سفير أوكرانيا في الدوحة: موقف قطر من أزمة القرم "مشرف للغاية"

سفير أوكرانيا في الدوحة: موقف قطر من أزمة القرم "مشرف للغاية"
يفهيني ميكيتينكو سفير جمهورية أوكرانيا لدى دولة قطر
نسخة للطباعة2015.05.22

جدد يفهيني ميكيتينكو سفير جمهورية أوكرانيا لدى دولة قطر إشادته بالموقف القطري من أزمة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها بعد استفتاء أثار استياء المجتمع الدولي العام الماضي، واصفا موقف قطر الداعم لوحدة الأراضي الأوكرانية بأنه موقف "شريف للغاية".

وقال بمناسبة الذكرى 71 للتهجير القسري لتتار القرم المسلمين الموافق 18 مايو عام 1944، إن المباحثات القطرية الأوكرانية الخاصة بإنشاء ميناء ضخم في أوكرانيا لاستقبال الغاز القطري المسال مستمرة وأنه سيتم قريبا افتتاح عدد من محطات استقبال الغاز المسال في كل من بولونيا وليتوانيا واليونان.

الغاز القطري

وفيما يتعلق بمشروع الميناء الذي كان مقررا افتتاحه العام الجاري لاستقبال الغاز القطري ومدى تأثره بأزمة ضم القرم إلى روسيا قال السفير ميكيتينكو إن المشاورات مستمرة بخصوص هذا الموضوع ولكن مع الوقت نفتح إمكانيات جديدة للتعاون بما في ذلك إقامة محطات لاستلام الغاز السائل من قطر ودول أخرى وننتظر افتتاح محطة في بولونيا في يونيو أو يوليو القادم ومحطه أخرى جاهزة في ليتوانيا على بحر البلطيق وهناك توسيع وتجديد لمحطة في اليونان في البحر المتوسط ولكن بالنسبة لأوكرانيا ليس هناك قرار نهائي.

وقال إن المشكلة لا تزال كما كانت منذ عامين أو ثلاثة بعدم موافقة تركيا على عبور ناقلات الغاز للمضايق التركية في الباسفور والدردنيل، مؤكدا ضرورة عقد محادثات ودية مع تركيا دون ضغوط للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف وتحافظ على المصالح المشتركة.

وأوضح سفير أوكرانيا لدى الدوحة أنه من المقرر أن يستقبل هذا الميناء بعد إنشائه من 5 إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا من دول مختلفة. وعن الكمية الممكن استقبالها من الغاز القطري قال إنه لم يتم بحث هذه التفاصيل حتى الآن.

مسلمو القرم

وفى بداية حديثه أشار السفير ميكيتينكو إلى ذكرى التهجير القسري لحوالي 200 ألف من تتار القرم المسلمين إلى أوزبكستان بأوامر من الزعيم السوفيتي الأسبق ستالين عام 1944 بعد الحرب العالمية الثانية واتهامه بعض تتار القرم بالتعاون مع العدو الألماني النازي وكان تعميما وتصرفا غير مقبول أدى إلى مقتل ما يزيد على 100 ألف من تتار القرم خلال عام واحد وتم الاعتراف بهذا الخطأ التاريخي من الحكومة السوفيتية والسماح بعودة تتار القرم إلى أراضيهم في أواخر الثمانينات وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 واستقلال جمهورية أوكرانيا قدمت الحكومة الأوكرانية العديد من المساعدات وبرامج إعادة التأهيل والدمج لتتار القرم في المجتمع الأوكراني.

مساعدات الخليج

وأكد أن الشعب التتاري يعاني حاليا معاناة كبيرة بعد احتلال روسيا للقرم لافتا إلى أن حوالي 30 ألفا من تتار القرم غادروا بيوتهم وأراضيهم بعد الاحتلال الروسي وانتقلوا إلى الداخل الأوكراني، مشددا أن تتار القرم يرفضون الاحتلال الروسي لأراضيهم كما أن الروس يقومون بالعديد من الممارسات القمعية ضدهم بإغلاق مساجد ومنع نشر الصحف باللغة التتارية وإغلاق القناة التتارية الوحيدة.

وعن مساعدات دول الخليج لتتار القرم قال، لدي معلومات دقيقة بأن تتار القرم يؤدون مناسك الحج مجانا بمساعدات من أشخاص وأمراء من المملكة السعودية وهناك مساعدات تأتي من الدول الخليجية ولكن نتمنى أن يكون حجم هذه المساعدات أكبر لافتا إلى أن تركيا تقدم مساعدات متنوعة لتتار القرم وبينهما علاقات تاريخية وتعاون مفتوح.

وأضاف يمكن للسفارة الأوكرانية في الدوحة تسهيل التواصل بين الجمعيات الخيرية القطرية وتتار القرم وبالتأكيد هناك تواصل وروابط دينية بين الجانبين.

لا حل عسكريا

وعن إمكانية تقديم المساعدات داخل القرم بعد انضمامها لروسيا قال: للأسف لا يمكننا فعل شيء داخل شبه جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا لافتا إلى اقتراح بعض من وصفهم بالناشطين الأوكران باقتحام القرم لتحريرها وأضاف: نحن واقعيون ونفهم أنه في هذه الظروف لا يمكن حل مشكلة القرم بالطرق العسكرية وبالتأكيد نحن والتتار أيضا نعتبر القرم منطقة محتلة ولكن شن الحرب ضد روسيا شيء غير منطقي. كما أن مصيرنا واحد وأتمنى أن تعيش أوكرانيا وروسيا كجيران وتكون علاقاتنا مثل الولايات المتحدة وكندا.

وأكد السفير الأوكراني تأييد بلاده لاستمرار العقوبات ضد روسيا سواء كانت سياسية أو اقتصادية بما في ذلك العقوبات ضد القرم موضحا أنه ممنوع حاليا استخدام أجواء القرم من أي شركة طيران ولا توجد سوى شركة طيران أو اثنتين روسيتين يستخدمان هذه الأجواء.

الرجل الواحد

وفيما يتعلق باتفاقيات مينسك لوقف إطلاق النار قال إنها سوف تعطينا فرصة لتجميد الحرب بشرق أوكرانيا ولكن مع تطورات الأحداث الأخيرة هناك توقعات متفائلة وأخرى غير متفائلة فيما يخص المستقبل وللأسف كل شيء متعلق بقرار الرجل الواحد في جارتنا الكبيرة روسيا (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) ولا أحد يعلم ما الذي يجري في ذهنه ولكن المعطيات الدولية تدل أن الأزمة سوف يتم حلها بطريقة سلمية.

عودة القرم

وأكد السفير ميكيتينكو أن عودة القرم إلى أوكرانيا لن تحدث بين يوم وليلة ولكن يجب أن تستمر العقوبات والخطوات من كل اتجاه من أجل تحقيق ذلك وأن انضمام القرم إلى روسيا ليس أمرا مسلما به بالنسبة لأوكرانيا والروس بأنفسهم يقولون إن القرم مثل حقيبة كبيرة بدون عجلات أو مقبض لليد فلا يعرفون ماذا يفعلون معها وسكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.

وعن تراجع الزخم الإعلامي حول أزمة القرم قال السفير الأوكراني: أتفق معك في تراجع الاهتمام الإعلامي بالقرم مشيرا إلى أنه كان هناك الكثير من المعلومات المغلوطة حول القرم وقت استفتاء الانضمام إلى روسيا والذي شارك به حوالى 34% فقط من سكان القرم أي أقل من نصف عدد السكان بما يعني أنه استفتاء غير شرعي وغير قانوني.

وأكد أن القرم مرتبط تاريخيا بأوكرانيا أكثر من روسيا وأن 85% من الطاقة الكهربائية المستخدمة في القرم تأتي من أوكرانيا وما زالت مستمرة إلى الآن كما أن 80% من مياه الزراعة تأتي عبر الأراضي الأوكرانية وأيضا اغلب الأغذية.

الماضي السوفيتي

وعن القرار الأخير للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بحظر الرموز السوفيتية في أوكرانيا بهدم تماثيل وتغيير أسماء الشوارع وغيرها من الإجراءات قال السفير ميكيتينكو إن تغيير أسماء المدن والشوارع بدأ منذ فترة طويلة ولكن لم نبدأ هذه العملية بالشكل المطلوب ومن المفضل أن تتم تدريجيا والأهم من تغيير الأسماء أو هدم تماثيل الرموز السوفيتية أن يتم التغيير في قلوب المواطنين لأن البعض لديه روابط قوية بالماضي السوفيتي ولكن هناك مقولة بأن مرور الوقت أفضل علاج.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

الصحافة القطرية

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022