الصراع الروسي الغربي في أوكرانيا

نسخة للطباعة2021.07.19
رشاد فاروق الشيخ

بعد انفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي في أغسطس 1991، سعت كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لمد أيديهما إلى أوكرانيا من أجل استقطابها من فك الاتحاد روسيا، بما تتميز به من موقع استراتيجي هام بين قارتي آسيا وأوروبا، وهي أساس توازن القوى في منطقة القوقاز التي تمتد صعوداً إلى روسيا وغرباً نحو أوربا الشرقية، وهي ممر لأنابيب الغاز الروسي باتجاه دول غرب أوروبا المار عبر أوكرانيا، ونتج عنه حصول خلافات بين روسيا وأوكرانيا حول كلفة الترانزيت للغاز والنفط الروسي المار إلى أوروبا عن طريق كييف، فروسيا لا تستطيع تحقيق أهدافها دون بسط هيمنتها على الدول التي استقلت منها، ووجود أوكرانيا بجانب روسيا يمنحها المجال الحيوي في البحر الأسود، ويساهم في وقف مد حلف شمال الأطلسي إلى حدودها الجيواستراتيجية.

ومع وصول فلاديمير بوتين للسلطة في روسا عام 2000، توجهت السياسة الروسية لاستعادة أوكرانيا عن طريق تنصيب أنظمة موالية لها، وهذا ما نتج عنه انتخابات عام 2004 والذي فاز فيها يانوكوفيتش حليف روسيا، وبعد اتهامات بتزوير الانتخابات، اندلعت أعمال شغب وتم إلغاء النتيجة وإعادة الانتخابات والتي فاز فيها فيكتور يوشينكو الموالي للغرب، والذي تقدم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

في عام 2014 حصلت أزمة سياسية وأمنية في عهد يانوكوفيتش الذي استرجع الرئاسة في انتخابات 2010، وذلك نتيجة لتراجع احتياطاتها من العملة الصعبة وتدهور الاقتصاد بشكل كبير نتيجة توقف المساعدات المقدمة من الغرب، مما أدى إلى حشد المعارضة الأوكرانية المدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا في العاصمة كييف بهدف الضغط على الرئيس لقبول اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وفي النهاية تمت إقالة الحكومة وغادر يانوكوفيتش إلى روسيا، ونتيجة إلى ذلك، قامت روسيا باحتلال شبة جزيرة القرم بعد قيام السلطات المحلية في الإقليم بالاستفتاء من جانب واحد على الاستقلال عن أوكرانيا ولحماية القواعد الروسية فيها، كما قامت بتشجيع الأقليات الروسية في أوكرانيا على التمرد على السلطة، وانتهت بإعلان إقليمي دونيتسك ولوهانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا ومواليتين لروسيا، ونتيجة إلى ذلك دعت الولايات المتحدة وأوروبا إلى تحقيق الديمقراطية عبر تنصيب حكومات موالية لها، كما قاموا بفرض عقوبات على روسيا، وحظر تصدير السلع والتقنية والخدمات إلى شبة جزيرة القرم، وفرض عقوبات على شركات الأسلحة الروسية.

روسيا ترفض عضوية أوكرانيا في أي تكتل غربي خاصة حلف شمال الأطلسي وتعتبر أي وجود للناتو على أراضي أوكرانيا أو البحر الأسود تهديداً مباشراً لأمنها واستقرارها، ومن جانب آخر، يبدو أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية حذره من الإسراع بضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، من أجل عدم الانجرار نحو مواجهة عسكرية مع روسيا، كما تعمل على زيادة وسائل الضغط الدبلوماسي على روسيا لإنهاء التوتر القائم، ولضمان تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

الوطن

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022