اسرائيل (نتنياهو) وانفتاح متبادل مع الحكومة الروسية

بوتن يزور حائط البراق في زيارة سابقة للقدس المحتلة
نسخة للطباعة2023.01.07
عبد الرحمن الشامي

في 17 مايو عام 1948 كان الاتحاد السوفيتي اول دولة في العالم تعترف بما يسمى اسرائيل كدولة اعترافاً قطعيا! ومنذ ذلك الوقت واسرائيل تحاول بشكل مستمر موازنة علاقتها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (الذي لم يكن دائما على علاقة طيبة مع اسرائيل) لكن ومع سقوط الاتحاد السوفيتي تحسنت بشكل واضح علاقة روسيا باسرائيل لتصل في افضل مراحلها من التبادل التجاري والسياسي في عصر الرئيس الروسي الحالي بوتن (حسب موقع روسيا اليوم الروسي الرسمي) خاصة مع فتح البلدين حدودهما لبعضهما البعض دون فيزا.

مع اندلاع الحرب الروسية على اوكرانيا ازداد الاستقطاب العالمي وظهرت الاحلاف السياسية بشكل اوضح للعلن وباتت روسيا من جهة والولايات المتحدة الداعمة لاوكرانيا في الحفاظ على وحدة اراضيها كل منهما يطالب حلفائه بموقف واضح وداعم في هذا الصراع, وان كانت الحكومة الاسرائيلية السابقة تلتزم ظاهراً بموقف الغرب عامة بالمقاطعة ولو الشكلية لروسيا على الرغم من رفض دعم اوكرانيا عسكرياَ بأي شكل من الاشكال بل اكثر من ذلك استقطاب الروس عامة واصحاب رؤوس الاموال خاصة في اسرائيل وتقديم التسهيلات لهم بل والسماح حتى للمظاهرات المؤيدة للغزو الروسي على الاراضي الاوكرانية تحت سمع وبصر الحكومة الاسرائيلية.

بالمقابل فان موقف حكومة نتنياهو الجديدة القديمة (خاصة وان نتنياهو على علاقة قديمة جداً ببوتن شخصياً) اقرب بكثير للطرف الروسي من الحكومة السابقة بل وتعتبر ان قطع العلاقات ولو ظاهريا مع روسيا امر "ساذج" بل تذهب لابعد من هذا لتهاجم القوى السياسية الامريكية الضاغطة على اسرائيل من امثال السيناتور ليندسي غراهام وترد على هذا الضغط بالقول "إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على الجمهوريين بالبقاء في السلطة إلى الأبد، لأنه ليس هناك ضمانات بألا تتخلى الولايات المتحدة عن إسرائيل مثلما تخلت عن أفغانستان، ولذلك فإنه ليس لدينا امتياز مقاطعة روسيا، ولا عدم إجراء مكالمة هاتفية مع وزير خارجيتها، مع العلم أن نتنياهو ذاته لا يريد أن يُنظر إليه علنًا على أنه يغازل بوتين، ولذلك فإنه لا يتوقع أن يكونا صديقين، ولكن إذا كانت لروسيا مصلحة في العلاقات مع إسرائيل في الماضي، فمن المؤكد أنها لا تزال قائمة"

من الواضح ان حكومة اسرائيل الحالية تثمن بشكل عالي الخدمات والتنسيق الروسي مع الجيش الاسرائيلي في العمليات العسكرية في سوريا, كذلك هي تدرك ان ضعف روسيا بشكل عام يعني تواجد روسي اقل في سوريا مما يعني تواجد ايراني اكبر, الامر الذي لا يعجب اسرائيل, اضف الى ذلك ان اسرائيل تنظر بعين الريبة الى العلاقات الروسية الايرانية وتخشى من معونة روسية لايران خاصة في الملف النووي, بالمقابل فأن روسيا ايضا بحاجة للعلاقات مع اسرائيل لتسهيل عمل رجال الاعمال الروس من جهة خاصة في زمن الحصار الاقتصادي ولان قسم كبير من الاسر الروسية تملك اقارب في اسرائيل مما يعني ان الرأي الاسرائيلي العام بكل تاكيد ممكن حتى ان يؤثر على رأي الشارع الروسي. والاهم من ذلك هو ان تقارب نتنياهو مع بوتن يساعد بشكل كبير في كسر العزلة السياسية التي يحرص الغرب على ان يبقي بوتن تحت تأثيرها.

بالنهاية من الواضح اننا سنشهد المزيد من التقارب الاسرائيلي الروسي رغم سخط الطرف الامريكي وهو امر ليس بجديد على العلاقات الروسية الاسرائيلية مما يوحي بان كلى الطرفين حريص بشكل او باخر على دعم الاخر.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022