بعد تحرير عدة مدن.. هل تخلت روسيا عن انفصاليي شرق أوكرانيا؟

بعد تحرير عدة مدن.. هل تخلت روسيا عن انفصاليي شرق أوكرانيا؟
انفصاليون أمام مبنى إدارة منطقة دونيتسك (أرشيف)
نسخة للطباعة2014.07.10

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

شكل تحرير مدينة سلافيانسك ضربة كبيرة للمسلحين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، لاسيما وأنها كانت أول مدينة يحكمون السيطرة عليها، ثم سرعان ما تحولت إلى معقلهم الأبرز.

دينيس بوشيلين رئيس المجلس الأعلى لما يسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" في شرق البلاد، توجه من خلال عنوانه على "تويتر" باعتذار إلى سكان سلافيانسك، لأنه قوات "الجمهورية" لم تتمكن من حمايتهم، كما قال.

واللافت فيما كتبه بوشيلين أيضا إشارة واضحة إلى تخلي موسكو عن الانفصاليين، وانتقاد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال: "كلمات بوتين كانت جميلة عن حماية الروس و"روسيا الجديدة"، ولكنها كانت مجرد كلمات".

بوشيلين اعتذر لسكان سلافيانسك وانتقد بوتين

لكن المجلس الأعلى لـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" نأى بنفسه عما كتبه بوشيلين، وقال بافل غوباريوف زعيم حركة "روسيا الجديدة" والقائد البارز في صفوف المسلحين، قال إن "الكتائب التي لجأ معظمها إلى مدينة دونيتسك تتعهد بشن حرب عصابات على القوات الأوكرانية، وبحماية سكانها منهم"، معترفا بفرضها طوقا على المدينة.

وكان المسلحون الانفصاليون قد انسحبوا إلى دونيتسك من عدة مدن أحكموا سيطرتهم عليها، من أبرزها سلافيانسك وكراماتورسك، فيها مطار عسكري.

تراجع أم تكتيك؟

وتتباين الآراء حول حقيقة "الانتصارات السريعة المفاجئة" التي حققتها القوات الأوكرانية بعد طول عجز، كما يصفها مراقبون، وكذلك حول الدور الذي لعبته وستلعبه موسكو بعد التطورات الأخيرة.

إيغور كوهوت رئيس مركز التشريع السياسي في العاصمة كييف، ينظر بعين الشك إلى ما يحدث، وقال إنه من السابق لأوانه الحديث عن انتصارات نهائية، فقد "تعودنا أن تحيك لنا روسيا ردود أفعال مفاجئة" إذا لم تكن الأحداث تسير في صالحها.

وأوضح بالقول: "إذا كانت روسيا أوقفت دعمها للانفصاليين نتيجة اتفاق غير معلن مع أوكرانيا والغرب فهذا مؤشر جيد، ولكن إذا كان ذلك الاتفاق لم يتم، فعلينا النظر إلى الواقع كتكتيك، وتوقع الأسوأ الذي قد يطول".

انصياع للضغوط

وفي حين يتجنب الساسة الحديث عن الدور الروسي بشكل مباشر صريح، يرى مراقبون أن انتصارات أوكرانيا هي نتيجة "انصياع" روسي للضغوطات الدولية عليها.

أليكسي غاران رئيس مركز التحليل السياسي في كييف، قال إن القوات الأوكرانية أبرزت قدرتها على حماية البلاد رغم ضعف الإمكانيات، خاصة بعد أن رفعت روسيا يدها عن الانفصاليين.

واعتبر أن رفع اليد جاء لأن علاقة موسكو ومصالحها تضررت كثيرا مع أوكرانيا والغرب بسبب احتلال القرم ودعم الحراك الانفصالي، خاصة بعد العقوبات التي فرضت عليها وهزت اقتصادها ومكانتها الدولية، على حد قوله.

ورأى غاران أن ظاهر الأمر يدل على تسوية غير معلنة، لن تكون سهلة على أوكرانيا خلال الأعوام المقبلة، ولكنها ستوقف النزاع، وستضمن عدم انضمام كييف إلى حلف الناتو، الأمر الذي يشكل الهاجس الأكبر بالنسبة لموسكو.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022