حلف شمال الأطلسي يتهم موسكو بمواصلة تسليح المتمردين في أوكرانيا رغم الهدنة

حلف شمال الأطلسي يتهم موسكو بمواصلة تسليح المتمردين في أوكرانيا رغم الهدنة
بوروشينكو مع أمين عام الناتو
نسخة للطباعة2015.09.22

اتهم الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا أمس بمواصلة تسليح المتمردين الموالين لها في شرق أوكرانيا، رغم هدنة "هشة" دخلت حيز التنفيذ منذ بداية الشهر.

وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو "إن روسيا تواصل دعم الانفصاليين وتزويدهم بالأسلحة والمعدات والتدريبات والقوات".

وسبق أن إتهم الأطلسي، ومثله كييف وواشنطن والاتحاد الأوروبي، روسيا مرارا بتزويد الإنفصاليين عديدا وعتادا، الامر الذي نفته موسكو.

وقال مسؤول أوكراني كبير في المجال الأمني لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته إن زيارة ستولتنبرغ "تندرج بوضوح في السياسة التي ينتهجها الحلف منذ عام ونصف عام". وأضاف "يدركون جيدا من المعتدي ويتخذون التدابير المناسبة".

وفي شرق أوكرانيا شهدت الحرب الدائرة بين الجيش الأوكراني والمتمردين الموالين لروسيا والتي اوقعت ثمانية الاف قتيل منذ اندلاعها في نيسان/ابريل 2014 هدنة غير مسبوقة منذ مطلع الشهر الحالي.

وتوقف تبادل اطلاق النار في شكل شبه تام وبات دوي الانفجارات الآن ناجما عن ألغام وليس معارك. والاثنين أعلنت كييف أن جنديا واحدا أصيب بجروح بعد انفجار لغم فيه.

وأضاف ستولتنبرغ أن "وقف اطلاق النار يتم التزامه الى حد كبير. وهذا أمر مشجع بكل تأكيد لأن الحال لم تكن على هذا النحو من قبل. لكن الوضع هش جدا".

ويرى كثيرون أن هذه الهدنة الجديدة غير المتوقعة بعد محاولات عديدة غير مثمرة، يفترض أن تكون عاملا ايجابيا قبل زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لنيويورك في نهاية ايلول/سبتمبر بمناسبة أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.

وتشهد العلاقات بين بوتين والغرب أزمة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في اذار/مارس 2014 وتورطها المفترض في النزاع في شرق البلاد الذي تعرضت جراءه لعقوبات غربية شديدة.

وقال كارل بيلد وزير الخارجية السويدي السابق في حديث نشره الإثنين موقع أوكراني إنه يمكن لموسكو ان تأمل في رفع جزئي للعقوبات الأوروبية في حال لم تتجدد المعارك بحلول كانون الأول/ديسمبر.

ورغم الهدنة الجديدة لا يبدو أن الأزمة تتجه نحو حل سياسي بل تتحول الى نزاع مجمد كما هي الحال بالنسبة الى ترانسدنيستريا- المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا في مولدافيا المجاورة، والتي لم تنجح شيسيناو في استعادة السيطرة عليها بعد أكثر من 20 عاما من انتهاء النزاع.

وقال المسؤول الأوكراني "لكي تكون الهدنة حقيقية ومتينة على الجنود الروس أن ينسحبوا" من أوكرانيا. وأضاف أنه "احتمال مستبعد" لأن مثل هذا القرار يمكن أن يعتبر في روسيا فشلا كبيرا أو "خيانة" للمتمردين.

وأضاف أن عدد العسكريين الروس في أوكرانيا الذي قدره الأوكرانيون بما بين 8 الى 9 آلاف خلال الصيف "يبقى بالمستوى نفسه تقريبا".

والمؤشر الآخر المقلق لكييف هو أن الانفصاليين اكدوا تنظيم انتخابات محلية في 18 تشرين الأول/أكتوبر والأول من تشرين الثاني/نوفمبر في الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم في إجراء تعتبره السلطات الأوكرانية انتهاكا كبيرا لاتفاقات السلام الموقعة في مينسك.

وإعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي الاثنين أن "أي انتخابات في شرق أوكرانيا لا تنظم طبقا للقانون الأوكراني ستكون خرقا لاتفاقات (السلام) مينسك. وستكون انتخابات مزورة ولن يعترف بها أي حليف في الحلف الاطلسي".

وأكد بوروشنكو أن الانتخابات في الشرق الانفصالي "ستحصل حين تسحب روسيا قواتها. لا يمكن اجراء انتخابات تحت تهديد الرشاشات".

بدورها، نددت ألمانيا الاثنين بإنتخابات الانفصاليين وقال المتحدث بإسم المستشارية ستيفن سايبرت "من المؤسف أن روسيا لم تنأ بنفسها عن هذه المشاريع".

وكانت الانتخابات السابقة التي نظمها الانفصاليون نهاية 2014 رغم احتجاجات كييف والغرب اللذين لم يعترفا بها، أدت الى وقف عملية السلام.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

AFP

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022