خبير: روسيا "تشحذ" أسلحتها الإلكترونية في أوكرانيا لشن هجمات على الغرب

نسخة للطباعة2021.07.15

كشف خبير أمن إلكتروني لصحيفة "التايمز" البريطانية، أن الكرملين يستخدم أوكرانيا لشحذ قدراته الإلكترونية الهجومية ضد الغرب.

وقال أندري بارانوفيتش، خبير تكنولوجيا المعلومات من مدينة دونيتسك الأوكرانية (الشهير بشون تاونسند)، إن روسيا شنت هجمات إلكترونية متكررة على أوكرانيا في محاولة لزعزعة استقرار البلاد.

أثار حجم وشدة الهجمات الروسية المتزايد قلق قادة الناتو والحكومات الغربية، الذين يخشون أن تستخدم روسيا هجمات مماثلة ضدهم.

من جانبه حذر الرئيس بايدن روسيا، الأسبوع الماضي، من أنها ستواجه الانتقام إذا استمرت هجماتها الإلكترونية وهجمات الفدية ضد الغرب.

ووفقا للصحيفة، حذر بارانوفيتش من أن دفاعات الأمن السيبراني في أوكرانيا كانت مليئة بالثغرات التي جعلت البلاد عرضة للخطر.

وشرح بارانوفيتش أنه درب نفسه على القرصنة في العام 2014، وكان مصرا على اختراق المؤسسات الروسية انتقاما لضم موسكو لشبه جزيرة القرم، فيما تطور إلى حرب غير معلنة أسفرت عن مقتل أكثر من 13000 شخص في شرق أوكرانيا، وأصبحت نقطة تصادم كبيرة بين روسيا والغرب.

وفي حين تمت الإشادة بعمليات قرصنة بارانوفيتش ضد الروس، إلا أن السلطات الأوكرانية تنصلت منه لاحقًا بعد كشفه عن ثغرات في قدرة أوكرانيا على حماية أمنها.

يُعتقد أن روسيا شنت هجوما إلكترونيا على مؤسسات الحكومة الأوكرانية الأسبوع الماضي، أسفر عن تعطل مواقع تابعة للرئيس والأجهزة الأمنية، كما استهدف هجوم ثان الموقع الإلكتروني للبحرية الأوكرانية، ونشر مزاعم حول تدريبات "سي بريز" العسكرية متعددة الجنسيات، التي شاركت فيها سفن الناتو في البحر الأسود.

وبحسب الصحيفة، يمتلك الكرملين تاريخا طويلا من الاختراقات المدمرة عالية المستوى، بما في ذلك أكبر هجوم في التاريخ (هجوم 2017 على البنوك الأوكرانية)، والذي وفقا للبيت الأبيض، كلفها ما يقدر بنحو 10 مليارات دولار.

واقتحم القراصنة أيضا اللجنة الانتخابية الأوكرانية وعطلوا أجزاء من شبكتها قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الرئاسية في أيار مايو 2014.

وفي العام التالي، استخدم الروس ما يسمى برنامج BlackEnergy الخبيث؛ لتدمير أجزاء من شبكة الطاقة الأوكرانية.

وكان انقطاع التيار الكهربائي الناتج والذي أثر على أكثر من 230 ألف شخص، أول هجوم إلكتروني ناجح معروف على شركة طاقة بهذا الحجم.

وفي العام 2017، تم تعطيل أنظمة المراقبة في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية المغلقة بسبب اختراق آخر.

وقال الكرملين إن توسع الناتو في دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل أوكرانيا يشكل تهديدا للأمن القومي، ولذلك يسعى باستمرار لتقويض نفوذ أوكرانيا بـ ”الحرب الهجينة“، والتي تعتمد على نهج متعدد المستويات للصراع، بما في ذلك عمليات التضليل والهجمات الإلكترونية والضغط العسكري.

وأشيد بمشاركة بارانوفيتش لمشاركته كمتطوع مع مجموعة Cyber Alliance الأوكرانية، التي اقتحمت أنظمة البيانات الروسية، وسربت رسائل البريد الإلكتروني والوثائق يُزعم أنها انتُزعت من البريد الوارد لفلاديسلاف سوركوف، المعروف بـ ”الكاردينال الرمادي“ لبوتين وأكبر مستشاريه، وفقا للصحيفة.

وكشفت رسائل البريد الإلكتروني المسربة عن خطط مفصلة للاستيلاء على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، وإثارة الاضطرابات الانفصالية في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقية.

ووصل بارانوفيتش الشهير بـ“شون تاونسند“ للشهرة لأول مرة في العام 2014 عندما شارك في تأسيس مجموعة روهيت- RUH8، للتعبير عن امتعاضه لروسيا، بعد أن استولى الانفصاليون المدعومون من الكرملين على مدينته دونيتسك، في شرق البلاد.

وقال بارانوفيتش ”لم يكن لدى بلدنا أي معرفة إلكترونية على الإطلاق في العام 2014، وكانت أوكرانيا تتعرض للهجوم من قِبل الجيش والقراصنة، لذلك قررت مساعدة جبهتنا على محاربة الروس باختراقهم أيضا“.

وأصبحت مجموعة RUH8 جزءًا من مجموعة من القراصنة النشطاء، والتي اخترقت أنظمة البيانات للوحدات العسكرية الروسية، وأجهزة المخابرات والحكومات الإقليمية، ومجلس الشيوخ في البرلمان الروسي في سلسلة من الهجمات الضارية.

كما تمكن بارانوفيتش من اختراق أنظمة البيانات الآمنة للوحدة 58 في الجيش الروسي.

وفي 2018، بدأ بارانوفيتش وRUH8 اختبار أمن المعلومات لحكومة كييف، وقال ”تمكنا من الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالوزارات المسؤولة عن العدل والصحة، دون استخدام أي أدوات خاصة، كما وجدنا أن المفاعلات الذرية عرضة للخطر“.

وشرح بارانوفيتش أن العلاقة بين التحالف السيبراني الأوكراني وأجهزة الأمن الأوكرانية كانت غير رسمية، قائلا ”إذا حصلنا على شيء مثير للاهتمام حقا، منا نرسله إلى الخدمات الأمنية التي نثق بها، ولكن لم تكن هناك علاقة رسمية بيننا ابدا“.

واعتبر بارانوفيتش أن ”التجسس الإلكتروني أداة فعالة للغاية، فهي منخفضة التكلفة للغاية، فخلال الحرب الباردة، إذا أردت الوصول إلى معلومة ما تعين على الدولة استثمار مبلغ ضخم من المال والتدريب والخبرة والوقت، ولكن الآن يمكنك العثور على مرتزقة إلكترونيين يمكنهم اختراق نظام بريد إلكتروني مقابل 100 دولار ”.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

إرم

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022