لم يشفع تقدم العمر والمرض للسيدة لوبوف من قطع عشرات الكيلومترات سيرا على الأقدام، هربا من حرب لم تكن تتوقع أن تصل إلى قريتها النائية في منطقة لوهانسك شرق أوكرانيا.
كلما دخلت إلى غرفتها الصغيرة في مركز اللجوء هذا، تذكرت السيدة لوبوف بيتها الواسع، وحنت إلى أيام أمن وأمان بين أهلها وجيرانها، خالية من أصوات الحرب ومشاهد الهلع والموت.
السيدة لوبوف تقول: "قضينا أسابيع في الملاجئ تحت الأرض، حالفني الحظ إذ استطعت النزول، لكن جارتي قضت على باب المنزل، لأن شظية أصابتها. كان زوجي بعيدا عني، لم عاد متسللا ليأخذني، فقطنا معا 12 كيلومترا سيرا على الأقدام، رغم عجزي".
تحاول لوبوف أن تخرج من عتمة الحقيقة، لكنها تواجه واقعا صعبا فرض نفسه على الملايين غيرها، حرمها من حياة كريمة، وحرم حتى الأطفال من طفولة طبيعية سعيدة.
ويزيد من معاناة النازحين في أوكرانيا نظرة عنصرية يوجهها البعض إليهم، وتخاذل السلطات عن أداء واجباتها، بعد مرور أكثر من عامين على بدء الأزمة.
إنيسا ناشطة تطوعت لمساعدة النازحين، تقول: "البعض ينظر إلى النازحين كخونة، أو كانفصاليين، فيرفضون توظيفهم. هذا الملجأ كان منتجعا سيطر النازحون عليه بمساعدة نشطاء. السلطات لم تقدم شيئا فعليا للنازحين، ونحن نطالب الأمم المتحدة بالضغط على حكومة بلادنا لتقدم العون وتعير هذه القضية مزيدا من الاهتمام".
السلطات الأوكرانية ترفض هذه الاتهامات طبعا، لكنها لمحت مرارا إلى ضائقة اقتصادية، ولا تخفي أن الأزمة حولتها من دولة تقدم المساعدات إلى دولة تحتاجها.
فبالإضافة إلى تسعة آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، دفع الاحتلال الروسي نحو 200 ألف شخص للنزوح عن شبه جزيرة القرم، وأكثر من مليوني شخص للنزوح على مناطق شرق أوكرانيا، وفق إحصائيات أوكرانية رسمية.
أوكرانيا برس - TRT عربي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022