لمن سيصوت مسلمو أوكرانيا في الانتخابات البرلمانية 2012؟

لمن سيصوت مسلمو أوكرانيا في الانتخابات البرلمانية 2012؟
يشكل المسلمون في أوكرانيا نحو 5% من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 46 مليونا
نسخة للطباعة2012.10.26

حسم مجلس شعب تتار القرم قراره، فأعلن قبل أسابيع انضمامه إلى تجمع "الوطن" المعارض لخوض الانتخابات البرلمانية يوم الأحد المقبل في أوكرانيا، وهو تجمع يضم عدة أحزاب وقوى معارضة موالية للغرب، على رأسها حزب "الوطن" بزعامة رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشينكو، وإليه نسب اسم التجمع.

وبانضمام المجلس – الذي يعتبر أكبر مؤسسة قومية تترية ذات طابع سياسي في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا - إلى التجمع، يكون قد وجه التتار المسلمين في الإقليم للتصويت لصالح المعارضة، وأعدادهم تقدر بنحو نصف مليون نسمة من أصل نحو 2 مليون مسلم يشكلون نحو 5% من إجمالي عدد السكان البالغ 46 مليونا.

انقسام

إلا أن هذا التوجه الموحد في القرم لا يخفي حالة انقسام باقي مسلمي أوكرانيا تجاه الأحزاب والقوى والمرشحين، وهو انقسام يرجع إلى عوامل المصالح والتوزع الجغرافي، تماما كحال معظم الشعب، بحسب محللين.

يقول فياتشيسلاف شفيد المستشار الرئاسي السابق في شؤون الأمن القومي إن المسلمين جزء من مجتمع أوكرانيا، وهم يتحدون معه في النظر إلى المستقبل وفق مصالحهم في أماكن عملهم وعيشهم، وكذلك بالانتقاد أو السخط أو حتى القناعة بالأحزاب والمرشحين.

ويشير شفيد في هذا السياق إلى أن الأحزاب والقوى دأبت على استمالة تتار القرم قبل أية انتخابات كسبا لأصواتهم، وخاصة مع تزايد أعداد العائدين منهم من المهجر، من خلال وعود بحلول لقضاياهم المتعلقة بمأساة التهجير التي تعرضوا لها في العام 1944، وما خلفتها من مصادرة أملاك وأراضي.

ويشير الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" إلى أن مسلمي المناطق الشرقية المتاخمة لروسيا ( وأعدادهم تقدر بنحو 300 ألفا) يميلون لصالح الأحزاب والقوى الموالية لموسكو، حفاظا على استقرار حياتهم في المصانع والمناجم التي تعتبر أكبر محرك لعجلة الاقتصاد في شرق أوكرانيا.

أما بالنسبة لباقي المسلمين في المناطق المتوسطة والغربية، فيقول إسماعيلوف إنهم يميلون لصالح الموالين للغرب، لاعتبارهم أن مستقبل أوكرانيا مرتبط مع الاتحاد الأوروبي.

الإيجابية

وفيما يشبه الحملة خلال الأسابيع الماضية، دعت معظم المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية مسلمي أوكرانيا إلى المشاركة في الانتخابات، ومنح أصواتهم لمن يرون أنهم أقدر على تنمية البلاد وحل مشاكلها دون تحديد.

وأصدر كل من اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" – أكبر مؤسسة تعنى بشؤون المسلمين في أوكرانيا – والإدارة الدينية "أمة"، أصدرا بيانا مشتركا اعتبرا فيه أن المشاركة واجب عليهم تجاه وطنهم، و"مسؤولية تفرضها عليهم المواطنة".

وقال سيران عريفوف رئيس الهيئة التشريعية في "الرائد" إنه لا يجب على المسلمين الانطواء على أنفسهم، وعليهم التفكير من زاوية أكبر من زاوية شؤونهم الخاصة كمسلمين، وهي زاوية تخص مصلحة مجتمعهم عموما؛ متمنين أن تحمل الانتخابات المقبلة كل الخير والنفع لأوكرانيا وجميع الأوكرانيين.

وقد استطلعنا آراء عدد من مسلمي العاصمة كييف، ومنهم تتيانا (28 عاما) التي قالت إنها لم تكن تكترث بالانتخابات سابقا، لكنها اليوم عازمة على المشاركة لتثبت أنها لم تنسلخ عن وطنها بعد إسلامها، بل أصبحت مشاركة فعالة فيه.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة نت

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022