أبو سيسي: نقلت حيا في تابوت من أوكرانيا إلى إسرائيل

أبو سيسي: نقلت حيا في تابوت من أوكرانيا إلى إسرائيل
أبو سيسي اختطف من أوكرانيا في الثامن عشر من شهر شباط/فبراير 2011
نسخة للطباعة2012.02.21

كشف الأسير ضرار أبو سيسي عن تفاصيل اختطافه من أوكرانيا قبل عام. وتبرز في التفاصيل مشاركة رئيس "الشاباك" يورام كوهين شخصيا في العملية، وتعرض المهندس الفلسطيني أبو سيسي لتعذيب وحشي داخل أوكرانيا وفي أقبية التحقيق الإسرائيلية.

ففي الثامن عشر من شباط/فبراير 2011 اختفى ضرار أبو سيسي، وضجت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وحتى الغربية بالبحث في تفاصيل اختفاء مدير تشغيل محطة كهرباء غزة.

وبعد عام، ما يزال أبو سيسي (43 سنة) يقبع وحيدا معزولا في سجن عسقلان الصهيوني، وتتدهور صحته بشكل سريع، وسط مخاوف وتحذيرات وإهمال طبي أدى إلى فقده 32 كجم من وزنه بشكل مفاجئ، وعاد ليشكو من قلبه العليل أصلا قبل وبعد اعتقاله.

في القطار

يروي أبو سيسي في رسالة خاصة: "ودعت أولادي وزوجتي، وانطلقت بالقطار إلى مدينة أخرى للقاء شقيقي - ويحتاج السفر إليها ساعات طويلة- وبعد فترة وجيزة، توجه إلي رجل بزي مدني، وطلب جواز سفري، فسألته من تكون؟، وبأي صفة تطلبه؟. قال: أنا ضابط في الأمن الداخلي الأوكراني، وأبرز بطاقة تثبت ذلك.

ويتابع في الرسالة: "عملية اختطافي أشبه ما تكون بالفيلم السينمائي. طلب رجل الأمن - ذي الخلقة الأوكرانية - بلغة البلاد مني التوجه معه إلى غرفة أخرى، مدعيا أن هناك مشكلة في جواز سفري، وإذا بها خالية إلا من رجل أوكراني آخر".

حاول أبو سيسي الاستفهام مرارا من ضابطي الأمن، لكن عبثا فعل، وعند أول محطة توقف القطار واقتيد إلى خارجه ليفاجأ بسيارة دفع رباعي كبيرة بزجاج أسود، وحولها عدد كبير من رجال الأمن الأوكراني.

"حتى تلك اللحظة كنت أعتقد أنني معتقل لدى جهاز الأمن الداخلي الأوكراني (المخابرات) يقول هو.

في كيِيف

وجد ضرار نفسه في كييف مقيدا معصوب العينين. أخرج من السيارة وأدخل في فيلا، ليتفاجأ بوجود سبعة من الضباط لا تبدو عليهم ملامح الشعب الأوكراني، ويخاطبه أحدهم بالعربية، فيقول: "هل تعرف من نحن؟، نحن جهاز المخابرات الإسرائيلي".

قيد أبو سيسي على كرسي، وبدأت جولة التحقيق، ليتفاجأ ضرار بأن يورام كوهين رئيس الشاباك والميجار أوسكار، وآخرين من كبار الرتب العسكرية يحققون معه مباشرة، عن الجندي شاليط وعلاقته بكتاب القسام.

ويصف الجريمة والتعذيب الذي تعرض له فيقول: "كان تعذيبا وحشيا، حيث ضربت على صدري بقوة، ولطمت بقوة وسرعة لطمات عديدة على الوجه، وأسمعت أصوات صراخ وأنين، واستمر ذلك 5 - 6 ساعات، حسب تقديري".

حيا في تابوت

ترك أبو سيسي وحيدا في غرفة التعذيب، وجيء بعدها برجل قيده وعصب عينيه وأدخله في تابوت وأغلقه بإحكام، كما يقول في رسالته، ثم نقل إلى مطار كييف، ويشير إلى أنه عرف ذلك من أصوات الطائرات، ثم أدخل تابوته في طائرة، هبطت لاحقا في محطة ترانزيت على ما يبدو، ثم واصلت رحلتها إلى مطار إسرائيلي.

لكن اللافت في حديث أبو سيسي أن "الرحلة من محطة الترانزيت إلى مطار الاحتلال استغرقت نصف ساعة أو 40 دقيقة فقط!.

المشهد اليوم

وبالرغم من أن قضية أبو سيسي مضى عليها عام منذ اختطافه، إلا أن السلطات الأوكرانية، حسبما قال أبو سيسي، ترفض لقاء زوجته الأوكرانية الأصل، ومتابعة ملفه، بالرغم من أنه اختطف من داخل أراضيها.

ويعيش ضرار حالة صحية صعبة، فهو يعاني من عدة مشاكل في القلب، واضطرابا في ضغط الدم، ويشكو بشكل متواصل من الإهمال الطبي، إذ ترفض سلطات الاحتلال السماح بإدخال طبيب خاص له من خارج السجن.

وتمنع إدارة السجن دخول الصحف العربية إلى الأسير "الموقوف" أبو سيسي، فيما لم تعقد محاكمة له حتى اللحظة.

وكان يشغل ضرار حتى اختطافه منصب مدير تشغيل محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة في غزة، فيما لم يعرف له أي نشاط عسكري في القطاع، ونفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عضويته فيها أو أي من أجهزتها العسكرية أو السياسية أو الأمنية.

شهاب

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022