محمد زاوي - كييف
احتضنت العاصمة الاوكرانية كييف يوم الأمس الخميس فعاليات مؤتمر دولي حول "الموروث الثقافي لمسلمي أوكرانيا"، بمشاركة مجموعة واسعة من العلماء والمؤرخين من مختلف الدول.
سعى المؤتمر إلى كشف الحقائق التاريخية حول تاريخ الوجود الإسلامي في المنطقة، بعيدا عن العديد من المغالطات المنتشرة حوله.
المسلمون كانوا متواجدين على أراضي أوكرانيا، بداية من العصر الذهبي ومرورا بـ"خانية القرم"، ثم انتهاء بالحضارة العثمانية، وفق ما أكد معظم المشاركين.
خلفت هذه الحضارات وراءها إرثا تاريخيا كبيرا، لا زالت معالمه باقية في مختلف مناطق أوكرانيا، لكن هذا الإرث بقي بعيدا عن الدراسات العلمية.
وهنا يقول الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة"، يقول إنه على أراضي أوكرانيا مرت العديد من الدول الإسلامية، التي كان الإسلام هو الديانة الرسمية فيها، لكن تاريخ الإسلام والمسلمين في البلاد كان دوما بعيدا عن البحوث العلمية وبعيدا عن المدارس والجامعات.
وأضاف أن هنالك تاريخ مغيب حول المسلمين، أو يقدم بطريقة سلبية، وهذه مشكلة كبيرة، برأيه.
التاريخ المغيب
للمساهمة في كشف الحقائق عن هذا التاريخ المغيب، جاء تنظيم هذا المؤتمر، الذي حاول الكشف عن جانب مهم من الحقائق التاريخية حول الوجود الإسلامي في أوكرانيا.
وفي سياق آخر، لفت رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" الأستاذ سيران عريفوف إلى أن المؤتمر جاء ليظهر مدى التعايش بين المسلمين وجيرانهم من القوميات الأخرى، وليبرز حقيقة أن المسلمين قدموا الكثير في العديد من العلوم المختلفة، والكثير من هذا التراث ما زال موجودا في أوكرانيا خاصة، وفي غيرها من الدول المجاورة.
وتشير الباحثة في تاريخ القرم غولنار أبدولاييفا إلى أن خانية القرم كانت دولة متعددة القوميات والإثنيات والديانات، وعاش كل سكانها في ظل احترام متبادل، من خلال إنشاء نظام حكم كان متوازنا لدرجة كبيرة في ذلك الوقت.
ثلاث محاور
المؤتمر تضمن ثلاث محاور تتعلق بالإسلام في تاريخ القرم، وبتتار القرم، وكذلك بالإسلام على الأراضي الأوكرانية والعلاقات مع الدول الأخرى.
مؤرخون وعلماء من أوكرانيا وتركيا ومولدافيا وبيلاروسيا وأذربيجان، قدموا مجموعة قيمة من البحوث، التي كشفت عن حقائق مهمة من التاريخ الإسلامي في أوكرانيا.
أوكرانيا برس - قناة "UATV"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022