زيارة متوترة قام بها البطريرك برتلماوس الأول إلى أوكرانيا

زار بطريرك القسطنطينية المسكوني، برتلماوس الأول، أوكرانيا بمناسبة احتفالها بعيدها الوطني في الذكرى السنوية الثلاثين لاستقلالها عن الاتحاد السوفيتي. 

تخللت الزيارة لقاءات عقدها مع المتروبوليت إيبوفاني، ورئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي، فضلا عن أعضاء البرلمان الأوكراني.

لم تخلُ زيارة البطريرك برتلماوس الأول من بعض التوتر، إذ تظاهر أمام مقر إقامته عشرات الأشخاص المنتمين إلى الكنيسة االأرثوذكسية المحلية الموالية لموسكو، والذين يتهمونه بإحداث انشقاق وسط الكنيسة الأوكرانية، بعد اعترافه (في العام 2018) باستقلاليتها عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. 

وكانت الاحتجاجات سبباً حال دون مشاركته في الاحتفال الديني الذي أقيم لمناسبة عيد الاستقلال في كاتدرائية القديسة صوفيا، وترأسه متروبوليت كييف الموالي لكنيسة موسكو  Onufryj بعد أن اشترط هذا الأخير عدم حضور البطريرك برتلماوس. 

إزاء التوتر الذي رافق الزيارة أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية "آسيا نيوز" مقابلة مع نائب مدير جريدة   Nezavisimaja السيد  Andrej Melnikov الذي اعتبر أن بطريرك القسطنطينية المسكوني يسعى بشكل ما إلى لعب دور الناتو، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، من خلال إقراره بكرامة الشعب الأوكراني بعد سنوات من الصراع مع روسيا التي ترى في أوكرانيا جزءا من تاريخها، وهذا ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مداخلات له. 

وخلال التحية التي وجهها إلى السلطات والشعب الأوكراني، قال البطريرك برتلماوس الأول إنه يرفع الشكر إلى الثالوث الأقدس، الذي مكّنه من زيارة الأرض الأوكرانية المعذبة، حيث وضع الأمير القديس فلاديمير أساساً صلباً للإيمان المسيحي. 

وقال إنه يشعر بأنه في بيته وسط الشعب الأوكراني، لافتا إلى أن متروبوليت كييف، وعلى الرغم من كل الرياح المعادية اليوم، كان وما يزال جزءاً لا يتجزّأ من الأراضي القانونية لبطريركية القسطنطينية. 

وعلى الرغم من أجواء التوتر التي طغت على هذه الزيارة أكد برتلماوس الأول أنه ينبغي أن ننسى كل خيبات الأمل والإحباط، والإساءات والمعاناة وأن نسير قدما في الدرب المؤدية نحو الغفران والفضيلة والشفاء، لجميع أبناء الكنيسة بدون أي تفرقة أو تمييز. 

وشدد بطريرك القسطنطينية المسكوني في ختام كلمته على ضرورة أن تبقى السياسة خارج نطاق الحياة الكنسية، مع أن الكثيرين يعتبرون أن هذا الأمر يصعب تحقيقه في البلدان ذات التقاليد الأرثوذكسية، حيث ارتبط المذبح بالعرش على مر التاريخ.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)