تجمع نحو عشرة الاف متظاهر في وسط كييف الأحد احتجاجا على احتمال منح حكم ذاتي معزز لمناطق الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، يمكن أن يتقرر في إطار جهود السلام التي يدعو إليها الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وهتف المتظاهرون في ساحة ميدان في كييف "لا للاستسلام! لا للعفو!". ورفعوا لافتات كتب عليها "الحرب مستمرة" ورددوا شعارات معادية لزيلينسكي.
وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بعشرة الاف، وتوجهوا بعدها الى مقر الادارة الرئاسية والبرلمان.
وانضم الرئيس السابق بترو بوروشنكو الى المتظاهرين، واكد عبر تويتر ان "عشرات الالاف" شاركوا في التظاهرات في كييف وفي اكثر من عشرين مدينة اخرى في البلاد.
ويستعد زيلينسكي لقمة اولى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف احياء عملية السلام في شرق اوكرانيا، حيث يستمر النزاع منذ خمسة اعوام.
وعملية السلام معطلة حاليا. لكن مفاوضين روسا واوكرانيين توافقوا الثلاثاء الفائت على خارطة طريق تنص على منح وضع خاص لمناطق الانفصاليين مع اجراء انتخابات محلية حرة تنسجم مع الدستور الاوكراني ويصادق عليها المراقبون الدوليون.
لكن معارضي زيلينسكي الذي لا يتمتع بخبرة سياسية، يبدون قلقهم من تنازلات قد يقدمها وتفضي الى سيطرة لموسكو على مناطق الانفصاليين.
واكد المتظاهرون ان منح "جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك حكما ذاتيا موسعا سيكون على حساب مصالح اوكرانيا.
وقال سيرغي ليزفنسكي (58 عاما) لفرانس برس "نحن ضد الخيانة. نريد وضع حد للاحتلال والقرارات المتسرعة".
والاتفاق الموقت حول خارطة طريق كان شرط موسكو الاساسي للمشاركة في قمة رباعية مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وعقدت آخر قمة رباعية في اطار "آلية النورماندي" (روسيا واوكرانيا وفرنسا والمانيا) في 2016 في برلين.
- "صيغة بوتين" -
وتحمل الخطة الموقتة اسم "صيغة شتاينماير" في اشارة الى وزير الخارجية الالماني السابق فرانك فالتر شتاينماير الذي طرحها.
لكن معارضيها يؤكدون انها تصب في صالح روسيا. ووصفها بوروشنكو بانها "صيغة بوتين" مؤكدا انها تعترف بضم روسيا للقرم وسيطرتها على شرق اوكرانيا.
وقال المتظاهر ميكولا شيبيغا ان "صيغة شتاينماير هي مشروع بوتين".
ورأى ان الانتخابات في شرق البلاد لا يمكن ان تتم الا اذا استعادت كييف سيطرتها مسبقا على الحدود الشرقية للبلاد.
ودنا بعض المتظاهرين من مقر الادارة الرئاسية وهم يطلقون هتافات ضد زيلينسكي، مشيرين الى اتصاله الهاتفي مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب والذي دفع الديموقراطيين في الكونغرس الى فتح تحقيق بهدف عزله.
وتوعد الحشد امام البرلمان باقامة حواجز اذا طرح الرئيس الاوكراني للتصويت اجراءات تصب في صالح موسكو.
وقال احد منظمي التحرك "عددنا كبير بما يكفي، ولا نريد سوى امر واحد: طرد المحتلين من اراضينا".
وفي كلمة للاوكرانيين هذا الاسبوع، دعا زيلينسكي مواطنيه الى "عدم الرضوخ للاستفزاز"، واعدا بعدم المساس بمصالح البلاد.
أوكرانيا برس - الإعلام المحلي - AFP
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022