القرم .. إمارة تأسست بعد التوسع المغولي بقيادة "جنكيز خان" ، حكمها أحفاده ، ثم أسلموا بعد ذلك، و حسن إسلامهم.
كان القرم يُحكم بنظام (الخانية) وهي من مُسميات الأنطمة التُركية القديمة ، و حاكمها يُلقب بـ(خان القِرم) ، و الشعب يُسمى بـ(تتار أو تَـتر القرم).
بعد الشهرة الواسعة للسلطان محمد الفاتح (فاتح القسطنطينية 1453م) ، وافق خان القِرم على الخضوع و التبعية للدولة العثمانية ، و وقع معاهدة على ذلك.
وتنص المعاهدة على أن للدولة العثمانية حرية الإختيار في تعيين خاناً (أميراً) للقرم ، شريطة أن يكون من نسل "الحاج كراي" المسلم.
وتنص المعاهدة كذلك على السماح بذكر إسم "خان القرم" على المنابر، و لكن بعد إسم الخليفة العباسي في مصر و السلطان العثماني (لم يتم ضم مصر أنذاك).
أصبح "خانات القِرم" و خيالتهم التترية المتمرسة عضو فعّال في الفتوحات العثمانية في أوروبا، هذا بالرغم أنهم كانوا يُقاتلون بنظام العصور الوسطى.
ومما زاد من التقارب .. زواح حفيد محمد الفاتح (سليم ياووز) من إبنة خان القرم "منكلي كيراي" عائشة خاتون (وهي غير عائشة والدة القانوني).
عاصمة القرم في العهد العثماني كانت (بغجه سراي) و هي من أجمل بقاع الدنيا عمارةً و طبيعةً ، أما الآن فالعاصمة (سيمفروبل) و كانت تسمى (آق مسجد).
فشلت جميع المحاولات المتكررة من روسيا لإحتلال القرم بسبب القوة العثمانية ، و لكن بعد ضعفها .. إحتلت روسيا القرم و ضمتها نهائياً عام 1783م.
وبمجرد دخول روسيا للقرم ، بدأت المذابح الجماعية للمسلمين تتواصل بين فترة و أخرى إذ تمّ تصفية أكثر من ١٠٠ ألف مسلم (إبادة جماعية).
وهاجر أكثر من مليون و 200 ألف تتري مُسلم إلى الأراضي العُثمانية على فترات زمنية متباعدة.
في عام 1928م حاول الدكتاتور (ستالين) إنشاء كيان يهودي في القرم ، لكنه عدل عن ذلك بعد ثورة المسلمين بقيادة (ولي إبراهيم)، و أمر بإعدام 3500 مسلم تتري!
قام ستالين عام 1929م بنفي أكثر من 40 ألف مسلم إلى مناطق سيبيريا الباردة ثم نفاهم عن بكرة أبيهم عام 1944م و نقلهم بقطارات المواشي، و مات أغلبهم بسبب الجوع و البرد و المرض، و تمّ إلغاء الأعتراف بسيادة القرم كجمهورية ذات حكم ذاتي.
نجحت السياسة الروسية في تهجير المسلمين من القرم ، ففي عام 1883م كان عددهم حوالي (٩ مليون) و في عام 1941م (800 ألف) .. و اليوم 350 ألف!
ومن المضحك المُبكي .. أن موسكو كانت تدفع الجزية لخان القِرم (محمد كيراي) التابع للدولة العثمانية ، و اليوم روسيا تحتل القِرم!
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022