رياضة بطعم "الأزمة السياسية" في أوكرانيا

رياضة بطعم "الأزمة السياسية" في أوكرانيا
تحذيرات إدارة الملعب لم تفلح بوقف طريقة التشجيع المثيرة للجدل
نسخة للطباعة2014.10.07

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

تلقي الأزمة السياسية بظلالها على ملاعب الرياضة في أوكرانيا، وتجسد ذلك واضحا في المباراة الأخيرة ضمن بطولة الدوري المحلي بكرة القدم، التي جمعت أول الأمس بين "دينامو كييف" و"شاختار" القادم من دونيتسك، حيث يدور الحراك الانفصالي.

الطابع السياسي غلب على هتافات عشرات آلاف المشجعين في الملعب الأولمبي بالعاصمة، فنادت بـ"المجد لأوكرانيا...، المجد للأبطال...، المجد للأمة...، الموت للأعداء...، أوكرانيا فوق الجميع...".

وأكدت الهتافات على أن "دونيتسك هي أوكرانيا"، وأن "أوكرانيا واحدة موحدة"، وحملت بشدة على روسيا التي ضمت إقليم شبه جزيرة القرم إليها أواسط شهر آذار/مارس الماضي، وتغذي الحراك الانفصالي في منطقتي دونيتسك ولوهانسك جنوب شرق البلاد.

كما لم تخل الهتافات من سباب وشتم بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بات شخصه عدوا لأوكرانيا بحسب الكثير من الساسة والعامة.

تشجيع بالقنابل

وبالإضافة إلى الهتافات، استخدم مشجعون الألعاب النارية تعبيرا عن حماستهم، ورموا مفرقعات وقنابل صوتية ودخانية باتجاه أرض الملعب، خاصة عندما كان مهاجمو "شاختار" يقتربون ويهددون مرمى "دينامو"، في مشهد يذكر بتعامل بعض المحتجين قبل أشهر مع قوات الأمن في ميدان الاستقلال وسط العاصمة كييف.

لم تفلح نداءات إدارة الملعب وتحذيراتها بوقف أسلوب التشجيع والتخويف هذا، واستمرت المباراة دون توقف، ليفوز المضيف على الضيف بهدف.

مارتشا لوتشيسكو مدرب "شاختار" انتقد المشجعين، وقال إن "سلبية الجماهير وتواطئ الحكام سببا الهزيمة"، مضيفا: "يبدو أن المنظمين لا يريدون لدونيتسك أن تربح البطولة مجددا".

وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عاقب المنتخب الأوكراني في شهر أيلول/سبتمبر 2013، بالحرمان من الجمهور عدة مباريات، ودفع غرامة 49.6 ألف دولار، بسبب طريقة التشجيع هذه، وعنصرية بعض جماهيره.

تأييد وانتقاد

مقاعد الجماهير انقسمت بين مؤيدة ومنتقدة لإقحام السياسة في الرياضة، ولطريقة التشجيع هذه، بين من اعتبرها "ابتكارا"، وبين من يرى فيها "فوضى".

سيرهي أحد مشجعي "دينامو"، وهو من أنصار حركة "القطاع اليميني" التي توصف بالتطرف، قال إن الأوكرانيين ابتكروا طريقة فريدة للتشجيع، لا تعود بالضرر على المشجعين والملعب، بينما يقومون المشجعون بتحطيم المقاعد في دول أخرى، دون أن ينتقدهم أحد.

وأضاف: "لسنا ضد نادي "شاختار" ولم نكن، ولكننا أردنا أن نري جماهيره موقفنا الرافض لانفصال دونيتسك، لكي يعلم الانفصاليون منهم أن الأوكرانيين مستعدون لإشعال الأرض دفاعا عن أراضيهم"، على حد قوله.

وبالمقابل اعتبر الشاب تارس أن ما يحدث فوضى قد تتطور يوما إلى إطلاق النار الحي ورمي القنابل اليدوية ووقوع قتلى، منتقدا تساهل أجهزة الأمن والحراسة مع "مشجعين مجانين"، كما وصفهم.

وقال: "أتيت لأستمتع بمباراة الأبطال، لا لأستحضر الأزمة السياسية في الملعب أيضا؛ هذا تحول عن هدف اللعبة، ويجب إيقافه قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، ونصبح محل سخرية العالم"، على حد قوله.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022