بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة السورية ضد نظام وشخص الرئيس بشار الأسد، أطلقت الجالية السورية في أوكرانيا حملة واسعة لدعم صمود السوريين على أراضيهم، وخاصة في أبرز المحافظات والمدن المنكوبة، كدرعا وحمص وحلب وإدلب.
وقد سارعت عدة منظمات مدنية واجتماعية وإسلامية وحقوقية أوكرانية للانضمام إلى الحملة، التي تستمر لمدة أسبوع، وتتضمن جملة من الفعاليات لتعريف المجتمع الأوكراني بأسباب الثورة ومآلاتها، وحشد الدعم المادي والمعنوي لسوريي الداخل.
وكان الانقسام قد طغى على الجالية السورية في أوكرانيا مع أيام الثورة الأولى، وهي واحدة من أكبر الجاليات السورية حول العالم، لكن معظم أبنائها (وأعدادهم تقدر بنحو 3 آلاف) تحولوا مع مرور الأيام إلى مناوئين للأسد، قبل أن يتحدوا ويشكلوا مؤسسات عدة خاصة بهم.
وفاء وتكاتف
يقول د. محمد زيدية، وهو أحد قادة الجالية في العاصمة كييف، يقول: "الحملة حملة وفاء للثورة وشهدائها، تستهدف دعم صمود الداخل السوري، الذي آثر البقاء تشبثا بالأرض والحق، ويعاني أكثر من غيره على طريق تحرير البلاد من النظام، في درعا مهد الثورة، وحمص عاصمتها، وحلب شهبائها، وإدلب عزها".
ويقول الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" إن ما يميز الحملة عن سابقاتها أنها تأتي بتكاتف الجالية مع عدة مؤسسات أوكرانية، "ما يجعلنا نفخر بأننا نقدم دعمنا باسم الشعب الأوكراني المتعاطف مع نظيره السوري عموما، وإخوانه المسلمين في أوكرانيا خصوصا".
تعريف وتوضيح
ولجانب التعريف بالثورة حيز كبير من الحملة، حيث من المقرر أن تعقد الجالية مؤتمرا صحفيا خلال الأسبوع المقبل، ومن المقرر أن تنظم عدة معارض للتعريف بالثورة ومساراتها.
يقول زيدية: "نريد أن نوضح للأوكرانيين أن ثورتنا سلمية ومازالت، تهدف لنيل حرية غائبة، وهي ثورة توحد فسيفساء المجتمع السوري على اختلاف انتماءاته العرقية والقومية والدينية والفكرية".
وأضاف: "من المهم أيضا توضيح أن السوريين اضطروا لحمل السلاح دفاعا عن النفس أمام آلة القتل الأسدية، التي قررت مبكر سحق البلاد إن لم تكمم الأفواه المطالبة بالحرية، وهذه قضية تشكل شبهة بالنسبة للشعب الأوكراني".
لوحات معاناة
هذا وقد أعلن اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وهو أكبر مؤسسة تعنى بشؤون العرب والمسلمين في أوكرانيا، أعلن أن مراكزه وجمعياته ومساجده ستقيم معارض صور ولوحات في مختلف أرجاء أوكرانيا.
وعن هذه المعارض تقول أولغا فرينداك رئيسة منظمة "معا والقانون" الحقوقية إنها (المعارض) ستعرف بالمعاناة الإنسانية التي ألمت بالشعب السوري، وهو شعب صديق تاريخي لنظيره الأوكراني، كما ستنقل جوانب من آلام للأطفال والنساء والكبار، والظروف الصعبة التي يعيشها ملايين اللاجئون السوريون في دول الجوار وغيرها.
يذكر أن أعداد اللاجئين السوريين الذي قدموا إلى أوكرانيا بلغت 300 وفق ما صرح به أولدريخ أندريسيك ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في أوكرانيا قبل أسابيع.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة نت
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022