تفرض قضية سجن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو نفسها على نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في أوكرانيا، وتضغط عليه بقوة دفعت كتابا ومحللين لاعتبار أن تيموشينكو أصبحت "لعنة" على النظام، وفي جميع المجالات.
وقد حكم على تيموشينكو بالسجن 7 سنين بتهمة استغلال السلطة، من خلال توقيع اتفاقية لاستيراد الغاز مع روسيا، يرى النظام أنهى مجحفة بحق البلاد وأضرت باقتصادها.
وفي حين اعتبر النظام أن الحكم تطبيق للقانون، تؤكد تيموشينكو أنه اضطهاد يهدف إلى إقصائها عن المشهد السياسي كأكبر خصم ليانوكوفيتش، وترى فيه أمريكا وأوروبا انتهاكا لحقوق الإنسان والحريات في أوكرانيا.
عزلة وأزمات
وينفي الرئيس يانوكوفيتش أن أوكرانيا أصبحت في عزلة بسبب قضية تيموشينكو، لكن آخرين يرون أن ذلك بات واقعا ملموسا، وأن القضية حفرت "قبرا سياسا" للنظام، بحسب كتاب ومحللين أيضا.
وتشير الكاتبة والمحللة أنّا دولهاريفنا في هذا الإطار إلى أن قضية تيموشينكو أثارت انتقادات أمريكا ودول الغرب عموما، و"جمدت" عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، الذي رفض علنا قبل نحو أسبوعين توقيع اتفاق للشراكة السياسية مع كييف كخطوة نحو العضوية.
ورأت أن العلاقات الأوكرانية الروسية ساءت كثيرا خلال العامين الماضيين، بعد فوز يانوكوفيتش بالرئاسة ووصول نظامه للحكم، وبات من الصعب وصفه النظام بأن موال لروسيا.
وأوضحت أن روسيا انتقدت أيضا سجن تيموشينكو، ورأت أن اتفاق الغاز الذي وقع معها في العام 2009 قانوني، وأنها لم تسئ استخدام صلاحياتها أو تتعداها، ثم رفضت إلغاءه.
وعلى الصعيد الاقتصادي يقول أندريه يرمولايف الخبير ومدير مركز "صوفيا" للدراسات الاقتصادية إن أوكرانيا تعتمد على الغاز الروسي لسد 70% من احتياجاتها السنوية المقدرة بنحو 50 مليار متر مكعب، ولكن سعر 450$ للألف متر مكعب أضعف الاقتصاد، وانعكس على مستويات التضخم في البلاد وأنهك الشعب.
ويقسم سجن تيموشينكو مجتمع أوكرانيا، وشهدت ساحاتها – ولا تزال – تظاهرات واعتصامات مفتوحة تطالب بإطلاق سراحها أو استمرار حبسها.
لكن اللافت أن استطلاعا للرأي أجراه مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية في العاصمة كييف بين أن شعبية النظام تراجعت كثيرا، ولأسباب عديدة من أبرزها سوء الاوضاع الاقتصادية و"اضطهاد تيموشينكو وعدد من مسؤولي حكومتها السابقين.
وبين أن الغالبية ستتجه في تشرين الأول/أكتوبر المقبل لانتخاب نواب معارضين له، الأمر الذي يهدد بإضعافه في أبرز مراكز قوته، وقد يهدد برحيله بعدها.
يورو 2012
ومن أبرز التحديات التي فرضتها قضية تيموشينكو على النظام وأكثر سخونة حاليا تلك المتعلقة بعزم الكثير من مسؤولي الاتحاد الأوروبي على مقاطعة مباريات بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة لكرة القدم (يورو 2012) في أوكرانيا، التي تشترك باستضافة وتنظيم البطولة مع بولندا الشهر المقبل.
كان النظام قد أكد مرارا على أن بطولة ستسهم بتحسين صورة أوكرانيا في العالم، وستبرز قدراتها على تنظيم لائق بأحداث عالمية كبيرة.
ورأت الكاتبة والمحللة دولهاريفنا أن موقف النظام محرج بسبب المقاطعة، وأنه يكون لها تبعات على اقتصاد البلاد والاستثمار فيها، خاصة بعد أن صرفت عليها نحو 20 مليار دولار.
بين نارين
هذا واعتبر فياتشيسلاف شفيد المستشار الرئاسي السابق فيما يتعلق بالأمن القومي أن نظام يانوكوفيتش بين نارين بسبب قضية تيموشينكو.
وقال إن الاستجابة للضغوط الأوروبية وإطلاق سراحها سيضعف سيادة البلاد ومواقفها، وسيؤكد أن محاكمة تيموشينكو اضطهادا، وأن النظام يتلاعب بالقوانين ويستغل القضاء لصالحه.
وأضاف أن استمرار حبس تيموشينكو سيفاقم الضغوط على النظام من الداخل والخارج، وسيهدد بقاءه.
أوكرانيا برس + الجزيرة نت
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022