تركيا التي غيرت مسار معركة طرابلس في ليبيا

نسخة للطباعة2020.06.05

إيليا كوسا - خبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل"

اتفق أطراف النزاع على العودة إلى طاولة المفاوضات في إطار محادثات برلين، التي بدأت في الفترة ما بين كانون ثاني/يناير وشباط/فبراير بمبادرة من الاتحاد الروسي وتركيا.

يجري الآن ما كان يجب أن يحدث في بداية العام، أي محاولة الدخول في محادثات سلام مع تجميد الوضع الراهن و إبقاء صيغة المفاوضات معلقة من أجل إكمال تقسيم مجالات النفوذ بين أنقرة و موسكو.

الاتجاه الليبي بالنسبة لروسيا هام للغاية لعدة أسباب:

1. السيطرة على "الطريق الليبي المتوسطي" للاجئين الرابط بين أفريقيا وجنوب أوروبا.

2. المكانة السياسية العالمية و رفع الشأن على الساحة  الدولية، وخاصة في الحديث مع الاتحاد الأوروبي، وبشكل أدق، مع فرنسا وألمانيا.

3. مصالح الطاقة الخاصة لبعض شركات المتنفذين المقربين من الكرملين من "مجمع الوقود والطاقة".

4. تعزيز قدراتها التفاوضية ونفوذها السياسي في المنطقة على حساب إعادة الإمساك بالمبادرة التي أضاعها الغرب و تهدئة الوضع بالشكل المقبول والمناسب لها.

5. توطيد تحالفها الظرفي مع تركيا، لكي لا تسمح لها العودة إلى المعسكر المؤيد للغرب.

القصة الليبية بالنسبة لتركيا، هي:

1. مكانة و سمعة تركيا كقوة إقليمية عظمى، يقوم بصنعها أردوغان.

2 - ردع القوى المعادية له أيديولوجيا وسياسيا في شخصية خليفة حفتر و"جيشه الوطني الليبي"، المشكل ثلثه من السلفيين والمدخليين والجماعات الأخرى، الموجودين في صراع مع "الإخوان المسلمين".

3 – تحاشي سقوط ليبيا في أيدي القوى، التي يقف وراءها الخصوم الإقليميون، مثل الإمارات العربية ومصر والمملكة العربية السعودية.

4. حماية مصالحها في مجال الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​عن طريق فصل الحدود البحرية المشتركة مع حكومة طرابلس، وعرقلة مشاريع الطاقة الخاصة بالمنافسين، مثل إسرائيل و مصر واليونان وقبرص.

5. الحصول على موطئ قدم في شمال أفريقيا و توسيع نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​من خلال إنشاء قاعدة عسكرية دائمة أو مؤقتة على أراضي طرابلس الغرب.

6. تعزيز نفوذها على دول الاتحاد الأوروبي من خلال إحكام السيطرة على المناطق الحساسة.

سبق وقلت وأكرر: روسيا ليست الراعي الخارجي الرئيسي لخليفة حفتر و"جيشه الوطني الليبي"، إذ تلعب هذا الدور دول أخرى،  بينما الاتحاد الروسي (حتى الآن) ما يزال في الركب الثاني، داعما طرفي النزاع.

غير أن العودة إلى محادثات السلام و التعاون مع تركيا يمكن أن يعزز دور الاتحاد الروسي في هذا الاتجاه، خصوصا بعد سلسلة الهزائم العسكرية التي مني بها حفتر على محور طرابلس بعد تدخل أنقرة.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022