شبح الاعتداءات العنصرية يطارد العرب والأجانب في أوكرانيا

شبح الاعتداءات العنصرية يطارد العرب والأجانب في أوكرانيا
من تظاهرة سابقة ضد الاعتداءات العنصرية في العاصمة كييف
نسخة للطباعة2013.11.21

محمد صفوان جولاق - رئيس التحرير

بعد عدة أعوام من تراجع حدتها، عاد شبح الاعتداءات العنصرية ليطارد العرب وغيرهم من الأجانب في أوكرانيا، وليخلق حالة من القلق بينهم، وخاصة بين الطلاب منهم.

اعتداءات بالشتم والضرب ينفذها غالبا أنصار حركة "حليقي الرؤوس" المعروفين بـ"النازيين الجدد"، الذين يتخذون من الزعيم النازي أدولف هتلر قدوة لهم، ويجهرون بكرههم للأجانب والأقليات العرقية والدينية في البلاد، داعين إلى طردهم عن أراضيها.

واللافت في هذه الاعتداءات أنها تعود إلى عدة مدن معا، والكثير من ضحاياها هم طلاب عرب، فسبعة في مدينة أوديسا، و4 في خاركيف، واثنين في دونيتسك، و4 في مدينة سومي، بالإضافة إلى آخرين من دول أفريقية وغيرها.

اعتداءات دفعت الطلاب في عدة مدن إلى الإضراب عن الدوام لعدة أيام، وتنظيم وقفات احتجاجية أمام جامعاتهم، التي نصح بعضها بتجنب التجوال بعيدا عن أعين المارة، وخاصة مع حلول ساعات الظلام.

اعتداءات منظمة

عبد الحميد طالب عراقي في جامعة الطب بمدينة سومي، حكى لنا ما تعرض له من ضرب يوم الجمعة الماضي، ألقى به وبعدد من زملائه جريحين في المستشفى.

يقول عبد الحميد إن نحو 100 شخص ملثم من العنصريين، تتراوح أعمار معظمهم بين 16 – 20 عاما، حاصروه مع نحو 20 من زملائه العرب والأجانب قرب مبنى السكن الجامعي؛ فانهالوا عليهم بالشتائم العنصرية طالبين رحيلهم، ثم بالضرب المبرح.

وقالت نفيسة الطالبة الأوزباكستانية إن نحو 20 شخصا تجمعوا حولها واستفزوها بسخريتهم من شخصها ولباسها، وسألوها عن سبب قدومها إلى أوكرانيا، فقالت لهم إنها أتت للدراسة، وستعود إلى بلادها بعدها، لكنهم استمروا باستفزازها، ثم ضربوها وخلعوا حجابها لتصرخ، ويفروا من حولها، بعد أن هبت لنجدتها امرأة عجوز.

ووصف الطالب الفلسطيني أشرف هذا الاعتداء وغيره بـ"الاعتداءات المنظمة" مؤكدا أنهم يراقبون الأجانب، ويقسمون أنفسهم لاستفزاز بعضهم، والاعتداء على آخرين عندما تسنح الفرص وتقل أعداد المارة نسبيا.

شغب وحسب

وينتقد الطلاب بشدة تفاعل السلطات المحلية والشرطة مع هذه الاعتداءات، واكتفائها بنفي وقوعها، أو الدعوة إلى ضبط النفس وفض الاحتجاجات، مع التأكيد أنها تراقب الأوضاع، وأنها تحت السيطرة.

ففي اتصال معه، قال أندريه سالينكوف مسؤول إدارة العمل مع الجمعيات الاجتماعية والطلاب الأجانب في مدينة خاركيف، حيث يعظم وجود الأجانب والطلاب، وحيث انتشرت التحذيرات والمخاوف أكثر من غيرها، قال إن المدينة هادئة آمنة، وحريصة على أمة وسلامة الأجانب فيها، مؤكدا أنه لم تسجل أية اعتداءات على أي مواطن أجنبي.

نفي ينفيه الطلاب في خاركيف وغيرها من المدن، ويفسره ماكسيم بوتكيفيتش رئيس منظمة "بلا حدود" الحقوقية بأن السلطات لا تريد أن تطفو قضايا العنصرية على السطح مجددا في أوكرانيا، وخاصة مع اقتراب البلاد من توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وتشير أولغا فرينداك رئيسة منظمة "معا والقانون" التي تدافع عن حقوق العرب والمسلمين في أوكرانيا، تشير إلى عدم وجود قوانين تصنف هذه الاعتداءات كـ"عنصرية"، وأنها تعتبر مجرد "شغب" في تحقيقات وسجلات الشرطة، ولهذا تنفيها السلطات والشرطة، رغم أن الواقع يقول عكس ذلك.

ودعت فرينداك المعتدى عليهم إلى تقديم شكاوى لدى الشرطة والجامعات وسفارات بلادهم، مشيرة إلى أن الكثيرين لا يقدمونها لعدم ثقتهم بجدية تفاعل تلك الجهات، أو لخوفهم منها، الأمر الذي يفاقم القضية، معتبرة أن كثرة الشكاوى وسيلة ضغط عملية تجبر على التفاعل الإيجابي معها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

التصنيفات: 

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022