نذير تيورياكولوف (1892- 1937م): دبلوماسي وكاتب سوفيّتي من أصل كازاخي، ومندوب (سفير) الإتحاد السوفيتي المفوض لدى المملكة العربية السعودية في الفترة بين عامي 1928 حتى 1936م.
ولد نذير أو نظير في أسرة تعمل بتجارة القطن في مدينة قوقند بأوزبكستان اليوم، وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة شرعية هناك، وقد انخرط في شبابه في صفوف حزب العمل الإشتراكي الديمقراطي الروسي بمدينة قوقند، وأتقن عدة لغات منها اللغة العربية لاحقا.
التحق بكلية الإقتصاد في معهد التجارة بموسكو، ثم أسس منظمة سرية ضمّت طلابا ومدرسين سعت إلى النضال القومي التحرري لشعوب تركستان، وانضم في أوكتوبر من عام 1918م إلى البلشفيين، وعمل صحفي وناشط سياسي واجتماعي، وتدرج في مناصب قيادة الحزب الشيوعي إلى أن أصبح سكريترا للجنة التنفيدية المركزية لتركستان بين عامي 1921- 1922م، أي بمثابة حاكم تركستان.
ثم انتقل نذير تيورياكولوف إلى موسكو للعمل رئيسا لدار نشر سوفيتية ونائبا لمدير معهد الشعوب الشرقية، وقد شارك في نشر وتحرير عدد من المجلات والجرائد السوفيتية.
بعد تأسس السلطة السوفيتية فكر نذير تيورياكولوف -على عكس معظم القادة السوفيت من أصول مسلمة-في إيجاد حل وسط في العلاقة بين الحكومة السوفيتية الجديدة والدين، وقد أصدر قرارا بتغيير العطلة الرسمية في تركستان من يوم الأحد إلى الجمعة، وفي أوائل العشرينيات أصدر مرسوما أعلن فيه ثلاثة أيام عيد الأضحى عطلة رسمية في تركستان.
بدأت في العام 1924م العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الحكومة السوفيتية والشريف حسين (1853- 1931م)، والذي كان يحكم الحجاز آنذاك.
أعلن عبد العزيز بن سعود (1876- 1953م) نفسه ملكا على الحجاز في الحرم المكي يوم 8 يناير عام 1926م، وفي 15 فبراير 1926م اعترف الإتحاد السوفيتي بآل سعود ملكا على الحجاز وسلطانا لنجد وملحقاتها.
انتقل تيورياكولوف للعمل في السعودية ليحل محل السفير كريم حكيموف (1892- 1938) أول مندوب مفوض للسوفيّت في جدة بالسعودية.
تم تعيين نذير تيورياقولوف مندوبا مفوضا في مملكة حجاز ونجد وملحقاتها بمدينة جدة بموجب قرار صدر في 15 ديسمبر عام 1927م.
وفي 3 أوكتوبر من عام 1928م قدّم نذير تيورياكولوف أوراق اعتماده إلى الأمير فيصل (1906- 1975م) نجل العاهل السعودي عبد العزيز آل سعود.
أقام نذير تيورياكولوف شبكة علاقات جيدة مع الدوائر السياسية وطبقة التجار في البلاد، وبسبب تحركاته النشطة زالت القيود المفروضة على التجارة السوفيتية في البلاد، إذا كان الإتحاد السوفيتي يصدر السكر والطحين والبنزين والكيروسين والأخشاب ومواد أخرى إلى السعودية، الأمر الذي ساهم في تحسن العلاقات السياسية والإقتصادية بشكل كبير بين البلدين.
يذكر أنه كان للإتحاد السوفيتي في الثلاثينيات علاقات دبلوماسة مع 32 دولة فقط.
أصبح نذير تيورياكولوف في عام 1930م عميدا للدبلوماسيين الأجانب في جدة، وتمتع بمستوى جيد في اللغة العربية والثقافة الإسلامية، كذلك وبفضل جهوده زار الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود موسكو لمدة يومين عام 1932م.
أدى نذير تيورياكولوف الحج والعمرة اكثر من مرة.
قضى تيورياكولوف 8 سنوات سفيرا قبل أن يستدعى إلى موسكو عام 1936م، ثم اعتقل بعد عام من جانب الشرطة السوفيتية، وأودع في السجن لمدة 3 أشهر، ثم تم إعدامه عام 1937م بتهمة الخيانة والتجسس لصالح تركيا والتعصب للإسلام، ثم قتل كريم حاكيموف السفير الذي خلفه في منصبه، وعلى أثر ذلك قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع الإتحاد السوفيتي ثم لتعود بعد ذلك في يناير من العام 1990م.
كان نذير تيورياكولوف كاتبا ورساما وصحفيا، وهو من أوائل من جمعوا قاموسا إقتصاديا سياسيا للغة الروسية- الأوزبكية ونشره عام 1922م، كما نشر عمل له بعنوان "تاريخ تركستان"، وكتيب بعنوان "جمهورية تركستان ذات الحكم الذاتي" عام 1923م، وله عدة مقالات.
تم في العام 1958م تبرئة نذير تيورياكولوف من التهم التي وجهت له، وأعيد له الإعتبار، وتم إنشاء ميدالية رسمية تحمل إسمه في كازاخستان عام 2003م يتم منحها نيابة عن وزارة الخارجية للمواطنين الذين ساهموا في تطوير السياسة الخارجية الكازاخية.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022