أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) إرسال قوات احتياطية للتأهب في شرق أوروبا؛ الأمر الذي عدّه الكرملين تهديدا، في حين تفاءلت بريطانيا بأن الحرب ليست حتمية بعد، بالتزامن مع سحب دول غربية رعاياها من أوكرانيا.
ومن المقرر أن يقدم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إحاطة عن بعد لنظرائه الأوروبيين بشأن نتائج مباحثاته الأخيرة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف.
كما سيبحث بلينكن مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تنسيق الخطوات العقابية ضد روسيا، في حال أقدمت على شن هجوم عسكري ضد أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن "غزو أوكرانيا سيكون مؤلما ودمويا، وقد يكون على غرار ما حدث في الشيشان"، لافتا إلى أن المعلومات الاستخباراتية تؤكد بوضوح وجود حشود روسية على حدود أوكرانيا.
لكن جونسون أبدى موقفا متفائلا بقوله إن غزو روسيا لأوكرانيا ليس حتميا، وما زال من الممكن "سيادة المنطق" في هذه الأزمة، مضيفا أنه "يجب أن نوضح لروسيا أن غزوها لأوكرانيا سيشكل خطوة كارثية".
الناتو يتأهب
وأعلن حلف شمال الأطلسي أنه يحضر قوات احتياطية في حالة تأهب، وسيرسل طائرات وسفنا لتعزيز القدرة الدفاعية للحلف في شرق أوروبا.
وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف سيواصل اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحماية والدفاع عن الدول الأعضاء.
ويتزامن قرار الناتو مع مناورات عسكرية بدأها الحلف في البحر المتوسط تستمر حتى الرابع من فبراير/شباط المقبل.
وكتب وزير خارجية لاتفيا إدغار رينكيفيش على تويتر "لقد وصلنا إلى المرحلة التي يحتاج فيها التعزيز العسكري الروسي والبيلاروسي المستمر في أوروبا إلى المعالجة من خلال الإجراءات المضادة المناسبة لحلف شمال الأطلسي".
وأضاف "حان وقت زيادة وجود قوات الحلفاء في الجناح الشرقي للتحالف كإجراءات دفاع وردع".
الرد الروسي
وقال ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي إن إرسال الناتو قوات إضافية في دول شرق أوروبا دليل على أن الحلف يتبنى "نهج التهديد والضغط العسكري"، مبينا أن محاولات الناتو رسم صورة عدوانية لروسيا هدفها تبرير الأنشطة العسكرية للحلف في أقصى شرق أوروبا.
وأعرب الكرملين عن قلقه إزاء الوضع في إقليم دونباس، ودعا أوكرانيا إلى عدم التفكير في تسوية النزاع بالقوة.
وقال الكرملين إن سلطات كييف نشرت أعدادا كبيرة من القوات والمعدات العسكرية على خط التماس، مما يشير إلى استعدادها لعملية هجومية.
وأفاد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي يصعّدان التوتر عبر "هستيريا الإعلانات" و"الخطوات الملموسة"، مشيرًا إلى أن خطر شنّ قوات أوكرانية هجوما ضد الانفصاليين الموالين لروسيا "مرتفع للغاية، وأعلى من ذي قبل".
وقال بيسكوف للصحفيين "نحن نعيش في بيئة عدوانية"، مضيفًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم "بالإجراءات اللازمة" لحماية بلاده.
وأضاف أن موسكو كانت بانتظار ردّ مكتوب من واشنطن وستقرر مسار عملها بعد ذلك، لكنه لم يستبعد إجراء مزيد من المحادثات، بما فيها محادثات جديدة بين بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن، وتابع أنه "لا شيء يمكن استبعاده إذا اقتضت الحاجة".
مساعدات لأوكرانيا
في غضون ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يعد حزمة مساعدات لأوكرانيا بنحو 1.4 مليار دولار، مشيرة إلى أنها "حزمة مساعدات طارئة" جديدة وما يزال يتعين أن يصادق عليها البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء.
وأضافت أنه منذ بداية النزاع عام 2014، حشد الاتحاد الأوروبي ومؤسساته المالية مبلغ "17 مليار يورو على شكل منح وقروض" لصالح أوكرانيا.
وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن "حزمة الإجراءات هذه ستساعد أوكرانيا على تلبية احتياجاتها التمويلية وسط الصراع"، مضيفة "كما هي الحال دائمًا، يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب أوكرانيا في هذه الظروف الصعبة".
إجلاء الرعايا
وفي موازاة التحركات العسكرية، بدأت عدة دول إجلاء رعاياها من أوكرانيا، إذ أمرت الولايات المتحدة بمغادرة أفراد عائلات جميع موظفي سفارتها، محذرة من أن العمل العسكري الروسي يمكن أن يحدث في أي وقت.
وأعلنت بريطانيا أنها ستسحب بعض موظفيها وأقاربهم من سفارتها في كييف، كما أعلنت النمسا إعدادها خطة لإجلاء الدبلوماسيين لكنها لم تبدأ بعد.
أما فرنسا فنصحت رعاياها "بتأجيل السفر غير الضروري أو العاجل إلى أوكرانيا بقدر الإمكان".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
وكالات - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022