داهم محققو المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا أمس الاثنين منزل رئيس بلدية نافذ ومكتبه، بعد مزاعم عن تورطه في عملية اختلاس في قضية ذات ابعاد سياسية.
وقال مكتب مكافحة الفساد انه تم تفتيش مقرات غينادي تروخانوف رئيس بلدية مدينة أوديسا وشركائه.
وتخضع بلدية المدينة الواقعة على البحر الأسود للتحقيق بتهم اختلاس أموال من عقود مخصصة لاصلاح طريق سريع واختفاء قروض كانت مخصصة للمساعدة في اعادة تأهيل المطار المحلي.
واشار المكتب الى انه "بما ان المحققين يفحصون ايضا احتمال تورط رئيس بلدية أوديسا بهذه الجرائم الجنائية، يجري تفتيش منزله ومكتبه".
وتأتي هذه المداهمة بعد ما يقارب الأسبوع على بدء موجة من التظاهرات ضد الحكومة في كييف هي الأولى منذ الانتفاضة الشعبية المدعومة من الاتحاد الأوروبي عام 2014 والتي ادت الى خلع الرئيس المدعوم من روسيا فيكتور يانوكوفيتش.
ويتقدم التظاهرات الحالية ضد الفساد ميخائيل ساكاشفيلي الرئيس الجورجي السابق الذي عين حاكما اقليميا لأوديسا في شباط/فبراير 2015.
واتهم ساكاشفيلي يومها تروخانوف بأنه احد اقطاب الفساد، قبل ان يقدم استقالته العام الماضي بعد اصابته بالاحباط لعدم قدرته على مواجهة الفساد في المنطقة.
ثم اتهم ساكاشفيلي الرئيس الاوكراني بيترو بورشينكو بانه يغطي على الفساد الذي يجري بعلمه وذلك من اجل حماية اصدقائه السياسيين.
ونفى بوروشينكو هذا الاتهام واعتبر بأن لا اساس له، كما واتهم ساكاشفيلي بمحاولة زعزعة الاستقرار في هذا البلد الذي تمزقه الأزمات.
لكن على ما يبدو ان الرئيس استجاب الجمعة لمطلب رئيسي للمتظاهرين عندما وعد بانشاء محكمة خاصة ضد الفساد في نهاية العام.
وقال ساكاشفيلي الاثنين انه ينوي الاستمرار بالتظاهرات حتى عودة النواب من العطلة البرلمانية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر والعمل على مطالب أخرى.
ويقود الرئيس الجورجي السابق الآن حزبا سياسيا في أوكرانيا ويأمل انتزاع مقاعد برلمانية في انتخابات عام 2019 من حزب الرئيس الأوكراني الذي يفقد شعبيته شيئا فشيئا.
ويقول محللون ان التظاهرات باتت تؤثر على تفكير بورشينكو وتدفعه لأخذ قرارات صعبة حاول تجنبها منذ انتخابه رئيسا عام 2015.
والمداهمات التي جرت في اوديسا "يمكن اعتبارها خطوة من السلطة لتهدئة ساكاشفيلي" بحسب ما قال المحلل فاديم كاراسيوف لفرانس برس في كييف.
واضاف "لكن يمكن ايضا ان تكون السلطات تحاول القول لساكشفيلي ببساطة ان بامكانهم مواجهة الفساد في الاقليم بدون مساعدته".
ويبدو ان خطي التفكير هذين قد ساعدا في تسريع عمل مكتب مكافحة الفساد لمواجهة الكسب غير المشروع هذا العام.
واعتقل المكتب هذا العام نائب وزير الدفاع ومسؤولا عسكريا رفيعا آخر بزعم اختلاسهما الملايين من الاموال الحكومية عبر صفقات نفطية غير قانونية.
كما اطلقت تحقيقا في عملية احتيال للرئيس السابق لادارة الضرائب رومان نازيروف في آذار/مارس الماضي.
لكن المحللين يقولون ان محاكمة هؤلاء المسؤولين ستكون صعبة من دون انشاء محكمة خاصة لقضايا الفساد، وهو ما وعد به بورشينكو.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
AFP
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022