صفقة القرن.. ما هو ثمن الغد؟

نسخة للطباعة2019.04.22

سامح سمير - كييف

ناشط، مُعارض، جمعيات حقوق الإنسان، منظمات المجتمع المدني،  جيش حر، لجوء، حكم ديني، حكم علماني، عسكر، حراك، مظاهرات، ثورات، ربيع عربي، مواقع  تواصل، حصار، مقاطعه، تعديل دستور،وفاق، شرعية........ صفقة القرن!

مُصطلحات وإصطلاحات تعوّد المواطن العربي سماعها في السنوات السابقة، ويبدو أن السنوات اللاحقة أيضا ستحمل معها الكثير والكثير من المصطلحات الجديدة والتي ستنزل لابردا ولا سلاما على رأس العرب.

إلى أن وصلنا أو ربما سيصل بنا قريبا قطار المصطلحات إلى محطة صفقة القرن.                             

وكما قرأنا في الصحف أن صفقة القرن سيتم الإعلان عنها بعد شهر رمضان (ربما لتكون كهدية من ترامب للعرب والمسلمين في العيد)؛ وبدون الخوض في تفاصيل هذه الصفقة، فمن المؤكد ومما لاشك فيه بعد ترجمة الأمور والأحداث من لغة السياسة إلى لغة الواقع والحقيقية العملية أنها ستكون في مصلحة إسرائيل واليهود وتقربهم أكثر فأكثر من أهدافهم الوجودية طويلة الأجل وعلى حساب مصلحة الفلسطينيين والعرب والمسلمين وتبعدهم أكثر فأكثر عن أهدافهم الوجودية هذا إذا كان لهم أهداف حقيقية أساسا.

بل يمكن القول لو أردنا الدقة والواقعية أكثر أن (صفقة القرن = ثمن اليوم).

نعم هذا هو الثمن، والمقابل هو البقاء على قيد الوجود المريض الضعيف وتأجيل الإنهيار القادم لا محالة.

ولا يقول قائل هذا صحيح حيث أن كل هذا بسبب جناح معيّن من الدول العربية (لانريد ذكر أسماء أشخاص ولا دول فليس هذا موضوعنا) هو من يقف وراء هذا، إذا الجناح الآخر هو الأفضل والأخلص.                 

نقول لهؤلاء أنتم إما من المتاجرين بقضايا العرب أو من المُغيّبين عن الواقع، لايوجد نظام عربي من المحيط للخليج مخلص لبلده ولأمته ويعمل لأجل غد أفضل وأقوى.

المسألة مسألة هناك من يُعجّل بالإنهيار وهناك من يؤجل الإنهيار بثمن باهض طبعا.

ونحن بين التعجيل والتأجيل يتم اللعب بنا والمتاجرة بقضايانا وحياتنا ووجودنا.                                 

ولكن رغم فظاعة وبشاعة هذا، فقد أثار في النفس ماهو أبشع وأفظع، سؤال كبير لابد أن يسأله كل عربي  لنفسه اليوم خصوصا المقيمين داخل الدول العربية.                                                                        

إذا كان هذا هو ثمن اليوم فماذا سيكون ثمن الغد؟

ماهو مستقبل الأجيال القادمة إذا كان هذا هو ماسندفعه اليوم للحصول على الوجود المريض الضعيف الذليل والحياة الغير كريمه.  فماذا سيدفع أبناؤنا غدا ومن أجل الحصول على ماذا؟                                    

سؤال لابد من البحث له عن إجابه من الآن...، ما هو ثمن الغد؟                          

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022