غوغل تغضب روسيا بخرائط حول شبه جزيرة القرم الأوكرانية المحتلة

نسخة للطباعة2016.08.01

أثارت خرائط غوغل غضب روسيا بعد تحديث خريطة شبه جزيرة القرم بأسماء جديدة. وجاء القرار بتغيير الأسماء استجابةً لمصادقة البرلمان الأوكراني على قانون “التخلص من الشيوعية” في نيسان /أبريل 2015، حيث دعا إلى إزالة الأسماء والرموز السوفيتية من المناطق الأوكرانية.

وبرغم النزاع بين روسيا على شبه جزيرة القرم، فإن المسؤولين الأوكرانيين كانوا واضحين بخصوص وجوب تغيير أسماء الشوارع في شبه جزيرة القرم أيضاً. 

الأسماء الجديدة تعكس الأصل التتري لشبه جزيرة القرم، وقامت غوغل بتغيير أسماء العشرات من الأماكن مثل: كراسنوبيريكوبسك أصبح “ياني كابو” وكيروفسكوي أصبح “اسليام-تيريك”.

ولاحظ العديد من الروس هذه التغييرات سريعاً، فيما اعتبر البعض هذه التغييرات إهانة للسيادة الروسية في المنطقة.

ومضى عامان منذ احتلت روسيا لشبه جزيرة القرم  الأوكرانية. وفي ذلك الحين، أشارت روسيا إلى سوابق تاريخية وإجراء استفتاء لتبرير خطوتها، لكن رأت العديد من الدول هذا التصرف على أنه عدائي وعمل حربي استيطاني.

إلا أن الجدل حول التصرف الروسي اختفى عن الأنظار بمرور الوقت وبدأت تظهر علامات صغيرة لقبول فكرة أن شبه جزيرة القرم أصبحت جزءاً من روسيا في الواقع. لكن ما زالت الخرائط عائقاً.

إلى ذلك، قال ديميتري بولونسكي، نائب رئيس المجلس الروسي لوزراء شبه جزيرة القرم “هؤلاء الناس يعانون من البلاهة الطبوغرافية”، وفقاً لما ورد عن صحيفة “موسكو تايمز”. 

ولمّح بعض المسؤولين عن تداعيات ذلك على أعمال غوغل في روسيا. حيث قال نيكولاي نيكيفوروف، وزير الاتصالات، لقناة روسيا-24 الإخبارية التي تملكها الحكومة “اعتقد أن هذه السياسة قصيرة النظر وهذا الخطأ سيتم تصحيحهما”، منوّهاً إلى أن روسيا قد “لا تسمح للشركة بممارسة أعمالها في المناطق الروسية” ما لم تغيّر سياستها.

وبحلول يوم الجمعة، بدا أن الأسماء عادت لما كانت عليه أصلاً في الإصدارين الروسي والأوكراني من خرائط غوغل. وأكدت الخدمات الإعلامية الروسية لغوغل على هذه التعديلات لراديو فري يوروب، لكنها لم تتطرق إلى السبب الذي وراءها.

يذكر أن شبه جزيرة القرم والمناطق “الرمادية” الأخرى لطالما كانت تمثل مشكلة لصانعي الخرائط.

فبينما سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم التي باتت تقع تحت إدارتها، إلا أن القليل من الدول ومن ضمنها الدول المنبوذة مثل كوريا الشمالية، سوريا وزيمبابوي، اعترفت بها كجزء من روسيا. حيث أثار مجتمع ناشيونال جيوغرافيك المنظمة البارزة في إعداد الخرائط، الجدل عام 2014 من خلال عدم إظهار الإقليم على أنه أوكراني بشكل مؤكد. وفي تبرير ذلك نوّه المجتمع بأن سياسته كانت “رسم خريطة العالم من منظور واقعي؛ وهذا يعني، تمثيل العالم بأفضل ما لدينا من أحكام ترتبط بالواقع الحالي”.

كذلك واجهت شركات مثل كوكا كولا انتقادات لعرضها خرائط بدا أنها تظهر شبه جزيرة القرم كإقليم روسي.

في حين، حاولت غوغل التنحي جانباً عن أي جدليات من خلال عرض خرائط مختلفة لكل دولة.

فبينما عرض  google.com للمستخدمين الأمريكيين صورة لأوكرانيا مع خط منقط لشبه جزيرة القرم، وهي إشارة للدول المتنازع عليها، إلا أن google.com.ua يظهر للجمهور الأوكراني خريطة لأوكرانيا وشبه جزيرة القرم جزء منها بشكل واضح. وفي ذات الوقت، مستخدمي غوغل الروس الذين يزورون موقع google.ru سيجدون بأن شبه جزيرة القرم كجزء من روسيا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022