حاويات القمامة.. مكان لـ"الفاسدين" في أوكرانيا (فيديو)

حاويات القمامة.. مكان لـ"الفاسدين" في أوكرانيا
رمي النائب أناتولي جورافسكي عن حزب الأقاليم في حاوية للقمامة أمام البرلمان
نسخة للطباعة2014.10.22

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

أسلوب جديد ابتكره بعض الأوكرانيين لمحاربة الفساد والفاسدين، انتشر وتكرر في عدة مدن، جامعا بين جدية من يقف خلفه، وقبول أو رفض أو امتعاض شريحة واسعة من الساسة والمحللين والعامة.

أسلوب بدأه أعضاء وأنصار حزب "القطاع اليميني" المتشدد، يقوم على رمي نواب ومسؤولين في حاويات القمامة، بحجة أنهم متورطون في عمليات فساد، ثم نشر مقاطع توثق الحدث، كجزء من ظاهرة "التطهير بالقمامة" كما باتت توصف.

وتنسب هذه الظاهرة إلى حزب "القطاع اليميني" المتشدد، الذي تحمل عليه بعض وسائل الإعلام (وخاصة الروسية منها) كمتطرف، وكثيرا ما تسوقه كـ"صعود جديد لنجم القوميين والفاشيين في أوكرانيا، وفي قلب القارة الأوربية التي تملك قوانين صارمة تجاه النازية والفاشية والعنصرية ومعاداة السامية".

شك بالسلطات

القطاع اليميني ينفي عن نفسه كثيرا من الاتهامات، ويعتبر أن ما بدأه لاقى ترحيبا شعبيا، في ظل التفاف السلطات السابقة والحالية على مطالب "التطهير" ومحاربة الفساد.

يوري مينديوك رئيس المكتب السياسي لحزب القطاع اليمينييوري مينديوك رئيس المكتب السياسي للحزب، قال إن "القطاع اليميني" حزب قومي وطني، لا علاقة له بالفاشية أو العنصرية كما تصوره وسائل الإعلام الروسية أو الموالية لروسيا.

وعن رمي المسؤولين بالقمامة قال: الشعب الأوكراني مل الصبر، إذ لم ير الفاسدين في السجن بعد الثورة البرتقالية، ولا يريد أن يتكرر هذا الأمر بعد احتجاجات "اليورو ميدان".

وتابع: مر نصف عام، ولم نلمس جدية السلطات في محاربة الفساد وتطهير الدولة من النظام السابق، ولذلك بادرنا بإطلاق الحملة، ثم تحولت إلى ظاهرة يشارك فيها آخرون، لإذلال من ذل الشعب، ووضعه في حاويات القمامة بدلا من السجون على الأقل.

مينديوك أقر بالطابع "الهمجي" لهذه الحملة المثيرة للجدل، ولكنه اعتبر أنها مؤشر يجب أن تفهمه السلطات الجديدة، حتى لا تكرر أخطاء سابقاتها، وتصبح هدفا لـ"سخط الشعب" الرقيب عليها.

همجية ودعاية

ويرى مناوئو الحزب أنه يقوم بهذا الأفعال في إطار حملته لخوض الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في السادس والعشرين من الشهر الجاري، لكن آخرين لا يرون أي أثر لها على النتائج.

آمار الآني أحد مرشحي الحزب الشيوعي الذي يحاربه القطاع بشدة، قال إن "الهمجية أسلوب المتطرفين لكسب القاعدة الشعبية، يقومون بها لأنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون.

واتهم الآني حزب القطاع اليميني بتعمد استهداف المرشحين الشيوعيين لإقصائهم والاستحواذ على مكانهم، معتبرا أن ذلك يخالف حتى معايير الاتحاد الأوروبي الذي يريدون الوحدة معه.

أرتيوم أفيان خبير في الشؤون القانونية والحقوقيةورأى أرتيوم أفيان الخبير في مؤسسة "يوسكوتوم" القانونية الحقوقية، قال إن الأوكرانيين تعودوا على أسلوب السخرية من الواقع السياسي، ولهذا يجدون في ظاهرة "التطهير بالقمامة" متنفسا يخفف عنهم حالة التسليم باستحالة التغيير نحو الأفضل.

وأضاف: "رمي المسؤولين هو عمل شغب يعاقب عليه القانون في النهاية، ولكن المتطرفين يستغلون حالة عدم الاستقرار في البلاد، للترويج لأنفسهم بطرق تعبر عن الهمجية والفوضى".

لكن يوري مينديوك رئيس المكتب السياسي للحزب، نفى استهداف المرشحين المنافسين والخصوم السياسيين، مؤكدا أنه حملة "التطهير بالقمامة" تستهدف نوابا ومسؤولين تورطوا بعمليات فساد موثقة، لا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بالانتخابات، وستبقى مستمرة بعدها، على حد قوله.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022