عندما غزت روسيا مدينة بيروت مرتين!

خريطة روسية للشاطئ اللبناني عام 1773 قبل الغزو الروسي الثاني لبيروت، من أطلس مطبوع عام 1788م
نسخة للطباعة2023.08.30
د. أمين القاسم

تحالف حاكم مصر – من جانب الدولة العثمانية- علي بك الكبير (1728- 1773م) مع الإمبراطورية الروسية ضد العثمانيين خلال الحرب الروسية -العثمانية السادسة بين عامي (1768- 1774م)، وأعلن تمرده واستقلال مصر عن الدولة العثمانية في العام 1771م، وطلب المساعدة من الإمبراطورية الروسية.

الإحتلال الروسي الأول لبيروت

أبحر سرب من الأسطول الروسي شرق المتوسط بالتنسيق مع بريطانيا، واتجه إلى بيروت وحاصرها برا وبحرا، ثم قام بقصف مكثف بالمدافع على المدينة والتي كان يحكمها أمير جبل لبنان الأمير يوسف الشهابي (1748- 1790م)، ثم دخلتها القوات الروسية محتلة من يوم 23 إلى 28 يونيو من عام 1772م، بعد أن دمر القصف الروسي نحو 300 بيتا في بيروت.

وبالرغم من قصر مدة الإحتلال الروسي التي دامت خمسة أيام إلا أنه كانت أول مرة ومنذ الحروب الصليبية التي تُحكم فيها بيروت من جانب قوة غير مسلمة، والمرة الأولى التي يفرض فيها الحكم الروسي سيطرته على مدينة عربية.

كما أنه وبسبب القصف الروسي المدفعي الكثيف على بيروت، نُهبت وخُرّبت أجزاء من المدينة، والتي كان يقطنها من 5- 7 آلاف نسمة، وتم تدمير مطبعة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس والتي تأسست في بيروت عام 1751م، وطبعت هذه المطبعة العديد من الكتب الأدبية والتاريخية، كما وقامت القوات الروسية بأخذ تعويضات مالية كبيرة قبل انسحابها من المدينة.

الإحتلال الروسي الثاني لبيروت

خلال الحملة العسكرية الروسية على شرق المتوسط (1772- 1774م)، تحالف الأمير يوسف الشهابي، والذي كانت بيروت تحت سيطرته، تحالف مع روسيا القيصرية ووضع المدينة تحت الحماية الروسية ودفع جزية كبيرة من المال لهم ذكرت المصادر بأنها وصلت إلى 7.5 طن من الفضة.

في 2 أغسطس من عام 1773م حاصرت 17 سفينة حربية روسية مدينة بيروت ثم قصفتها ودمرت منطقة الميناء وأبراج فيها، ثم رفعوا العلم الروسي ورمز الإمبراطورة الروسية يكاتيرينا الثانية (1729- 1796م) على الباب الرئيس للمدينة، ودام احتلال مدينة بيروت من أوكتوبر من عام 1773م إلى أوائل فبراير من العام 1774م، الأمر الذي أدى إلى انحطاط النشاط الإقتصادي في هذه المنطقة من بلاد الشام.

انسحب الروس من بيروت بعد احتلال المدينة لمدة خمسة أشهر، وذلك بعد عقد معاهدة كوتشوك قينارجه عام 1774 بين روسيا والدولة العثمانية والتي سمحت للروس بفتح قنصليات في أي مكان ترغب فيه من مدن البحر المتوسط، كما وسمحت لهم بالتجارة مع هذه المدن، إضافة لضمان سلامة الحجيج الروس المسيحيين.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022