توقع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع عقده مع علماء اقتصاديين روس قبل ثلاثة أيام تحقيق تقدم في عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي الأوراسي، الذي يضم حاليا كلا من روسيا وكازاخستان وروسيا البيضاء، وأعرب عن أمله بتحقيق خطوات "مهمة ومفيدة" في هذا الإطار.
وصرح بوتين بأنه يؤيد فكرة إنشاء تصنيف انتمائي خاص بدول المجموعة الاقتصادية الأوراسية، في إشارة إلى الرغبة الأوكرانية بالدخول كطرف رابع غير أساسي في الاتحاد.
وكان بوتين قد قال منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي إن أوكرانيا ستربح نحو 9 مليارات دولار سنويا من انضمامها إلى الاتحاد الجمركي، وإن القطاعات التي ستشعر بمنافع الانضمام في الاقتصاد الأوكراني هي قطاعات الزراعة وتصنيع الآليات والتعدين والصناعات الكيميائية.
حليف إستراتيجي
وتأتي توقعات وآمال بوتين في وقت تجري فيه كييف مباحثات حول إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، وذلك كخطوة على طريق مساعيها لعضوية الاتحاد.
وحول هذا الشأن قال أندريه يرمولايف رئيس مركز "صوفيا" للدراسات الاقتصادية إن النظام الأوكراني فاجأ روسيا والغرب بإمساكه العصا من المنتصف، فلم يكن مواليا تاما لروسيا وإن كان يوصف بذلك، بل حافظ على مسافات متقاربة معها ومع الغرب.
وأضاف أن روسيا تحاول جاهدة إبقاء أوكرانيا إلى صفها سياسيا واقتصاديا كحليف إستراتيجي في المنطقة، خاصة مع مضي كييف في سعيها لعضوية الاتحاد الأوروبي، وعودة الدفء مؤخرا إلى العلاقات بينها وبين حلف الناتو من خلال إجراء مناورات عسكرية مشتركة واتصالات.
ضغط اقتصادي
وبحسب مراقبين فإن روسيا تستخدم لضم أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي الأوراسي ورقة ضغط اقتصادي قوية، بالإضافة إلى أوراق السياسة والتشجيع بالمكاسب.
يقول يرمولايف إن روسيا اقترحت دمج شركة "نفط غاز أوكرانيا" الأوكرانية للطاقة مع نظيرتها الروسية العملاقة "غاز بروم"، وهذا اقتراح رفض أوكرانيا، لأنه يهدف إلى الهيمنة على شبكات أنابيب أوكرانيا لنقل الغاز إلى أوروبا، لا إلى دعم وتعزيز الاقتصاد وأدوار الشركة الأوكرانية كما تدعي روسيا.
وقال أيضا إن روسيا رفضت خفض أسعار الغاز لتكون مغايرة للأسعار الخاصة بروسيا البيضاء (من 450 إلى ما دون 200 دولار عن كل ألف متر مكعب)، ولمحت إلى أن الأسعار بالنسبة لأوكرانيا قد تتجاوز 500 دولار مع نهاية العام الجاري، وهذا ما لا أستطيع تفسيره إلا بأنه ضغط على أوكرانيا لكبح مساعيها الغربية.
وكان يرمولايف قد قال سابقا إن السياسات الروسية "القاسية" تجاه أوكرانيا، ولعب دور الكبير الوصي عليها يدفع كييف إلى التقارب مع الغرب، بالرغم من أن الحكم بيد من يواليها.
يذكر أن اقتصاد أوكرانيا يعتمد بواقع 80 % تقريبا على إمدادات النفط والغاز من روسيا، حيث تستورد سنويا نحو 3 مليون متر مكعب من الغاز الروسي الذي يعتبر شريان الحياة الاقتصادية فيها.
مركز الرائد الإعلامي + الجزيرة نت
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022