من منطلق قوة.. أوكرانيا ترفض هدنة مع انفصالييها

من منطلق قوة.. أوكرانيا ترفض هدنة مع انفصالييها
خارطة عمليات مكافحة الإرهاب في شرق أوكرانيا حتى يوم الأحد الماضي
نسخة للطباعة2014.08.12

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

في ظل حصار القوات الأوكرانية لهم، وتحت ضرباتها التي تصاعدت مؤخرا، يقر انفصاليو شرق أوكرانيا بواقع جديد صعب على ما يبدو، وخاصة في مدينة دونيتسك التي باتت أبرز معاقلهم، وهي عاصمة لـ"جمهورية دونيتسكالشعبية" التي أعلنوا استقلالها عن أوكرانيا أواسط شهر أيار/مايو الماضي.

ولعل هذا الواقع هو الذي دفع الانفصاليين لعرض وقف لإطلاق النار أول الأمس، لـ"المساح بإدخال المساعدات ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية، ولمواجهة النقص الحاد في المواد الغذائية والمياه والكهرباء بالمدينة"، كما جاء في بيان لأليكساندر زاخارتشينكورئيس وزراء "جمهورية دونيتسك الشعبية".

لكن أوكرانيا رفضت الهدنة من منطلق قوة كما يؤكد ساستها وقادتها العسكريون، واشترطت مجددا استسلام "الانفصاليين والإرهابيين" وتسليم أسلحتهم؛ وأعلن اليوم أندريه ليسينكو الناطق باسم مجلس الأمن القومي والدفاع أن البلاد ستقضي على "الإرهابيين" قبل حلول الشتاء المقبل، على حد قوله.

عوامل القوة

ويرى مراقبون أن عوامل القوة الأوكرانية تكمن في تقدمها على الأرض بعد استعادة السيطرة على عدة مدن خلال الأسابيع الماضية، وحصرها للانفصاليين في دونيتسك، وسط تراجع الدور الروسي في دعمهم.

دميتري تيمتشوك الخبير في الشؤون العسكرية ورئيس تحرير موقع "المقاومة الإعلامية"، قال للجزيرة نت إن "بناء الإمبريالية الروسية الجديدة فشل، وحول شرق البلاد إلى فوضى. ولولا التدخل المباشر وغير من المباشر من قبل روسيا لما تطورت الأمور إلى ما هي عليه الآن".

واعتبر أن قوة الأوكرانيين تكمن أيضا في "روح الوطنية وعزيمة الدفاع عن الأرض، التي يفتقدها الانفصاليون ومن معهم من مرتزقة، لأنهم ينفذون أجندة خارجية"، في إشارة إلى روسيا.

أربع جبهات

المركز الإعلامي لعمليات "مكافحة الإرهاب" التي أطلقتها أوكرانيا ضد الانفصاليين، نشر خريطة بينت ما حققته قوات العملية، وفي مقدمته فصل الانفصاليين عن الحدود الروسية، وتطويق كامل لدونيتسك من جميع الاتجهات.

كما تظهر خريطة العمليات تدخل قوات من الأراضي الروسية لدعم الانفصاليين في مواجهة القوات الأوكرانية بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك.

وقال فلاديسلاف سيليزنيوف الناطق باسم العمليات إن القوات الأوكرانية تخوض قتالا في أربع جبهات رئيسية هي: دونيتسك ولوهانسك وألتشيفسك ستاخانون وتوريز سنيجاني، مؤكدا أنها ألحقت بـ"المرتزقة الروس" خسائر كبيرة في القوى البشرية والمعدات.

وأضاف أن حالة من الذعر وخيبة الأمل تخيم عليهم بعد قطع معظم الإمدادات الروسية عنهم، وأنه لم تعد لديهم استراتيجية موحدة للقتال".

رد روسيا

لكن مراقبين آخرين يرون أن في نهاية "الانفصاليين" الموالين لروسيا فصل جديد للأزمة، قد تكون فيه أوكرانيا في مواجهة مباشرة مع روسيا التي رفعت يدها عن مواليها.

سيليزنيوف أكد أن "القوات الأوكرانية لا تزال تتعرض لإطلاق نار من قبل روسيا، وتستمر محاولات مرتزقتها للتسلل إلى الأراضي الأوكرانية بشكل غير قانوني تحت النار.

وأضاف: "يوم الأمس فتح الروس نار المدفعية وقاذفات الألغام من قرية مونوتسكي الروسية على مجموعات من حرس حدودنا في منطقة لوهانسك، وتعرضت نقطة تفتيش في دونيتسك لهجوم من ثلاثة اتجاهات في وقت واحد، بما في ذلك من الأراضي الروسية".

أليكسي غاران رئيس معهد التحليل السياسي قال إن "روسيا تحشد عسكريا منذ مدة على الحدود مع أوكرانيا، ومتهمة باستهداف نقاطنا الحدودية وطائراتنا فوق أراضينا، فلا عجب أن تنتقل إلى الحرب العلنية بدل الاستفزاز الخفي، والكثير من المؤشرات تدل على ذلك".

وأضاف: "لروسيا تاريخ حافل بالتخلي عن مواليها عند الحاجة، وهذا ما حدث في شرق أوكرانيا، فما إن تراجع دعمها للانفصاليين حتى اندحروا سريعا، ولعلها تنوي التدخل المباشر لحفظ هيبتها، ولشغل أوكرانيا بنفسها عن إرادتها الأوروبية، ولتهديد الغرب الذي دعم هذه الإدارة".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022