أوكرانيا تعيد حساباتها مع نظام الزعيم القذافي

نسخة للطباعة2011.03.11

تحولت ليبيا من شريك إستراتيجي إلى مصدر قلق بالنسبة لأوكرانيا، وأصبح العقيد معمر القذافي محل تعقيد للعلاقات الثنائية بين البلدين، التي شهدت تقاربا ملموسا في المجالات الاقتصادية الاستثمارية والنفطية وغيرها خلال السنوات القليلة الماضية.

فليبيا تقف اليوم على مفترق طرق قد يؤثر سلبا على علاقاتها المستقبلية مع أوكرانيا، خاصة بعد انتشار معلومات (نفيت رسميا) حول مشاركة طيارين أوكرانيين النظام الليبي بقصف الثوار، الذين باتوا يسيطرون على معظم الأراضي الليبية والحقول النفطية فيها، واستحواذه على أربع ممرضات أوكرانيات يلازمنه كالظل.

وتعد ليبيا واحدة من أكبر شركاء أوكرانيا في أفريقيا، حيث يقدر خبراء حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين بمليارات الدولارات.

وبينت تقارير نشرتها وسائل الإعلام الأوكرانية أن ليبيا استوردت من أوكرانيا خلال العام 2010 حبوبا بقيمة تقارب 201 مليون دولار، وحجزت منها 4 طائرات نقل مدنية، إحداها خاصة بالقذافي، وفتحت لها أبواب التنقيب عن النفط على أراضيها، في حين استوردت أوكرانيا من ليبيا بضائع تصل قيمتها إلى 235 ألف دولار فقط.

تحسين الصورة

وقد بحث البرلمان يوم الأمس مصير نوايا واقتراحات كان قد عرضها القذافي لحكومة يوليا تيموشينكو السابقة خلال زيارته إلى كييف في نوفمبر 2008، لاستئجار مساحات زراعية في أوكرانيا تقدر بنحو 100 ألف هيكتار، مقابل السماح للشركات الطاقة الأوكرانية بالتنقيب على النفط في ليبيا.

ثم أكد اليوم ميكولا بريسياجنيوك وزير التنمية الزراعية والغذاء أن القذافي ونظامه لا ولم يستأجرا أية أراضي في البلاد.

فياتشيسلاف شفيد المحلل السياسي والمستشار السابق للرئيس الأوكراني فيما يتعلق بالأمن القومي وصف بحث البرلمان وتأكيد الوزارة بأنه يبين اضطراب أوكرانيا (كما الغرب) إزاء مستقبل مصالحها المهددة في ليبيا، في حال سقوط نظام القذافي المتوقع.

وأوضح شفيد أنه لم يستبعد أن تقوم أوكرانيا بمصادرة الأراضي إذا ما كانت جرت بالفعل للقذافي أو نظامه، لأنها تريد تحسين صورتها أمام الليبيين (كما يفعل الغرب)، تشبثا بمصالحها في ليبيا، من خلال إمساك العصا من المنتصف، والترقب الحذر قبل تمام وضوح الرؤية.

رعايا بالآلاف

وبالإضافة إلى الجوانب الاقتصادي تخشى أوكرانيا على مصير رعاياها في ليبيا، الذين تقدر أعدادهم بنحو 3 آلاف، تم إجلاء نحو 400 منهم فقط.

وبالرغم من أن وزارة الخارجية الأوكرانية أعلنت أن معظم الرعايا في ليبيا رفضوا الجلاء إلا أن أوساطا سياسية ومنظمات اجتماعية عبرت عن قلقها إزاء بقائهم فيها، في ظل ما تتناقله وسائل الإعلام من مجازر وصعوبات تعترض خروج رعايا الدول.

وقال ليليا توكاريفا رئيسة منظمة "كورا" الإنسانية إن ما يثير مخاوفنا هو إجلاء الكثير من الأوكرانيين بواسطة طائرات وسفن روسية وأوروبية على عدة دفعات، الأمر الذي يدل على صعوبة الإجلاء، ويدفع للتشكيك بأن الرعايا لا يريدون العودة هربا.

مركز الرائد الإعلامي

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022