مصير ثلاثة أشخاص ولدوا في تشرنوبيل يوم وقوع الكارثة

نسخة للطباعة2015.04.29

في 26 أبريل/ نيسان عام 1986،و بعد سلسلة من التجارب الفاشلة،وقع انفجار في المفاعل النووي الرابع في المحطة النووية تشرنوبيل ، الواقعة في الشمال الشرقي لأوكرانيا، واعتبر الانفجارأسوأ حادث نووي في العالم

سلطات الاتحاذ السوفياتي حاولت إخفاء الامر إلا أنها اضطرت للاعتراف، بعدما كشفت الامر الهيئة السويدية للطاقة النووية

شخصان توفيا بعد الانفجار، و 29 آخرون قضوا بعد عدة أيام في المستشفى، و المفاعل بقي مشتعلاً لمدة ثلاثة أسابيع، و قام عشرات الأشخاص بإطفاء النيران ، لكن الكثير منهم ماتوا بعد ذلك لأسباب صحية لها علاقة بالاشعاعات النووية

وفرض حظر حول منطقة تشرنوبيل بلغ قطرها حوالي 30 كلم. مئات آلاف الأشخاص أبعدوا من المنطقة المحظورة، و تمت تغطية المفاعل الرابع مؤقتاً صيف 1986، على أساس أنه سيغير لاحقاً، لكن الأمر طال إلى يومنا هذا

تسع وعشرون سنة بعد الحادثة، يورونيوز تحدثت إلى ثلاثة شباب أوكرانيين ، ولدوا وقت الحادثة، و سألناهم : كيف هو حال طفل تشرنوبيل اليوم؟

1)أولغا زكارفسكا: عانيت من التمييز في حياتي

مصورة محترفة أولغا زكارفسكا ، أنشأت استديو خاصاً بها في العاصمة كييف. ولدت في 11 أبريل/ نيسان 1986 في بريبيات، مدينة قرب محطة تشرنوبيل ، أين كان يعيش العديد من العاملين في المحطة. أبوها كان أصغر خبير في الهندسة النووية.

“ عشت في بريبيات في 15 يوما الأولى من حياتي، غادرنا في 26 أبريل/ نيسان 1986 ، و قضينا حوالي عام مع الاصدقاء و العائلة في كييف. كنت صغيرة في ذلك الوقت، و يمكن القول أنني امتصصت قلق والدتي و مخاوفها بشأن مستقبلنا. و بعد عام أعطيت لنا شقة. و استمر أبي بالذهاب إلى تشرنوبيل للعمل هناك

لقد كانت تشرنوبيل جزءاً من قصة عائلتي سأتذكرها ما حييت. جيراننا أيضا عملوا في المصنع. لقد كانت جزءاً من حياتنا اليومية، وهي جزء من علاقتنا مع الدولة. و تأتي تشرنوبيل حتى في فحوص طبية منتظمة كان علينا أن نقوم بها، وفي وثائق ملف الحصول على المساعدات والمعونات

في الوقت الراهن أنا أحاول إجراء تقييم كامل ما يعني تشيرنوبل بالنسبة لي. فعندما التفتت 25 سنة إلى الوراء، فوجئت من حقيقة أنني نشأت في ظل هذا الحادث، هذه الظاهرة. لهذا السبب أنا الآن أبحث عن أسر تشيرنوبيل أخرى، و أدعوهم إلى معرض الاستوديو الخاص بي. أصورهم، نتحدث مع بعصنا. كثير من زملائي لديهم عائلات خاصة بهم واطفال الآن. نحن قلقون حول صحتنا، بطبيعة الحال. عندما كنت صغيرا بقي الأطباء يقولون: “ليس لدينا فكرة عن كيفية تأثير الإشعاع فيك.” بعض الأمور يمكن التنبؤ بها ولكن الكثيرمنها ليست كذلك

أشعر أن الناس، بما في ذلك أولئك الذين ولدوا في بريبيات، لا يزالون غير مستعدين للتفكير وتحليل ما يعني تشرنوبيل بالنسبة لنا. البعض يحاول أن ينساها. شخصيا، أعتقد أنه منذ ذلك الحدث، فمن الأفضل محاولة الفهم. تشرنوبيل صدمة لنا ومن خلال التعامل مع هذه الصدمة أعتقد أننا يمكن أن نعيش حياة أفضل في المستقبل

على الرغم من أنني أعتقد أن بعض الجروح يمكن أن تجعلك أقوى. أعتقد أني و أقراني أقوي، وربما أكثر استعدادا للتعامل مع صعوبات الحياة. بعد ذلك كان علينا التعامل مع الخلل: فبعد أن رحلنا، بعض الآباء والأمهات منعوا أطفالهم من اللعب معي ومع أخي، مدعين أننا كنا متأثرين بالاشعاعات ونتسبب بالعدوى

لقد صورت أسر تشرنوبيل لبعض الوقت، الآن أود أن تتحول هذه المجموعة إلى مشروع في حد ذلك يوما ما. ما هو أكثر أهمية بالنسبة لي شخصيا هو العثور على أصدقاء والدي وزملائه الذين عملوا في تشرنوبيل عام 1986

2)أوليكسي ستاريناتس: في كل مدرسة جديدة كنت أجري فحصاً طبياً

ولد أوليكسي ستاريناتس في 26 أبريل/ نيسان عام 1986 في بلدة صغيرة على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من العاصمة الأوكرانية. الآن هو صحفي رياضي يعيش في كييف. على الرغم من ميلاده كان دائما مصدرا للتعليقات حول كونه “طفل تشرنوبيل“، إلا أنه متفائل بشأن المستقبل.

ذاكرتي الأولى عن تشرنوبيل؟ ترجعني إلى عيد ميلادي، وبطبيعة الحال، يتحدث الناس دائما عن ذلك، في المنزل أو في المدرسة، ومنذ أن ولدت في يوم الانفجار الفعلي. قالت لي أمي وجدتي أنهما سمعتا عن الكارثة في أحد الأيام، في جناح التوليد حيث ولدتني أمي ، و أنها أغلقت النوافذ للحفاظ علي من الإشعاع، وغسلت الطابق في احيان كثيرة. ووقع الانفجار في ساعة مبكرة من نيسان 26، وقد ولدت حوالي 6 مساء ذلك اليوم

عندما كنت صغيرا انتقلنا عدة مرات، وفي كل مدرسة جديدة كان علي أن أقوم بفحص طبي. وكنت دائما الأسلم بدنيا وبطبيعة الحال، والدي لم يتوقف عن التفكير والقلق بشأن آثار تشيرنوبيل رغم أننا كنا نعيش على بعد 250 كلم بعيدا عن مكان الحادث!

أنا لا أفكر في نفسي كطفل تشرنوبيل. لم يؤثر ذلك في صحتي لسبب أو لآخر. أشعر أنني طبيعي تماما. لم أذهب إلى بريبيات، لمحطة توليد الكهرباء في تشرنوبيل. أنا متأكد من أنني سوف أذهب يوما ما فقط لمعرفة كيف هي

أنا أثق جدا بأهمية الطاقة النووية إذا تعاملنا معها بشكل صحيح، وهي آمنة وسليمة بيئيا. برأيي كان سبب الحادث في تشرنوبيل خطأ بشريا
نعم، بالطبع تشرنوبيل هو جزء من تاريخنا ولكن أنا لا أفكر في ذلك كثيرا. أصدقائي يتذكرون دائما عيد ميلادي

3)يوري فيشنيفسكي : الطاقة النووية ضرورية في القرن العشرين

يوري فيشنيفسكي هو صحفي يعيش في كييف ، ولد في 1 أبريل/نيسان 1986. أبوه كان يعمل في المنطقة الممنوعة لأشهر بعد الحادث.

أمي ذهبت إلى جدتي في مولدوفا بعد وقوع الحادث، وكان والدي يأتي لزيارتها متى استطاع ذلك. نذكر تشرنوبيل أحيانا، ولكن لحسن الحظ أنها لم تؤثر في عائلتنا كثيرا. ونحن جميعا بصحة جيدة جدا على الرغم من أن البيئة في أوكرانيا ملوثة جدا

تشرنوبيل هي جزء هائل من تاريخنا. أوكرانيا أضحت معروفة في أوروبا أنها في أسوإ حال، ونحن لا يمكن أن ننسى ذلك. و رغم ذلك كانت هناك الكثير من الأحداث الأخرى التي تجعلني فخورا بأن أكون اوكرانيا: إعلان استقلال الدولة، والانتصارات الرياضية من أبناء وطني مثل لاعبي كرة القدم من دينامو كييف بطل الملاكمة، الاخوة كليتشكو . ومع ذلك، يمكن لجميع هذه الأمور الإيجابية ألا تجعلني أنسى هذه الكارثة البيئية الضخمة، التي أضرت ليس فقط بأوكرانيا، ولكن أيضا ببلدان أوروبية أخرى

أنا لا أفكر في نفسي كطفل تشرنوبيل . لم يؤثر ذلك في صحتي لحسن الحظ. ولكن من خلال عملي أرى الأطفال الذين تعرض آباؤهم للمرض أو الذين يعانون من المرض نفسه، وذلك أمر محزن للغاية

هل الطاقة النووية فكرة جيدة؟ أشعر أن الكثير من البلدان لا تملك ما يكفي من الموارد الطبيعية في القرن ال21، والطاقة النووية أمر ضروري، ومن المهم أن نكون مسؤولين مع ذلك، لتجنب الكوارث التي تأتي على البشر والطبيعة.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

يورونيوز

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022