ازدهار السياحة الداخلية في أوكرانيا على حساب القرم

ازدهار السياحة الداخلية في أوكرانيا على حساب القرم
أوديسا أصبحت ملجأ للسياح الأوكرانيين بعد احتلال القرم
نسخة للطباعة2015.08.24

استطاعت إيرينا التي تقول "لقد خسرنا القرم، لذلك اخترت أوديسا"، أن تحجز في اللحظة الأخيرة غرفة بما لايقل عن 300 يورو لليلة الواحدة في أحد الفنادق الفخمة، حيث يمكنها أن تستمتع بالمنظر الرائع المطل على البحر الأسود، من حوض السباحة.

ووفقا لـ "الفرنسية"، فإن الفنادق الفخمة والنزل التي ترقى إلى الحقبة السوفياتية أو الشقق في الوسط التاريخي، تغص بالسائحين في آب (أغسطس)، في هذه المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا، والشهيرة بمأكولاتها الشهية وحياتها الليلية الصاخبة.

وقد حضرت إيرينا شابرافسكا، من الكوادر الرفيعة في كييف، إلى أوديسا مع ابنها البالغ تسعة أعوام، لتمضية عطلة نهاية الأسبوع، وقد أمضت هذا الصيف حتى الآن إجازات في قبرص وكورسيكا وسردينيا.

وفيما كانت تضع نظارتين شمسيتين، قالت إن السياحة الداخلية تزدهر، وهذا أمر جيد، فالطبيعة رائعة في أوكرانيا، وإذا شهدت الخدمة تحسنا إضافيا، سيكون الأمر رائعا.

وأوضح قنسطنين، الموظف في مصرف تجاري والأب لتوأم في الثانية من العمر والآتي من كييف، أنهم استفادوا من الذهاب إلى أوديسا أكثر من السفر إلى أوروبا، رغم ارتفاع الأسعار في هذا الفندق.

وأضاف أن الأسعار تراوح بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف هريفنيا (120 إلى 280 يورو لليلة الواحدة)، وهو سعر مرتفع للغاية بالنسبة لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة حيث بالكاد يتخطى متوسط الراتب 170 يورو شهريا.

وبينما كان يلاعب ولديه في حوض السباحة، قال إن الرحلة تستغرق ساعة بالطائرة من كييف، أو أربع ساعات بالسيارة، وهذا أرخص بكثير من تمضية إجازة في الخارج.

وفندق نيمو حيث يوجد حوض للدلافين، يستقبل المزيد من السائحين الآتين من كل مناطق أوكرانيا بسبب الوضع في البلاد، كما تشير أولجا بولياكوفا المتحدثة باسم الفندق.

وهي تلمح بذلك إلى التراجع الكبير لقيمة العملة الأوكرانية، الهريفنيا، التي خسرت ثلثي قيمتها في مقابل الدولار خلال سنة ونصف السنة، على خلفية الأزمة الاقتصادية العميقة والنزاع المسلح مع المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد، وهو ما جعل من الصعب على أعداد كبيرة من الأوكرانيين تمضية إجازاتهم في الخارج.

وأكدت سفيتلانا ماتفييتشوك، صاحبة وكالة ميرابو الصغيرة للسفر في كييف، أن عدد زبائننا الذين يذهبون إلى الخارج قد تراجع 50 في المائة على الأقل، خلال 18 شهرا، مشيرة إلى أن شروط منح التأشيرات للاتحاد الأوروبي قد تشددت منذ اندلاع الحرب.

وقد دفع إقدام روسيا على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في آذار(مارس) 2014، التي كانت مقصدا مميزا للمصطافين على البحر الأسود، السائحين إلى البحث عن أماكن اصطياف أخرى داخل بلادهم.

وتلبية للطلب المتزايد، تحاول الفنادق الراقية مثل نيمو، أن تكون على مستوى توقعات زبائنها الذين اضطروا للتخلي عن تمضية إجازات في تركيا أو في مصر بسبب التكلفة المرتفعة.

وبأسلوب آخر، يستقبل فندق "بيلايا أكاتسيا" على الجادة الفرنسية، زبائن أكثر تواضعا في مقابل 440 هريفنيا (17.5 يورو) للشخص الواحد في اليوم إضافة إلى ثلاث وجبات في مطعمه.

وأوضحت مسؤولة في دائرة الاستقبال أن السائحين كانوا من قبل يأتون من روسيا، أما الآن فمن أوكرانيا. وقالت ماريا أوستابينكو التي وصلت مع ابنتها من منطقة كرسون المجاورة، إن الهواء نقي، والطعام جيد وخدمات ترفيهية.

ويصبح من الصعب جدا العثور في اللحظة الأخيرة على غرفة في لفيف بأوكرانيا الغربية، خلال مهرجان الجاز، أو في أوديسا خلال آب (أغسطس).

وأشار إيجور جولوباخا رئيس هيئة المكاتب السياحية في أوكرانيا، إلى أنه يجوز الحديث عن طفرة على صعيد السياحة الداخلية، وأن الأوكرانيين يوفرون على صعيد الإجازات، والذين يسافرون يختار معظمهم أوكرانيا رغم أن البنية التحتية السياحية لم ترتق بعد إلى المستوى الأوروبي.

وقد ارتفعت ثلاث مرات قيمة إيجار بعض الشقق في أوديسا، مقارنة بالسنة الماضية، وفقا لمسؤولة في شركة تأجير شقق من دون أن تكشف عن هويتها، رغم أن الشركات لم تكن واثقة من الاستمرار في الشتاء الماضي بسبب الأزمة المتفجرة في البلاد وتأثيرها في تدفق السائحين.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

AFP

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022