هل تنطلق شحنات السلاح من موانئ أوكرانيا إلى نظام الأسد؟

هل تنطلق شحنات السلاح من موانئ أوكرانيا إلى نظام الأسد؟
سفينة أوشين فورشين أبرز سفن تجارة السلاح العالمية
نسخة للطباعة2013.09.09

جوبي واريك - ميناء أوكتيابرسك

في الخامس من كانون الثاني/يناير الماضي غادرت "أوشين فورشين"، أبرز سفن تجارة السلاح العالمية البالغ طولها 380 قدما، غادرت ميناء "أوكتيابرسك" الأوكراني على البحر الأسود، بشحنة غير معلومة تم إخفاؤها في مخزن غائر بالسفينة.

انطلقت السفينة صوب الجنوب، مارة بمضيق البوسفور متجهة صوب شرق البحر الأبيض المتوسط، ثم اختفت.

واختفى جهاز إرسال السفينة، الذي يرسل في العادة إشارات آلية إلى السفن الأخرى ومسؤولي الميناء عبر المسارات الملاحية النشطة، في ظروف غامضة في التاسع من يناير، أثناء دورانها حول تركيا متجهة نحو المياه المفتوحة، بحسب ما أظهرته السجلات البحرية.

ولم يظهر أي أثر للسفينة على مدى شهرين، إلى أن ظهرت جنوب شرقي البحر الأبيض المتوسط في منتصف آذار/مارس.

اختفاء السفينة الواضح كرر سلوكا تمت ملاحظته على سفن الشحن الأخرى التي تقلع من نفس الميناء الواقع على البحر الأسود، مكان معروف لتصدير شحنات الأسلحة خلال العام الماضي.

وقد بدأ هذا السلوك مؤخرا في جذب انتباه محققي تعقب تدفق الأسلحة والإمدادات للمقاتلين في سوريا خلال عامين ونصف من الثورة السورية.

كانت الحكومات الغربية تعلم منذ وقت طويل أن روسيا تقدم الدعم لحكومة الرئيس بشار الأسد، بما في ذلك الكثير من الأسلحة الثقيلة المستخدمة في قتال قوات المعارضة.

لكن مسؤولي الاستخبارات الغربية وخبراء مستقلين أشاروا إلى أن جزءا كبيرا من المساعدات يصل في سفن تجارية، وهو ما دفع المحللين إلى مراقبة هذا الميناء العسكري، الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، عن كثب، وتاريخه الطويل في تسليح الحلفاء الروس وبعض أهم الأنظمة القمعية في العالم.

وتصف دراسة جديدة أجراها باحثون مستقلون في الصراع نشاطا كثيفا للسفن خلال العامين الماضيين من ميناء أوكتيابرسك الأوكراني، الواقع على البحر الأسود من أوديسا، إلى موانئ سوريا الرئيسة على البحر الأبيض المتوسط.

وتتنوع عشرات السفن التي تقوم بهذا الرحلة ما بين سفن ترفع أعلاما سورية ولبنانية إلى الناقلات الضخمة، صاحبة تاريخ طويل حافل بنقل شحنات الأسلحة.

وربط تقرير مجموعة C4ADS، مجموعة غير ربحية مقرها واشنطن، بعض السفن الكبيرة بشبكة من رجال الأعمال والشركات التي ترتبط بعلاقات مع كبار المسؤولين الحكوميين في روسيا وأوكرانيا.

وقال معدو الدراسة إن الفجوات في بيانات جهاز الإرسال ظاهرة حديثة نسبيا تتزامن مع انتقادات دولية لروسيا بمساعدة حليفتها سوريا منذ فترة طويلة رغم قمع الحكومة الوحشي للسكان المدنيين.

واعترف المؤلفون بأنه لا يوجد بيانات بشحنات السفينة أو صور الأقمار الصناعية التي تثبت أن السفن تحمل أسلحة، وأشاروا إلى أن بيانات الشحن تكون غير كاملة في بعض الأحيان.

ولكنهم لاحظوا أن نفس الفجوات شوهدت عام 2012 عندما كانت سفينة أوشن فورتشن والسفن الأخرى تسلم الأسلحة الثقيلة للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، الذي توفي في مارس.

وقال فارلي ميسكو، الرئيس التنفيذي لعمليات المركز والمتخصص في المسارات البحرية غير المشروعة: "يأتي هذا التناقض، جنبا إلى جنب مع تاريخ من نقل الأسلحة نيابة عن الحكومة الروسية، هو ما يجعلها رحلة مشبوهة".

واعترفت مجموعة كالبي، الشركة المالكة لسفينة أوشن فورشن ومقرها أوكرانيا، في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن إحدى سفنها، أوشن فويدج، سافرت إلى سوريا العام الماضي لتفريغ "شحنات ذات غرض مزدوج" وأن هذا مسموح به من الناحية القانونية بموجب قواعد المنظمة البحرية الدولية ولكنها أكدت أن أيا من سفنها لم يتجه إلى المرافئ السورية.

وتحظر المبادئ التوجيهية للمنظمة البحرية الدولية الخاصة بالبضائع الخطرة نقل المتفجرات والمواد القابلة للاشتعال ولكنها لا تحظر الأسلحة صراحة.

بالنسبة للفجوات في بيانات الشحن، أشارت الشركة إلى أن تعطيل الإشارات الإلكترونية للسفينة تتناقض مع مبادئ الإبحار الآمن ومن ثم تنتهك متطلبات سياسة شركتنا.

لكن مثل هذا التفسير يفشل في إزالة شكوك المسؤولين الأميركيين الذين قالوا: إن مجموعة من تسليمات الأسلحة الموثقة لا تفسر طوفان الأسلحة القادمة من روسيا وأوروبا الشرقية التي دخلت سوريا في الشهور الأخيرة.

واتهم النائب مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات، روسيا بصب الأسلحة في سوريا، "وكأنه لا يوجد شيء اسمه غدا"، كما قال.

وجرى تأكيد طوفان الأسلحة التي نقلت إلى سوريا من خلال حكومات غربية وشرق أوسطية وارتباطها بشكل مباشر بالتحول في الزخم لصالح الأسد في وقت مبكر من العام.

فبعد شهور من الخسائر أمام الثوار، استعادت الحكومة السورية السيطرة على المدن الرئيسة في بداية الربيع بمساعدة من مقاتلي حزب الله القادمين من لبنان، وما يصفه مسؤولو الاستخبارات بتدفق الأسلحة والمعدات عالية الجودة.

شملت المواد التي وصلت في شتاء وربيع العام الحالي مروحيات تم تجديدها ودبابات قتالية لتحل محل الدبابات المدمرة أو المعطلة خلال عامين من القتال، بحسب مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين ذوي معرفة وثيقة بجهود إعادة الإمداد.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

صحيفة "الشرق الأوسط"

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022