واحد.

ولا تزال العقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا مطبقة، على رغم تحفظات عدد متزايد من البلدان الأوروبية التي تعرب عن اسفها لتأثير التدابير الانتقامية الروسية على اقتصاداتها. لكن هل اتيحت لاتفاقات مينسك 2 أدني فرصة للنجاح؟ يقول ديبلوماسي أوروبي معتمد في كييف معربا عن أسفه في تصريح لوكالة فرانس برس، "إنها مسؤولية الجميع، لم تتوافر الارادة السياسية" لتطبيقها. وما زال الاتحاد الاوروبي مقتنعا بأن روسيا وراء اندلاع النزاع وتأجيجه، لكنه يأخذ على كييف ايضا انها لم ترغب في منح المناطق المتمردة حكما ذاتيا كان مع ذلك نقطة اساسية في الاتفاقات.

خطة من 13 نقطة

تتألف هذه الاتفاقات التي كانت نتيجة 18 ساعة من المفاوضات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بترو بوروشنكو، برعاية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، من خطة تتضمن 13 نقطة. وتدعو الوثيقة التي تشرف على تطبيقها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الى "وقف فوري وشامل لاطلاق النار" وإلى الاسراع في سحب الأسلحة الثقيلة من جانبي خط الجبهة.

وأعادت الوثيقة إلى كييف حق الاشراف الأساسي على حدودها مع روسيا، لكنها تنازلت في المقابل عن تغييرات دستورية تضمن للمناطق الانفصالية "وضعا خاصا"، ووافقت على تشكيل "حكومة مؤقتة" في الشرق. وتحددت نهاية 2015 موعدا نهائيا لتطبيق هذه النقاط ال 13، لكن ايا من هذه الشروط لم يطبق، وتواصل تمديد اتفاقات مينسك التي ترى فيها المجموعة الدولية الامل الوحيد لانهاء الحرب.

وفي كييف، واصلت الأحزاب السياسية القومية والشعبوية التي تهيمن على البرلمان، رفضها منح السلطات الانفصالية صلاحيات، معربة عن تخوفها من ان يعتبر ذلك تنازلا بفعل الامر الواقع عن هذه الاراضي لموسكو. ولم تنظم السلطات المتمردة من جهتها انتخابات بموجب القوانين الاوكرانية وباشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا، بناء على ما تعهدت به في اي حال. وما زال قسم كبير من الحدود الروسية-الاوكرانية خارج سيطرة كييف، ما يتيح تدفق الاسلحة والمقاتلين الاتين من روسيا.

الموقف الاميركي

وعلى رغم هذه الثغرات، اتاحت اتفاقات مينسك احراز بعض التقدم. فقد ساعدت على الحد من حجم المعارك وكثافتها، فانحصرت في بعض النقاط الساخنة مثل مدينة افدييفكا التي قتل فيها عشرات الاشخاص في الاسابيع الاخيرة. وتبدي السلطات الاوكرانية قلقها من امكان رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وقد زاد من اتساع هذا القلق وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض ودعوته الى تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وتعرب كييف أيضا عن استيائها من رفض السلطات الأوروبية تزويد الجيش الأوكراني بالأسلحة الحديثة والفتاكة، خوفا من أن تحمل عمليات تسليم هذه الاسلحة فلاديمير بوتين على مزيد من التورط في النزاع.

وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل "أعتقد ان الادارة الأميركية ما زالت تناقش استراتيجيتها الروسية". وأضاف "نأمل جميعا في ألا تحصل اتفاقات ممكنة بين روسيا والولايات المتحدة على حساب أوكرانيا أو أوروبا، وان تتيح انفراجا بين هاتين القوتين العظميين".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022