أجرى الحوار: محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
السيد فياتشيسلاف شفيد المحلل السياسي ومستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأوكراني، أرحب بك وأشكرك على إتاحة فرصة اللقاء وإجراء الحوار معك حول أوكرانيا وثورات العالم العربي.
شكرا لكم، أنا سعيد للقائكم أيضا، وإنه لمن دواعي سروري أن أجري هذا الحوار الهام معكم.
إذا كانت الثورات معدية، فالعدوى مستمرة في العالم العربي، ولكن هل ستنتقل إلى دول أخرى غيرها؟.
عدوى الثورات ستصيب جميع الدول التي تشترك مع بعض الدول العربية بأنظمتها القمعية، وبشعوبها المضطهدة، وباعتقادي فإن أن أكثر الدول المرشحة لثورات شعبية مماثلة هي دول آسيا الوسطى، التي كانت قبل عقدين جزءا من الاتحاد السوفييتي السابق، كأوزباكستان وتركمانستان وطاجاكستان وكازاخستان وقرغيزيا.
أنظمة ديكتاتورية تحكم تلك الدول منذ عقود، وشعوبها مضطهدة دينيا وفكريا واقتصاديا، حالها كحال شعوب عدة دول عربية.
ثم إن تاريخ وحاضر دول آسيا الوسطى يشابه إلى حد كبير تاريخ وحاضر الدول العربية الثائرة، فخلال الحقبة السوفييتية كانت شعوب هذه الدول مضطهدة في ظل حكم الحزب الشيوعي، الذي قيد حرياتها، وحرمها من تعاطي الفكر وممارسة السياسية، إلا تحت سقفه وبين جدرانه.
وقد حرمها لفرات طويلة أيضا من الدين ممارسة وتعلما، فهدم وأحرق المساجد والكثير من الكنائس، وأعدم وسجن المتدينين، تماما كما فعل ويفعل بعض القادة والزعماء العرب.
وبعد استقلال تلك الدول بقيت الأنظمة فيها اضطهادية، ينعزل زعماؤها عن شعوبهم، ويلهثون وراء مصالح شخصية قبل أية مصالح شعبية أخرى، كحال معظم القادة العرب.
هل من المتوقع أن تقوم ثورة شعبية في أوكرانيا على غرار الثورة البرتقالية في 2004 أو ثورات العالم العربي؟
إن ثورات العالم العربي كانت درسا لجميع الشعوب الراغبة في الحرية، والمتطلعة نحو حياة أفضل، ولم ولن تكون حصرا فقط على العرب.
وقد بين استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاجتماعية في العاصمة كييف أن نسبة لا تقل عن 48% من المستطلعة آراؤهم في معظم المدن لا يعارضون المشاركة في تظاهرات أو ثورة تؤدي إلى الاستجابة مطالبهم، وتحقيق تطلعاتهم، خاصة الاقتصادية منها.
لا شك أن السلطات في أوكرانيا تخاف من تكرار السيناريو العربي في أوكرانيا، لكن تكرار هذا السيناريو بعيد عن أوكرانيا باعتقادي في الوقت الراهن، فليس ثمة ما يوحد جميع الأوكرانيين للخروج، في ظل الانشغال بالخلافات الثانوية (كاللغة وتماثيل ستالين وبطولة بانديرا)، فهي تقسم الأوكرانيين.
كيف أثرت ثورات العالم العربي على أوكرانيا؟
لقد تضررت أوكرانيا كثيرا من الثورات في العالم العربي، فخسرت وجهة سياحية في تونس بداية، ثم سياحية واقتصادية في مصر، ثم علقت آمالها في مجال النفط والطاقة في ليبيا.
أعتقد أن الثورات في هذه الدول كانت منعطفا سلبيا غير متوقع لأوكرانيا، فقد زارتها رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، وزارها رئيس الوزراء الحالي ميكولا آزاروف لتطوير العلاقات معها، والاستثمار فيها.
كيف تقيمون التفاعل الأوكراني مع الثورات العربية؟
أعتقد أن التفاعل كان إيجابيا في بعض الجوانب، وسلبيا في جوانب أخرى، فقد سارعت وزارة الخارجية ووزارة الدفاع لإجلاء الرعايا من الدول الثائرة، وخاصة من ليبيا، لكنها لم تحدد موقفها رسميا من تلك الثورات، والأحداث التي تتخللها، إلا بأصوات شخصية منفصلة، وهذا باعتقادي ضعف في السياسات الخارجية الأوكرانية، يؤثر سلبا على مكانة وموقف أوكرانيا من القضايا العالمية.
مركز الرائد الإعلامي
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022