مقال: أوكرانيا تحاصر الروس وبارود سوفييتي بانتظار شرارة

مقال: أوكرانيا تحاصر الروس وبارود سوفييتي بانتظار شرارة
نسخة للطباعة2015.05.31

منذر بدر حلوم - موسكو

تلوح في الأفق بوادر نزاع قد تتورط روسيا فيه، ويتحوّل إلى نزاع عسكري مباشر، لفك الحصار الذي فرضته أوكرانيا على الجنود الروس في قوة حفظ السلام في جمهورية ترانسنيستريا المولدوفية غير المعترف بها، وذلك بعد المأزق الأخير الذي وجدت موسكو نفسها فيه حين أبطل البرلمان الأوكراني اتفاقيات سابقة كانت تسمح بنقل الإمدادات إلى القوات الروسية المتمركزة هناك، فإذا بالأخيرة محاصرة ومحرومة حتى من المؤن.

كييف تصعّد وموسكو تستعد

في الحادي والعشرين من مايو/أيار الحالي، أقر البرلمان الأوكراني انسحاب أوكرانيا من خمس اتفاقيات سابقة للتعاون العسكري مع روسيا، بما في ذلك اتفاقية عبور الجنود الروس المتواجدين في مهمة مؤقتة في مولدوفا للأراضي الأوكرانية، وكذلك اتفاقية النقليات العسكرية الحكومية. وذلك يضع الجنود الروس المتواجدين في مهمة حفظ سلام ترانسنيستريا (بريدنيستروفيه) المولدوفية في مأزق حقيقي، نتيجة قطع الإمدادات تماماً عنهم. فلا حدود جغرافية لهذه الجمهورية غير المعترف بها سوى مع مولدوفا وأوكرانيا، ولا طريق إليها من روسيا إلا عبر أوكرانيا. وحتى وقت قريب، كانت قوة حفظ السلام الروسية المتواجدة هناك والتي يبلغ عددها قرابة ألفي عسكري وضابط، تحصل على الإمدادات عبر الأراضي الأوكرانية حصراً، وكانت اتفاقيات موقّعة بين البلدين تضمن ذلك. لكن ذلك لم يعد ممكناً اليوم. فما العمل؟

في ردة فعل أولية، أبدت الخارجية الروسية أسفها للقرار الأوكراني، وأشارت إلى أن الإمدادات ستنقطع فعلاً عن القوة الروسية الموجودة هناك، وقالت في بيان: "ليس لدينا طريق آخر إلا عبر أوكرانيا، وهكذا، فأوكرانيا من خلال قرارها الأخير، وبوصفها طرفاً في التنسيق بشأن تسوية بريدنيستروفيه، تلغي عملياً كل الجهود المبذولة للتسوية وتستعرض موقفها من هذه العملية وعدم اهتمامها بإرساء السلام والهدوء".

وفي سياق متوافق مع موقف الخارجية الروسية، نقلت وكالة "إنترفاكس" عن وزيرة خارجية ترانسنيستريا، نينا شتانسكي، قولها إنه "من الصعب جداً تفسير القرار الأوكراني منطقياً، استناداً إلى حقيقة أن أوكرانيا هي دولة ضامنة في تسوية بريدنيستروفيه (ترانسنيستريا). كما أن أوكرانيا تشارك في عمليات حفظ السلام ببعثة مراقبين عسكريين".

وتُعدّ أوكرانيا ضامناً لعملية التسوية في ترانسنيستريا بين تيراسبول وكيشينيوف (كيشيناو) ضمن صيغة (5+2) التي يدخل فيها طرفا النزاع، إضافة إلى روسيا بصفة ضامن ووسيط سلام، وبعثة الأمن والتعاون الأوروبية كوسيط، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية كمراقبين، وأوكرانيا كمشاركة في بعثة حفظ السلام من خلال مراقبين عسكريين للوضع على الأرض، إلى جانب الجنود الروس والمولدوفيين والبريدنيستروفيين.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022