بعد ضمه إلى أراضيها.. روسيا تحظر كتبا إسلامية في القرم

بعد ضمها إليه.. روسيا تحظر كتبا إسلامية في القرم
بعض الكتب التي منعت في القرم
نسخة للطباعة2014.08.21

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

فرضت السلطات التابعة لروسيا في إقليم شبه جزيرة القرم حظرا على قائمة طويلة تضم أكثر من ثلاثمائة كتاب وكتيب ومواد مسموعة ومرئية إسلامية، ما أثار سخط التتار المسلمين البالغ تعدادهم نحو نصف مليون نسمة في الإقليم الذي يعيش نحو 2.2 مليون نسمة، والذي ضمته روسيا إلى أراضيها أواسط شهر آذار/مارس الماضي.

وقد قامت الأجهزة الأمنية في القرم بعمليات تفتيش شملت الكثير من المراكز الثقافية والتعليمية الإسلامية والمساجد في القرم، بحثا عن المواد المحظورة بهدف مصادرتها، بحجة أنها مواد تحض على التطرف والإرهاب.

ومن أبرز هذه المواد المحظورة وأشهرها كتاب "رياض الصالحين"، و"الأربعين النووية"، و"الرحيق المختوم"، و"تعريف عام بدين الإسلام"، و"شخصية المسلم المعاصر"، إضافة إلى كتيب "حصن المسلم".

اضطهاد

ويأتي إجراء الحظر هذا بعد سلسلة إجراءات وقرارات قامت بها سلطات القرم الجديدة بحق التتار الذين رفضوا ضم القرم إلى روسيا، الأمر الذين اعتبره التتار تضييقا على الحريات، واضطهادا متعمدا ضدهم.

ولعل من أهم هذه الإجراءات والقرارات منع أبرز قادة التتار من دخول أراضي الإقليم، كالنائب البرلماني والزعيم التتري مصطفى جميلوف، ورفعت تشوباروف رئيس مجلس شعب تتار القرم، الذي يعتبر أبرز مؤسسة تترية ذات طابع سياسي.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، اقتحمت القوات الأمنية عدة مبان ومؤسسات تعليمية دينية ومساجد وبيوتا تترية، بحثا عن "أسلحة ومواد ممنوعة"، لكنها لم تعثر على شيء.

واقع جديد فرض في القرم على ما يبدو، ولعل المخاوف من المسائلة الأمنية هي التي تدفع الكثير من التتار في داخل الإقليم لتجنب الحديث والتعليق عما يحدث.

أصلان عمر قرمي رئيس الجالية التترية في القرم: "ما يحدث في القرم تضييق على الحريات، وفرض لنظام الحكم الديكتاتوري الروسي، خاصة بحق الرافضين له، وفي مقدمتهم التتار".

واعتبر أن القرميين جميعا يشعرون اليوم بهذه "الديكتاتورية"، ويحنون إلى تلك الحرية التي عاشوها في ظل الدولة الأوكرانية، على حد قوله.

إطار العادات

وترى رموز دينية في أوكرانيا أن الهدف من حظر الكتب في القرم حصر الدين في إطار ترضى عنه روسيا، ليبقى في حياة التتار مجرد عادات وتقاليد.

المفتي سعيد إسماعيلوفسعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة"، قال إن قائمة الحظر تضم كتبا عالمية شهيرة، ليست محسوبة على تيارات إسلامية معينة، وبعيدة كل البعد عن التطرف والإرهاب.

وأضاف: "هدف الحظر مجرد التضييق على الحريات والممارسات، حتى لا يتعدى الدين إطار العادات والتقاليد إلى جوانب الفكر والعمل الإيجابي في المجتمع"، على حد قوله.

واعتبر إسماعيلوف أن تتار القرم يعانون اليوم مما يعانيه مسلمو روسيا جميعا، لأن الدولة لا تريد أن يفكر المسلمون كمسلمين، بل كروس، وهذا امتداد لسياسة اضطهاد مارسها الاتحاد السوفييتي من قبل بحق المسلمين وغيرهم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022