لماذا يعتبر دور ألمانيا محوريا في نزع فتيل أزمة أوكرانيا؟

نسخة للطباعة2022.01.26

هناك تطلع لأن تلعب ألمانيا دورا محوريا في الأزمة الأوكرانية، لأسباب عديدة، بينها علاقاتها مع روسيا. لكن لا يزال الجدل محتدما في برلين حول الموقف والتموضع الصحيح لألمانيا في هذه الأزمة.

ترى روسيا وأمريكا أن ألمانيا يمكن أن تعلب دورا مهما في الأزمة الأوكرانية، فهل تنجح وساطة برلين في نزع فتيل الأزمة؟

تزداد المخاوف من اندلاع حرب جديدة في أوروبا، خاصة بعد إعلان بريطانيا والولايات المتحدة سحب بعض موظفي سفارتيها في كييف، ردا على التهديد المتزايد من روسيا.

الوضع خطير؛ وقوات حلف شمال الأطلسي ليست في حالة تأهب فقط، وإنما قرار الحلف تعزيز وجوده في شرق أوروبا، بإرسال المزيد من القطع البحرية والطائرات المقاتلة إلى هناك.

كريستوف هويزغن - السفير والمستشار الأمني للمستشارة السابقة، أنغيلا ميركل:

خطر غزو روسيا لأوكرانيا قائم. ما نريده هذه المرة، هو رد فعل قوي جدا. 

يجب أن تعرف موسكو بالضبط ماذا سيحدث في حال غزت أوكرانيا فعلا. ثمة أهمية لوحدة الموقف الغربي في مواجهة "اللهجة العدوانية جدا" من قبل روسيا.

روسيا مورد مهم جدا للطاقة

في ألمانيا، لا يزال الموقف من صراع أوكرانيا، موضع نقاش، ولا عجب في ذلك نظرا للعلاقات التاريخية والعميقة والاقتصادية القوية أيضا بين روسيا وألمانيا. 

وتكفي معرفة أن ألمانيا تستورد من روسيا 40 بالمائة من حاجتها من النفط و50 بالمائة من الغاز الطبيعي.

مناشدات ورسائل مفتوحة متناقضة

تم نشر عدد من المناشدات والرسائل المفتوحة المتناقضة المحتوى. ففي أوساط شهر يناير الجاري، طالب 70 خبيرا في شؤون شرق أوروبا والأمن، إنهاء "المسار الألماني الخاص" تجاه روسيا. 

ودعوا إلى عدم وقوف ألمانيا مكتوفة الأيدي تجاه أعمال روسيا العدوانية. حيث يرى هؤلاء أن ألمانيا دولة محورية في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ولها مسؤولية خاصة فيما يتعلق بالقيم الغربية.

على عكس هؤلاء الخبراء، نشر عدد من الدبلوماسيين والعسكريين السابقين، ممن لديهم خبرة في الشأن الروسي، نداء تحت عنوان: "الخروج من دوامة التصعيد" مقدمين أربعة اقتراحات محددة لنزع فتيل الأزمة. 

طالبوا بنتيجة رابح-رابح لتجاوز الاستعصاء الراهن، وما يتصل بذلك هو "الاعتراف بالمصالح الأمنية للطرفين".

دور محوري لألمانيا؟

أصحاب هذا النداء أيضا يرون أن لألمانيا دور محوري، ومن الموقعين عليه راينر شفالب، الملحق العسكري السابق بسفارة ألمانيا في موسكو. ويقول:

تلعب ألمانيا دورا مهما جدا، لأن برلين بالنسبة لأمريكا شريك في الحوار بين أوروبا وأمريكا. الأمر ذاته ينطبق أيضا على نظرة روسيا لألمانيا.

من خلال محادثاته في موسكو، تكون لدى شفالب انطباع بأنه يُنظر إلى ألمانيا بشكل إيجابي هناك|، رغم تراجع العلاقات مع روسيا منذ عام 2014، إذ يتم قبول السياسة الألمانية، وتركيزها على حقوق الإنسان والقيم أيضا هناك.

تبدو ألمانيا وكأنها على كل طاولات الحوار المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، وربما هذا هو الوضع الصحيح لمن يلعب دور الوسيط.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

DW

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022