إذا تعرضت لهجوم روسي.. بايدن يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا

نسخة للطباعة2021.12.09

استبعد الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا إذا تعرضت لهجوم روسي.

وقال بايدن إن هذه الخطوة "غير مطروحة الآن"، مهددا موسكو بعقوبات لم يشهد أحد مثلها من قبل.

وأضاف أن الولايات المتحدة قد تعزز وجودها العسكري في دول حلف الناتو القريبة من روسيا، وتوفر المساعدة الدفاعية لأوكرانيا.

وجاءت هذه التصريحات بعد أن تحدث بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر الفيديو يوم الثلاثاء.

وقال بوتين، في أول تصريح له بعد المكالمة، إن توسع الناتو شرقا يعد مشكلة بالنسبة لأمن روسيا.

وأضاف أنه طلب ضمانات قانونية من بايدن بعدم السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو.

وكانت الولايات المتحدة قد أكدت أنها تعد "ردود فعل قوية" على مخاوف من غزو روسي لأوكرانيا.

وقالت واشنطن إن الرئيس بايدن أعرب عن قلقه العميق بشأن زيادة القوات الروسية، وهدد "بإجراءات اقتصادية وإجراءات أخرى قوية".

وتقول روسيا إنها لن تهاجم أوكرانيا، واتهم الرئيس بوتين كييف بممارسة الاستفزاز.

ردود قوية

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين، بعد المحادثة، إن واشنطن تعد ردودا محددة قوية في الأسابيع المقبلة إذا لزم الأمر.

وقال: "هناك أشياء لم نفعلها في 2014، ونحن مستعدون للقيام بها الآن"، في إشارة إلى ردود الفعل الغربية على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

وأضاف: "كان هناك الكثير من الأخذ والعطاء، ولم يكن هناك أي تهديد، لكن الرئيس أوضح تماما موقف الولايات المتحدة من كل هذه القضايا".

وشملت الإجراءات عقوبات اقتصادية وإجراءات أخرى، مثل نشر قوات إضافية لحلفاء الناتو في المنطقة وتوفير عتاد دفاعي لأوكرانيا.

ورفض سوليفان تفصيل القول في ماهية الإجراءات الاقتصادية، قائلا إن الولايات المتحدة تفضل إيصالها مباشرة إلى الروس.

لكنه قال إن خط أنابيب نورد ستريم 2، وهو خط أنابيب جديد إلى ألمانيا لم يبدأ تشغيله بعد، يوفر "وسيلة نفوذ" للولايات المتحدة وحلفائها.

وقال "إذا كان فلاديمير بوتين يريد أن يرى الغاز يتدفق عبر خط الأنابيب هذا، فقد لا يرغب في المخاطرة بغزو أوكرانيا".

وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن مسؤولين أمريكيين توصلوا إلى اتفاق مع ألمانيا لإغلاق خط الأنابيب في حالة حدوث غزو.

وتشمل الإجراءات الأخرى المحتملة قيودا على تحويل البنوك الروسية الروبل إلى عملات أجنبية، أو حتى اللجوء إلى فصل روسيا عن نظام "سويفت" للدفع المالي العالمي، بحسب بعض التقارير.

وقال البيت الأبيض إن قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا شكلوا استراتيجية مشتركة "لفرض ضرر كبير وشديد على الاقتصاد الروسي" إذا شنت روسيا غزوا.

وتحدث بايدن إلى الزعماء الأوروبيين الأربعة مرة أخرى بعد محادثاته مع بوتين.

كان في صحبة بايدن خلال المحادثات مسؤولون كبار.

ما شكل الخيار العسكري الروسي؟ - تحليل جوناثان ماركوس من معهد الإستراتيجية والأمن بجامعة إكستر

يمكن أن يتخذ الخيار العسكري الروسي مجموعة متنوعة من الأشكال، مثل التوغل الكبير، أو الغزو الكبير للجزء الشرقي من أوكرانيا.

ويتمثل أحد الأهداف في جلب العناصر القتالية الرئيسية للجيش الأوكراني إلى المعركة، وإلحاق الهزيمة بهم بحيث يتعين على حكومة كييف إعادة التفكير في موقفها.

إن اجتياح الأراضي وسط سكان معاديين ينطوي على مخاطر كبيرة.

وحصلت القوات المسلحة الأوكرانية على بعض الأسلحة الغربية والتدريب، كما تحسنت كثيرا منذ عام 2015. لكن القوات الروسية تحسنت هي الأخرى خلال السنوات الأخيرة.

وتثير القوة العسكرية لروسيا الإعجاب. وعلى الرغم من الحديث عن السيادة الأوكرانية، فلا يستطيع الناتو مساعدة أوكرانيا، ولن يأتي لمساعدتها.

وقد تساهم إمدادات الأسلحة الإضافية ببساطة في تبرير روسيا للحرب.

وقد تتأثر أيضا حسابات موسكو لتكاليف الصراع بعمليات الانتشار العسكرية السابقة.

وبينما يرى الغرب حاليا الاشتباكات العسكرية من منظور الهزائم الاستراتيجية في العراق وأفغانستان، تتبنى روسيا وجهة نظر مختلفة تماما. إذ قد ينظر الرئيس بوتين إلى عملياتها في جورجيا، واستيلائها على شبه جزيرة القرم، ومعاركها في شرق أوكرانيا - ناهيك عن ضلوعها في سوريا - على أنها انتصارات نسبية.

ويعتقد مايكل كوفمان، الباحث في المركز الأمريكي للتحليلات البحرية، أنه إذا حدث ذلك، وهو أحد حالات الطوارئ العسكرية، فسيكون حدثا كبيرا.

ويقول: "اعتقد أن روسيا في أفضل وضع لها منذ 2014 اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لتنفيذ مثل هذه العملية، وهذا لا يعني أنها ستحدث، ولكن يجدر الإشارة إلى أن هناك قيودا أقل بالنسبة إلى الفترات الأخرى التي نفذت فيها العمليات الهجومية".

ماذا قالت موسكو؟

قال بيان الكرملين إن بوتين شدد على أنه لا ينبغي تحميل روسيا مسؤولية التوتر لأن الناتو يقوم "بمحاولات خطيرة للاستيلاء على الأراضي الأوكرانية، وزيادة إمكاناتها العسكرية" على حدود روسيا.

وأضاف البيان "لذلك فإن روسيا مهتمة بجدية بالحصول على ضمانات موثوقة بها مثبتة في القانون لاستبعاد توسع الناتو باتجاه الشرق وموقع أنظمة أسلحة هجومية في الدول المجاورة لروسيا".

أما الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، فقال إنه في حين أن المحادثات "لم تجلب أي إثارة"، فإنه ممتن لـ"الدعم الثابت" من بايدن.

وكان بايدن وبوتين قد التقيا شخصيا آخر مرة في سويسرا في يونيو/حزيران، لكنهما لم يحرزا تقدما يذكر سوى الموافقة على إعادة سفرائهما وبدء حوار حول الحد من الأسلحة النووية.

ويعتقد أن أكثر من 90 ألف جندي روسي محتشدون بالقرب من حدود أوكرانيا.

ويقع جزء كبير من الحشود العسكرية الروسية الأخيرة في شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا ثم ضمتها في عام 2014.

كما تتجمع القوات بالقرب من منطقتي دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا، التي تخضع أجزاء منها لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن موسكو ربما تخطط لشن هجوم عسكري في نهاية يناير/كانون الثاني.

ولقي أكثر من 14 ألف شخص مصرعهم خلال سبع سنوات من الصراع بعد أن استولت القوات المدعومة من روسيا على مناطق واسعة في شرق أوكرانيا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

بي بي سي

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022