الأقليات في أوكرانيا قلقة من عبور حزب "سفوبودا" إلى البرلمان

الأقليات في أوكرانيا قلقة من عبور حزب "سفوبودا" إلى البرلمان
الحزب حصل على نحو 10% من أصوات الناخبين
نسخة للطباعة2012.11.26

كما كان متوقعا، تقدم حزب الأقاليم الحاكم بنتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أوكرانيا نهاية الشهر المقبل، وذلك بنسبة 30% من مجموع الأصوات.

وحل تجمع الوطن المعارض "باتكيفشينا" ثانيا بنسبة 25.54%، وجاء في المركز الثالث حزب الضربة المعارض "أودار" الذي يقوده الملاكم الشهير فيتالي كليتشكو بنسبة 13.96% من الأصوات.

لكن مفاجئة الانتخابات كانت بعبور حزب الحرية القومي "سفوبودا" نحو البرلمان، بعد فوزه بنحو 10% من الأصوات في أول مرة يدخل فيها الانتخابات، وهو حزب أقصى اليمين.

وسبب هذا الفوز قلقا كبيرا لتتار إقليم شبه جزيرة القرم المسلمين وغيرهم من الأقليات العرقية والدينية في البلاد، التي تتجاوز أعدادها المائة في بعض المناطق كالعاصمة كييف وإقليم شبه جزيرة القرم.

ويرجع هذا القلق إلى جهر الحزب بتصريحات وتوجهات توصف بالعدائية العنصرية، ومنها اعتباره أن نظام منح الجنسية الأوكرانية يجب أن يكون مطابقا للنظام في دولة الاحتلال الإسرائيلي، لتشابه الظروف الجيوسياسية بين البلدين، وفق وصف بعض قادته.

ويرى الحزب أن الجنسية يجب أن تقتصر على عرق "السلافيان" الأوكراني المسيحي فقط، وأن غيرهم "دخلاء على أوكرانيا ويجب إبعادهم".

كما لا يخفي الحزب أيضا جهره بمعارضة دخول الطلاب والتجار والمستثمرين الأجانب إلى أوكرانيا، معتبرا أن لذلك تبعات اجتماعية واقتصادية سلبية على المجتمع.

التتار المسلمون

ومن هذه الأقليات يبرز التتار المسلمون الذين تقدر أعدادهم بنحو 700 ألف نسمة، ومعظمهم يعيش في إقليم شبه جزيرة القرم جنوبا.

وقد هجر التتار قسرا بدعوى الخيانة في العام 1944، وأحرقت وصودرت بيوتهم وأراضيهم، ليبدأ مشوار عودتهم بعد الاستقلال في العام 1991، وتفتح قضاياهم المتعلقة باستعادة الجنسية والممتلكات، التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

تحدثنا إلى رفعت تشوباروف نائب رئيس مجلس شعب تتار القرم - أبرز مؤسسة تترية ذات طابع سياسي في البلاد - فقال إن للتتار تجربة سابقة مع أحزاب "تعادي التتار والإنسانية"، ومنها الحزب الشيوعي (فاز بنسبة 13.18%)، الذي لا يزال مصرا على أن تهجير التتار القسري كان خطوة صائبة.

وقال: "إن فوز حزب "سفوبودا" يضعنا في حالة ترقب، ومنهجه يدفع نحو التوقع بتأثر الأقليات، وهو منهج يجب أن يخضع للتصويب بعد الانتخابات".

وأضاف تشوباروف أن كل القوى السياسية المعارضة في أوكرانيا – ومنها "سفوبودا" - ملتزمة بمساعي اندماج أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلى بحماية حقوق الإنسان والأقليات.

وفي هذا الإطار، رأى تشوباروف أن العمل المشترك بين قوى المعارضة تحت قبة البرلمان واجب، ومنها تجمع الوطن المعارض "باتكيفشينا" الذي دخل التتار في عضويته لخوض الانتخابات، وكذلك حزب "سفوبودا".

مخاوف يهودية

وفي حين يحاول التتار مسايسة الحزب والشراكة معه على ما يبدوا، يتخوف اليهود من عقبات فوزه على نحو 300 ألف يهودي يعيشون في أوكرانيا، بحسب مسؤولين إسرائيليين وشخصيات يهودية في أوكرانيا.

وقد تناقلت وسائل الإعلام الأوكرانية أخبار امتعاض الكنيست من فوز الحزب، واعتبارهم أن حزبا "يعاديهم ويعادي السامية" لا يجب أن يدخل البرلمان، حتى وإن كان ذلك نتيجة لانتخابات ديمقراطية.

وبالمقابل نفى أوليه تيهنيبوك زعيم "سفوبودا" معاداة حزبه للسامية قبل أيام، داعيا إسرائيل إلى عدم التدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022