د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة
سُجّل تواجد المسلمين التتار في اليابان مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، وزاد عددهم بعد الثورة البلشفية في روسيا القيصرية، حتى وصل مع بداية العشرينيات من القرن المنصرم إلى ألفي نسمة.
وكان الشيخ محمد عبد الحي قربان علييف (1890- 1974م) وهو تتري من بشكيريا، من أهم الشخصيات المسلمة التي قدمت إلى اليابان، فقد وصلها عام 1925م، وكان له إسهامات عديدة في توطيد ونشر الإسلام في اليابان.
من أهم أعماله: مساهمته في تأسيس جمعية إسلامية في طوكيو عام 1924م، وافتتاح مسجد طوكيو (عام 1938م)، وتأسيس المطبعة الإسلامية بطوكيو عام 1930م، كذلك طباعة عدد من الكتب الإسلامية باللغتين التترية واليابانية، وأهمها طباعة المصحف الشريف.
طُبع المصحف الشريف بالنص العربي كاملاً في طوكيو في 12 حزيران/ يونيو من عام 1934م، بواقع 500 نسخة، بخط قازاني واضح، وبورق جيد، وبحجم متوسط، وبالاعتماد على نسخة المطبعة الكريمية في مدينة قازان والتي تعود للعام 1913م، وكان "مصحف طوكيو" أول مصحف يطبع في أقصى شرق آسيا.
أما آلات الطباعة ومجموعات الحروف العربية فقد جُلبت للمطبعة الإسلامية بطوكيو عام 1928م من تركيا، ذلك بعد منع حكومة أتاتورك طباعة اللغة التركية بالأحرف العربية في نفس العام.
كما وقام المسلمون في اليابان بجمع المال للمساهمة بتأمين عملية طباعة المصحف، فمن مدن: طوكيو وسيؤول (كوريا) وتايكي تم جمع حوالي 2000 ين ياباني (وكان في ذلك الوقت 1 دولار أمريكي = 4 ين تقريبا)، واعتبر حينها مبلغاً كبيراً، وكانت تُستَوهب النسخة منه بمبلغ 10 ين. ونسخ هذا المصحف وصلت إلى تتار الصين وكوريا وفنلندا وبولندا.
وتمّ حفل التعريف بنسخة المصحف هذه بعد طباعته في مدينة سيؤول، وقد أهدَت الجمعية الإسلامية بطوكيو نسخة من هذا المصحف إلى إمبراطور اليابان هيروهيتو (حكم ما بين عامي 1926- 1989م).
كذلك نُنوه إلى أنه تم قبل ذلك، وفي عام يناير من عام 1931 طباعة قسم "ربع يس" من المصحف الشريف في المطبعة الإسلامية بطوكيو، اعتمادا على نسخة بالخط القازاني أيضا.
وتوجد نسخة من "مصحف طوكيو" محفوظة في متحف الثقافة الإسلامية بمسجد "قول شريف" في مدينة قازان بتتارستان.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022