"آباء الأمة الأوكرانية" من المتمولين والسياسيين

نسخة للطباعة2020.09.18

أوليكساندر فومين - محلل سياسي

إذا نظرنا إلى الشخصيات "المئة الأكثر نفوذا" على المستوى السياسي، سنجد هناك ثلاث مجموعات مختلفة: سياسيون مستقلون وأوليغارشية ورجال أعمال، والأخيرون هم الأقل حضورا على الساحة السياسية.

نشرت مجلة "فوكوس" التصنيف السنوي لأغنى 100 شخصية في أوكرانيا.

لو أخذنا المراكز العشرة الأولى وفق هذا التصنيف وعكسناها على المسطح السياسي، سنرى بوضوح أن الشخصيات مثل فيكتور ميدفيدشوك وبيترو بوروشينكو تدافع بنفسها عن مواقفها السياسية، أما الأليغارشية أمثال رينات أخمدوف فيعملون من خلال وكلاء، حيث يستأجرون النواب والسياسيين والمسؤولين، في حين أن بعض المراكز العشر الأولى لا تؤثر إطلاقا على السياسة رغم مكانتها.

رينات أخميتوف، الذي احتل المركز الأول بنحو 7.2 مليار دولار، هو مثال كلاسيكي للأوليغارشية الذين يمارسون السياسة من خلال وكلاء. نعم، لقد تمكن من تعيين مديره الأعلى دينيس شميهال في منصب رئيس الوزراء، رغم أنه روّجت على الفور الشائعات حول شراء أصوات بعض "الخدام" بكل بساطة، إلا أن البرلمان الأوكراني أفشل القرار الحكومي، الهادف إلى منح حصانة ضد الإقالة على مدى عام واحد. 

تضم سرية أخميتوف البرلمانية 6 "محاربين" فقط (رسلان تريبوشكين وموسى محميدوف وآخرون) بالإضافة إلى شريكه في العمل فاديم نوفينسكي. 

كما وأن الأوليغارش يمكنه أن "يحفز" بضع عشرات من نواب "خادم الشعب"، غير أن هذا التعاون آني. ولقد بين إفشال التصويت على برنامج رئيس مجلس وزراء شميهال، الذي أيده 207 نواب فقط مقابل اعتراض 226 =، أنه من السابق لأوانه الشعور "بنشوة النجاح"، لأن هذه النجاحات مؤقتة.

يعتبر فيكتور بينتشوك، الذي احتل المرتبة الثانية بمبلغ 2.4 مليار دولار، أحد الشخصيات الأكثر نفوذا في أوكرانيا. فبينتشوك، شريك سياسي لجورج سوروس والديمقراطيين الأمريكيين، لديه تأثير على موقف بعض نواب "خادم الشعب" والكتلة البرلمانية الأصغر "غولوس" (19 نائبا)، التي، وفقا لعلم الاجتماع (تمثل 1.2%، "وفق أنظمة الاستطلاع التلفزيوني الآلي")، ستبقى مشروع المرة الواحدة.

بـ 1.7 مليار دولار ضمِن دميترو فيرتاش لنفسه المركز الثالث في التصنيف. فيرتاش هو مثال آخر عن رجل الأعمال المضطر إلى اللجوء إلى السياسيين لحل المسائل.

جاء فاديم نوفينسكي في المرتبة الرابعة مع 1.4 مليار دولار، وهو الشريك التجاري الأصغر لرينات أخميتوف. لهذا السبب يبقى التأثير السياسي لنوفينسكي مشتق من مكانة أخميتوف نفسه.

احتل زعيم حزب التضامن الأوروبي ونائب الشعب بيترو بوروشينكو المرتبة الخامسة في التصنيف بـ1.340 مليار دولار. رغم أن بوروشينكو خسر الانتخابات الرئاسية، لكنه بقي يمارس السياسة بنشاط. وأقل ما يشهد على ذلك أنه يسيطر على كتلة التضامن الأوروبي، الذي يضم 27 نائبا. يشكل بوروشينكو مثالا عن كيفيفة قيام أحد العشرة الأثرى في أوكرانيا بالترويج لمواقفه السياسية بنفسه، لأنه في نفس الوقت لاعب سياسي.

في المرتبة السادسة يأتي الزوجان هالينا وأولكسندر هيريها بمبلغ 1.206 مليار دولار. رغم كون أولكسندر هيريها نائبا في البرلمان الأوكراني منذ عام 2012، إلا أنهما لا يعتبران من الشخصيات المؤثرة سياسيا.

فيكتور ميدفيدتشوك، الذي احتل المركز السابع في قائمة العشرة الأغنى بـ1.184 مليار دولار، أيضا يعتبر تقليديا من بين السياسيين الأوكرانيين أصحاب النفوذ. كواحد من أغنى الأشخاص في أوكرانيا، يعتبر ميدفيدتشوك شخصية مستقلة ماليا، لذا يدافع عن أيديولوجيته بأمواله، بينما معظم السياسيين الأوكرانيين مضطرون إلى طلب مساعدة  الأوليغارشية.

أجابت مجلة "فوكوس" بنفسها، من حيث المبدأ، على السؤال حول نفوذ ميدفيدتشوك، كاتبة أن السياسي لم يتراجع أبدا عن مبادئه السياسية، ما ساعده في المحافظة على ثقة الناخبين.

احتل إيهور كولومويسكي المركز الثامن بمبلغ 1152 دولارا أميركيا، كان حاضرا منذ وقت قريب بشكل مفرط في وسائل الإعلام، موحيا بأنه "الآمر الناهي" الأول في عهد الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ولكن هذا الأليغارش فقد جميع أدوات النفوذ في مجلس الوزراء الجديد، بعد عدم حصوله على أية حقيبة في الحكومة.

أما شريكه التجاري المتجلي في شخص هينادي بوهولوبوف، فاحتل المركز التاسع  بثروة قدرها 984 مليون دولار.

فولوديمير كوستلمان يختم المراكز العشرة الأولى بمبلغ 855.5 مليون دولار. وهو أحد المالكين لمجموعة "فوزّي" مع شركائه أوليه سوتنيكوف ورومان تشيهير، الذي لم يدخل الساحة  السياسية إطلاقا. وبالتالي، لا يعتبر كوستلمان وشركته كيانات ذات أهمية في السياسة الأوكرانية.

لذا، إذا عكسنا التصنيف على المسطح السياسي، سنجد أن العشرة الأوائل يمثلون ثلاث مجموعات مختلفة. المجموعة الأولى، من السياسيين أشباه فيكتور ميدفيدتشوك وبيترو بوروشينكو، المتمتعين بموارد مالية خاصة، ما يتيح لهم ممارسة السياسة كشخصيات مستقلة.

مع تباين كبير بينهم وبين تكتل "خادم الشعب"، الذين اشتروا بالجملة والتجزئة من قبل الأوليغارشية، أمثال رينات أخميتوف وإيهور كولومويسكي وفاديم نوفينسكي وغيرهم. لذا، نواب "خادم الشعب" يعتبرون "شعبيين" شكليا فقط، فهم في الواقع يخدمون مصالح الأوليغارشية.

تتكون المجموعة الثانية من الأوليغارشية أمثال رينات أخميتوف ودميترو فيرتاش وفيكتور بينتشوك، إلخ. 

وأخيرا، تأتي المجموعة الثالثة المؤلفة من ممثلي قطاع الأعمال، الذين إما لديهم حضور سياسي أدنى، أو ليس لديهم هكذا حضور إطلاقا.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022