أعلن وزير الطاقة الأوكراني يوري بويكو أن أوكرانيا ستعتمد على ثرواتها من الغاز الطبيعي والصخري، وستصدره إلى الأسواق العالمية خلال 7 أو 10 أعوام.
وقال بويكو إن خبراء في وكالات وشركات غربية للطاقة اكتشفوا وأكدوا أن احتياطي الغاز في الأراضي الأوكرانية يبلغ نحو 5 تريلون متر مكعب، مضيفا أن أوكرانيا ستتحول إلى دولة مصدرة للغاز لا مستوردة له.
وأشار بويكو إلى أن الوزارة وقعت مؤخرا عقدا مع شركة "شيل" العالمية للطاقة بقيمة 800 مليون دولار للتنقيب عن الغاز في الأراضي الأوكرانية، وستوقع عقودا مشابها مع خمس شركات عالمية أخرى خلال الشهور الثلاثة المقبلة.
وفي سياق متصل قال الوزير إن مؤتمرا دوليا سيعقد في العاصمة كييف لتحديث شبكات نقل الغاز الأوكرانية التي تنقل الغاز الروسي لأوروبا، وهو مؤتمر ستحضره لجنة أوروبية خاصة.
رسالة إلى روسيا
ويأتي إعلان الوزير مفاجئا ومدويا في خضم أزمة أسعار الغاز القائمة بين أوكرانيا وروسيا، ويحمل طابع رسالة إلى موسكو تحمل تهديدا بحرف بوصلة العلاقات نحو الغرب.
وترفض روسيا مطالب أوكرانيا بخفض أسعار الغاز الذي تصدره إليها ويقدر بنحو 40 مليار متر مكعب، وتهدد أوكرانيا بالتحكيم الدولي إذا ما أصرت روسيا على ذلك الرفض.
وقال أندريه يرمولايف رئيس مركز "صوفيا" للدراسات الاقتصادية في العاصمة كييف إن ما جاء به إعلان الوزير من معلومات كان مفاجئة للجميع، ولاشك أنه ضربة لروسيا التي كانت ولا تزال تستخدم الغاز للضغط سياسيا واقتصاديا على أوكرانيا.
وأوضح أن امتلاك أوكرانيا لاحتياطي ضخم من الغاز يهدد أسواق تصدير الغاز الروسي فيها، وفي أوروبا التي قد تتحول لاستيراد الغاز مباشرة من أوكرانيا، وهي تستورد نحو 150 مليار متر مكعب سنويا من غاز روسيا.
وفيما يتعلق بتحديث شبكات نقل الغاز الأوكرانية قال يرمولايف إن إعلان الوزير عن مؤتمر قريب حمل رسالة تهديد إلى روسيا، مفادها أن أوكرانيا تتوجه للتعاون مع أوروبا، ولن تبيع الشبكات لروسيا كما تريد.
تشكيك
لكن وبالرغم من إعلان الوزير الصريح والمفصل إلا أن ثمة من شكك بما تضمنه من معلومات ونوايا، ورأى فيه أهدافا إستراتيجية تخدم نهاية العلاقات الأوكرانية الروسية.
يقول أليكسي بيترينكو، وهو كاتب مقالات اقتصادية في صحيفة الأعمال المحلية "ديلا"، إن إعلان الوزير يذكر بما أعلنه الرئيس السابق فيكتور يوتشينكو بعد الثورة البرتقالية 2004 حول إمكانية اعتماد أوكرانيا على احتياطياتها من الغاز تجنبا للحاجة إلى روسيا.
وأوضح أن لدى أوكرانيا احتياطيا من الغاز، لكنه لا يكفي، ووحدها الشهور والسنوات المقبلة ستكشف عن صدق المعلومات التي تؤكد وجود احتياطي ضخم.
ولم يستبعد بيترينكو أن تكون أزمة أسعار الغاز بين أوكرانيا وروسيا وإعلانات الوزير مصطنعة، هدفها الوصول إلى درجة توتر تقطع إمدادات الغاز عبر أوكرانيا إلى أوروبا وفق ما لمح إليه رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا آزاروف قبل أيام، ثم إعادتها بعد تسوية ما مع أوكرانيا، ولكن بأسعار جديدة أعلى.
وقال إن روسيا بهذا السيناريو تكون قد ثأرت لمصالحها التي تأثرت بسبب التدخل العسكري الغربي في ليبيا، ولكن بصورة غير مباشرة.
أوكرانيا برس + الجزيرة نت
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022