نزوح الخائفين.. فصل آخر للأزمة الأوكرانية (صور)

نزوح الخائفين.. فصل آخر للأزمة الأوكرانية
أوكرانيون يستقلون قطارا متوجها إلى موسكو من دونيتسك
نسخة للطباعة2014.08.13

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

فرضت الأزمة واقعا صادما لشريحة واسعة من المجتمع الأوكراني، دفعها للنزوح عن مدنها وقراها خوفا وهربا من المواجهات في شرق البلاد بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية، أو من إقليم شبه جزيرة القرم الذي ضمته روسيا إلى أراضيها جنوبا.

وبحسب مكتب شؤون اللاجئين التابع لمنظمة الأمم المتحدة، بلغ عدد النازحين الأوكرانيين 117 ألف نازح داخل أوكرانيا، 85% منهم من شرق البلاد، وتحديدا من منطقتي دونيتسك ولوهانسك التي تشهد أعنف المواجهات، إضافة إلى نحو 47 ألف أوكراني اختاروا اللجوء إلى روسيا، من بينهم 16 ألف طفل.

لكن منظمات إغاثية تؤكد أن أعداد النازحين تتجاوز هذه الأرقام بكثير، لاسيما وأن 70% من سكان دونيتسك ولوهانسك التي يعيش فيهما نحو 2.3 مليون نسمة، تركوا مدنهم  واختاروا الانتقال إلى مدن أخرى في أوكرانيا، دون أن يتم تسجيلهم كنازحين.

إيواء تطوعي

والأكيد أن هذه الأعداد الكبيرة قوبلت بتفاعل حكومي ضعيف، عوضته مبادرات شعبية، وجهود تطوعية لإيواء النازحين وتأمين ما يحتاجون إليه في عدة مدن.

سايلي ناشطة تطوعت لمساعدة النازحينسايلي هي إحدى المتطوعات للإشراف على مراكز النزوح في العاصمة كييف، قالت إن جهود إغاثة النازحين وجمع التبرعات لهم انطلقت من الفيس بوك وتتم عبره، لأنه كان ملاذ النازحين قبل نزوحهم، وفيهم وجدوا صدى لنداءاتهم، على حد قولها.

وتضيف أن الدور الحكومي كان يقتصر على تقديم تسهيلات ومبالغ رمزية للشركات وأصحاب المباني التي حولت إلى مراكز نزوح في كييف وفينيتسيا ودنيبروبيتروفسك وغيرها من المدن، أو إعفائهم من رسوم الماء والكهرباء؛ لكنها لفتت إلى أن هذا الدور تنامى ماديا بعد احتدام المواجهات وزيادة أعداد النازحين من الشرق.

بانتظار الفرج

زارنا أحد مراكز النزوح في ضواحي العاصمة كييف، وهو عبارة عن مبنى خصص للفلاحين والعمال، لكنه يؤوي اليوم نحو 30 أسرة نازحة من شرق البلاد وجنوبها.

همّ الكبار في المركز متابعة الأخبار ومحاولة تحليلها، والتمسك بأي بصيص أمل فيها قد يحقق لهم الفرج ليعودوا إلى بيوتهم، أما الأطفال فمعزولون عن هموم الكبار في غرفة خصصت لهم، يعبرون فيها عن مشاعرهم برسوم علقت على الجدران، فيها بيوتهم التي يرفرف عليها العلم الأوكراني.

أوكسانا إحدى النازحات من مدينة سيفاستبول ذات الغالبية الروسية بإقليم القرم جنوب أوكرانيا، قالت إنها اضطرت للنزوح خوفا على أسرتها، لأن زوجها كان ناشطا ضد ضم القرم إلى روسيا، وأولادها كانوا يهتفون "المجد لأوكرانيا" في المدرسة والشوارع.

وتتحدث التترية القرمية إلفيرا بحرقة عن حالها، فتقول: "نحن في غربة على أرضنا، نريد العودة إلى القرم لتعود حياتنا إلى طبيعتها، لكننا نتمنى أن يعود سريعا إلى أوكرانيا، فروسيا ستضطهدنا عاجلا أم آجلا"، على حد قولها.

أما الطفلة أولغا التي نزحت مع ذويها من لوهانسك بالشرق، فتقول إنها دوي الانفجارات بالقرب من بيتها كان يخيفها جدا، ولكنها تشتاق للعودة إليه، وتتمنى ذلك قريبا، رغم أنها تعودت على العيش في مركز النزوح وكسبت فيه أصدقاء جدد.

وفي عامه السبعين، يختزل أليكساندر القادم من دونيتسك محنة النازحين من وجهة نظره، فيقول: "لا نحتاج إلى أغطية أو ملابس أو مواد الغذائية، ولكننا نفتقد إلى الأمن والأمان الذي كنا نعيشه في أوكرانيا. نحن الآن ضحايا نزاع روسي غربي، يحرق أوكرانيا، ولا يحرق سواها".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022