مطالبة بحق زميل لهم.. طلاب عرب يطبقون "الربيع العربي" في دونيتسك بأوكرانيا

مطالبة بحق زميل لهم.. طلاب عرب يطبقون "الربيع العربي" في دونيتسك بأوكرانيا
أحد المباني الرئيسية التابعة لجامعة الطب البشري في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا
نسخة للطباعة2012.04.06

بقلم جهاد النابوت - دونيتسك

لعل قصة الطالب الأردني الذي احتجز في إحدى المطارات الأوكرانية أثارت جدلا واسعا بين صفوف الطلبة المتواجدين في هذه الدولة، وخصوصا في المدينة التي أدرس فيها (دونيتسك).

والقصة كانت – باختصار – نوع جديد من الإقامة للأجانب، من لا يحصل عليها لا يسمح له بالدخول إلى البلد نهائيا. وكان هذا الشاب أحد ضحايا القرار الجديد، فلم يسمح له بالدخول بعد أن عاد من رحلته العلاجية في عمان.

أخبروه أن القرار ينطبق عليه، وبقي ثلاثة أيام في مطار المدينة، ثم أعيد إلى الأردن بعد عدم السماح له بالدخول، وبهذا يكون قد خسر هذه السنة الدراسية!!.

أكثر ما لفت انتباهي الحل الذي اقترحه الشباب العربي في هذه المدينة، فقد عزموا أمرهم وأجمعوا "بأننا لا بد أن نعتصم غدا أمام المبنى الرئيسي للجامعة، كي نطالب بحق أخينا المفقود، ولنطلب من رئيس الجامعة مراعاة الشباب الذين يسكنون خارج سكنات الجامعة".

أول الأمس كان الاتفاق أن تم التجمع أمام مبنى الجامعة الرئيسي لحل المسألة (جامعة الطب)، ولا أخفيكم القول بأنني لم أتوقع أن يقدم الشباب على مثل هذه الخطوة، لأنها قد تكون مستهجنة بعض الشيء من إدارة الجامعة، وقد يترتب عليها أمور لا يتوقعها أحد.

ولكن "النشامى" هبوا وكانوا في الموعد، كنت أجس نبض شبابنا وأسألهم ما الذي جاء بكم هنا؟، فقالوا جئنا لنأخذ بعض حقوقنا...

قال أحدهم: نريدها سلمية، وقال آخر: نريد أن نحصل على حقنا بأسلوب حضاري. وفرحت كثيرا للمظهر الحضاري الذي شاهدته اليوم.

خرج عميد الجامعة وسط صمت الجميع، وقال لهم بأسلوب جميل: "أي استفسار أنا سوف أجيب عليه، بكل صدر رحب، لا تقلقوا لا تقلقوا...". وانتهت القصة عند كلامه.

اليوم مظهر رائع ضربه شبابنا العربي المسلم من خلال إيصال فكرتهم بطريقة حضارية مؤدبة سلمية، وأرى - والله أعلم - بأن الربيع العربي قد ساهم بشكل كبير في هذا الوعي الشبابي غير المسبوق.

فالذي ينظر إلى الثورات العربية يجد بأن الشبابيتظاهرون، وفي نفس الوقت يحافظون على المرافق العامة، يتظاهرون وفي نفس الوقت يساعد بعضهم البعض للوصول إلى هدفهم المشترك، يتظاهرون ويقولون للعالم بأسره: اسمع أيها العالم..، إن الفكرة الخاطئة عن المجتمعات العربية من الآن فصاعدا ستتغير كليا، فنحن الآن مجتمع واع لمسؤولياته، متطلع لمستقبل زاهر، يدافع عن حقه بأسلوب يجبرك على الاعتراف برقيه وسلميته.

أنا اليوم فخور بأني مسلم عربي، فخور لأن العرب اليوم أفضل من قدموا للعالم فكرا عمليا حضاريا للثورات السلمية.

أوكرانيا برس

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022