القرم معقل بوتين الأخير

نسخة للطباعة2020.08.03

كسينيا بوكروفسكايا - محللة سياسية

ليس لدى فلاديمير بوتين ما يمكن أن يقدمه ولا ما يمكن أن يتباهى به أمام مواطنيه غير شبه جزيرة القرم المحتلة.

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 20 تموز/يوليو إلى القرم المحتل. هذه أول زيارة لبوتين بعد الاستفتاء الذي جرى في الإتحاد الروسي والذي غير دستور روسيا وسمح لبوتين بالبقاء في منصبه حتى عام 2036، والذي شدد على العقوبات على أي دعوات وأفعال تطال وحدة الأراضي الروسية. 

لا أحد يخفي أن الكلام يدور حول القرم تحديدا. بالإضافة إلى أن هذه رحلة فلاديمير بوتين الأولى منذ بدء جائحة الفيروس التاجي، حيث أن الزعيم الروسي كان طوال هذا الوقت في حالة عزلة ذاتية حتى العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية.

كما ترون، اختار فلاديمير بوتين القرم تحديدا كوجهة لرحلته. القرم  وليس خاباروفسك، التي تشهد احتجاجات يومية في المركز الإقليمي والمدن الأخرى بسبب احتجاز رئيس إدارة خاباروفسك الإقليمية سيرغي فورغال. الذي، على ما يبدو، لم ينجح في إيجاد لغة مشتركة مع الكرملين والقيادة السياسية الروسية.

بالطبع، الوضع في القرم بالنسبة  لفلاديمير فولوديميروفيتش أريح مما هو عليه في خاباروفسك، وذلك ليس فقط بسبب الظروف المناخية، وإنما لأن الدولة التي بناها الرئيس الروسي ما دام القرم على جدول أعمالها اليومي. 

ليس لدى فلاديمير بوتين ما يمكن أن يقدمه ولا ما يمكن أن يتباهى  به أمام مواطنيه غير شبه الجزيرة المحتلة.

رغم أن هذه الإنجازات (كما هي في خارباروفسك) لم تعد تعمل في بعض مناطق روسيا، إلا أن بوتين متمسك بالقرم المحتل بكل قوته. حتى أن الاستفتاء حول تعديل الدستور الروسي كان مرتبطا بمنع إمكانية عودة شبه الجزيرة المحتلة إلى أوكرانيا.

بالإضافة إلى ذلك، تنوي موسكو وفقا لإعلان رئيس مجلس دوما الاتحاد الروسي فولودين، معاقبة الدعوات والأفعال المتعلقة بـ "التعدي" على وحدة الأراضي، أي أنهم سيعاقبون سياسي الدول الأخرى على تمسكهم بالقانون الدولي. 

يقول فولودين إن موسكو ستطالب بتسليم أعضاء البرلمان الأوكراني وحتى الكونغرس الأمريكي، واعتقالهم حتى ولو جاء هؤلاء السياسيون إلى روسيا في زيارات رسمية لانتهاكهم القانون الروسي.

بهذه الطريقة، بعد التصويت على الدستور، روسيا لن تتحول إلى دولة يحكمها ملك لمدة غير معروفة، بل وإلى دولة سجن ليس لشعبها فقط، بل ولمسؤولي الديمقراطيات الرائدة في العالم، في حال انتقدوا احتلال القرم.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022