الغلاء الفاحش في أوكرانيا يؤرق مشجعي المنتخبات المؤهلة لليورو 2012

الغلاء الفاحش في أوكرانيا يؤرق مشجعي المنتخبات المؤهلة لليورو 2012
تكلفة الإقامة لليلة واحدة في أحد الفنادق قرب ملعب "دونباس أرينا" ستبلغ 3600 يورو
نسخة للطباعة2012.03.27

قبل أكثر من شهرين على انطلاق كأس أمم أوروبا الصيف المقبل في أوكرانيا وبولندا (يورو 2012)، يتخوف مشجعو المنتخبات المتأهلة من الغلاء الفاحش للفنادق في أوكرانيا التي قد يصل سعر الإقامة في أحد فنادقها إلى أكثر من 3000 يورو مقابل ليلة واحدة.

في مدينة دونيتسك شرق البلاد، وهي إحدى المدن الأربع المضيفة للعرس الأوروبي في أوكرانيا، قد يكلف حجز غرفة في فندق قريب من ملعب "دونباس أرينا" الذي سيستضيف إحدى مباراتي الدور نصف النهائي في 27 يونيو/حزيران المقبل 3600 يورو لليلة الواحدة، أي أكثر بـ 85 مرة من التعرفة الطبيعية وهي 42 يورو لليلة.

أما المشجعون الذين ليس باستطاعتهم دفع هذا المبلغ الطائل، فبإمكانهم الحجز في ما يعرف ببيوت استضافة الشباب للحصول على غرفة من سريرين مع حمام مقابل 1400 يورو، أو استئجار خيمة مقابل 70 أو 120 يورو لليلة الواحدة في موقع مخصص للتخييم، وذلك حسب الموقع العالمي للحجوزات بوكينغ دوت كوم.

وتعليقا على هذه الأسعار الخيالية، قال سائح فرنسي اعتاد حضور الأحداث الرياضية الكبرى وفضل عدم كشف اسمه "هذا هراء، إنه الاستغلال ببساطة"، وأضاف "التعرفة غير مقبولة لأن أصحاب الفنادق يسعون لاستغلال الموقف".

ولا تتوفر البدائل الأرخص في أوكرانيا بسبب افتقادها كثيرا إلى البنى التحتية السياحية.

تقليص الشهية

ويشكل هذا "المأزق" صداعا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الذي رأى أمينه العام ديفد تايلور أن استغلال الحدث لكسب أكبر قدر ممكن من الأموال لن يعطي صورة جميلة عن أوكرانيا.

لكن بوريس كوليسنيكوف نائب رئيس الوزراء الأوكراني قال: "حكومتنا تملك السلطة الكافية من أجل تقليص الشهية"، أي الشهية النهمة لأصحاب الفنادق.

وبانتظار التدخل الحكومي في أوكرانيا التي تعتبر الأكثر فقرا في القارة الأوروبية، قرر الكثير من المشجعين البقاء في منازلهم، كما هو حال الإنجليزي جينس باثمان الذي يلتقي منتخب بلاده مع فرنسا في 11 يونيو/حزيران في دونيتسك.

وفي السياق تساءل جينس الذي عمل في دونيتسك أستاذا في اللغة الإنجليزية، "ألف يورو من أجل غرفة!، وبأي نوعية من الخدمة؟، فطور صغير بارد وملاءات مثقوبة ومكيف معطل"، وأضاف: "سأبقى في منزلي لأتابع المباريات من خلف شاشة التلفاز".

وإضافة إلى مقاطعة السفر إلى أوكرانيا، هناك خيار ثان أمام المشجعين، بأن يحجزوا في طائرات تسافر يوميا من وإلى دونيتسك لمتابعة مباراة فريقهم قم المغادرة، وذلك حسب ما أكده مدير ملعب دونيتسك ألكسندر أتامنكو.

جشع وكرم

ومقابل جشع أصحاب الفنادق، قرر بعض الأوكرانيين فتح أبواب بيوتهم مجانا أمام مشجعي كرة القدم من كل حدب وصوب، ودعوا عبر موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي مواطنيهم للقيام بالأمر نفسه.

ولم يكن مشروع استضافة أوكرانيا لأمم أوروبا 2012 سلسا على الإطلاق منذ منحها هذه الشرف مشاركة مع بولندا، إذ اضطر يويفا إلى توجيه أكثر من تحذير لها، وهدده بسحب حق التنظيم منها بسبب تأخر تشييد الملاعب والبنى التحتية.

وكان هناك احتمال بأن يلجأ يويفا إلى تقليص عدد الملاعب المخصصة لاحتضان أمم أوروبا إلى ستة ملاعب بدلا من ثمانية في حال لم تتمكن أوكرانيا من تلبية الشروط.

ومقابل هذه المشكلة العويصة التي تؤرق مشجعي المنتخبات التي ستلعب في أوكرانيا، رأى السائح الفرنسي أن المشكلة غير مطروحة في شريكة الضيافة بولندا التي ارتفعت الأسعار فيها أيضا، لكنها تتيح بدائل وخيارات متعددة للاستمتاع بالعرس الكروي القاري الذي ينطلق في 8 يونيو/حزيران ويختتم في الأول من يوليو/تموز.

الفرنسية

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022